توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رد اعتبار

  مصر اليوم -

رد اعتبار

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

حسناً فعلت لجنة الإعداد للدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب (يناير 2018) عندما اختارت الكاتب المبدع الراحل عبد الرحمن الشرقاوي ليكون شخصية العام، حيث لم يأخذ الشرقاوي حقه من الاحتفاء والتكريم والتعريف بأعماله. ولذا يجوز اعتبار اختياره هذا بمنزلة رد اعتبار مستحق. 

لا يعرف كثيرون أنه مؤلف الرواية التي نسج منها المبدع الكبير الراحل أيضاً حسن فؤاد سيناريو فيلم يُعد من روائع السينما العربية. شاهد الملايين فيلم «الأرض» دون أن يعرفوا إلا أنه فيلم للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين. قليل علي الأرجح هم من يعرفون أنه ما كان لهم أن يشاهدوه إلا لأن الشرقاوي كتب روايته. 

تستمد هذه الرواية أهميتها من أنها أهم الروايات العربية التي تعالج قضية الصراع الطبقي في الريف. فالظلم الذي تعرض له الفلاحون لم يكن محصوراً في مصر، بل يقول لنا التاريخ إن هذا الظلم كان أقل مما حدث في بلدان كثيرة رزح فيها الفلاحون تحت نير الإقطاع الحقيقي الذي لم يوجد في مصر وفق التعريف العلمي له. سيكون معرض القاهرة للكتاب إذن فرصة لكي يعرف كثير من رواده ومتابعي نشاطاته إبداع الشرقاوي الذي كانت رواية «الأرض» إحدي بداياته الأولي، إذ بدأ نشرها في صحيفة «المصري» عام 1953، ولكنها لم تُستكمل، ثم صدرت في كتاب العام التالي. فقد ظل الاهتمام بإبداع الشرقاوي محصوراً في بعض المثقفين، وفي أوساط يسارية احتفت به في مناسبات عدة. وكان أكثر من أنصفه، وإن بالغ في الطريقة التي اختارها لهذا الغرض، الشاعر المبدع الراحل فؤاد حداد الذي كتب قبيل رحيله عام 1985 إن «الأرض» هي بداية الرواية، وربما قصد الرواية الاجتماعية-الطبقية. 

كان الشرقاوي مبدعاً متعدد المواهب. كتب الشعر والمسرحية والمقالة السياسية والاجتماعية، إلي جانب الرواية. وعُرف مبكراً بقصيدة «من أب مصري إلي الرئيس ترومان»، التي عبرت عن التناقض الذي تبلور في خمسينيات القرن الماضي بين حركة التحرر العربية والسياسة الأمريكية في بداية تحرك الولايات المتحدة للسيطرة علي منطقتنا: (أعلم أنك تهوي الزهور/ فتنشر ألوانها في الدماء/ وتمشي من الأرض في حيث شئت لتقطف زهور الربيع/ فتسحق أوراقها اليانعات/ وتنثرها فوق أرض الشقاء/ وأعلم أنك تهوي العطور/ فتنشر في الأرض عطر العفونة). 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رد اعتبار رد اعتبار



GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

GMT 19:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أزمة الضمير الرياضي

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية

GMT 01:29 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

"واشنطن" تدعو "فيسبوك" و"تويتر" لتعليق حسابات قادة إيران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon