توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلا .. وباب الشيطان؟

  مصر اليوم -

إلا  وباب الشيطان

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يُقال عادة إن كلمة «لو» تفتح باب الشيطان. ولكن إذا كانت محاولة استدراك أمر حدث تُبدَّد الوقت والجهد وتؤدى إلى استغراق فى الندم، فالحال أن شيوع الاستثناء من قواعد عامة ينطوى على خطر أكبر. ولذلك ربما تفتح كلمة »إلا«, التى تستخدم أداة للاستثناء من القاعدة العامة كل أبواب الشيطان، وليس باباً واحداً فقط. 

الاستثناء يفتح أبواباً لمن يجيدون البحث عن منافذ للتحايل على القواعد العامة، بحيث لا يبقى منها شىء بمضى الوقت. يستخدم صانع القاعدة العامة عادةً كلمة «إلا» على أساس أن هناك حالات استثنائية حقيقية تستدعى تعطيل هذه القاعدة فيها. ولكن بعض من يُطَّبقونها، أو كثير منهم حسب الأحوال، يتوسعون فى تلك الحالات إلى أن تصبح هى الأساس، وتغدو القاعدة هى الاستثناء. 

وعندما يتكرر ذلك فى أى مجتمع، يحسن تجنب الاستثناء، وربما حظره فى بعض الحالات، إلى أن تتطور ثقافة هذا المجتمع ويتم إصلاح جهازه الإدارى الذى يتولى تطبيق القواعد العامة فى الأغلب الأعم. 

ورغم أن التوسع فى الاستثناء ملحوظ فى مصر، مازالت القواعد العامة تفتح أبواباً لها0 وآخرها حتى الآن، التأشيرات العامة لقانون الموازنة العامة الجديدة 2017/2018. ونضرب مثالين بحالتين من الحالات الواردة فى هذه التأشيرات. الأولى حظر إصدار قرارات تتضمن مزايا مالية تجاوز النظم المقررة قانوناً إلا بقرار من رئيس الوزراء. وليس صعباً تدبيج مذكرة مستوفاة، من حيث الشكل لطلب زيادة فى مكافآت أو حوافز بذرائع مختلفة للحصول على هذا الاستثناء. 

والحالة الثانية عدم جواز استخدام الاعتمادات المالية المخصصة لوسائل الانتقال فى موازنات الجهاز الإدارى والوحدات المحلية والهيئات العامة فى شراء سيارات الركوب إلا بعد موافقة وزير التخطيط بالنسبة للسيارات الأقل من 4 سلندرات وموافقة رئيس الوزراء على ما زاد على ذلك. 

والملاحظ أن حظر شراء سيارات الركوب يتكرر منذ أكثر من عشر سنوات دون أن يمنع زيادة هذه السيارات فى غير قليل من الجهات العامة رغم هذا الحظر. ولا يخفى أن الهدر هنا لا يقتصر على شراء سيارات، لأنه يشمل نفقات تشغيلها وصيانتها، وأجور سائقيها. وليست هاتان سوى حالتين من حالات كثيرة تكون فيها «إلا» أداة لإحلال الاستثناء محل القاعدة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلا  وباب الشيطان إلا  وباب الشيطان



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon