توقيت القاهرة المحلي 13:45:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (أوباما الفاشل)

  مصر اليوم -

عيون وآذان أوباما الفاشل

جهاد الخازن

لا أدري كيف يشكو باراك أوباما من فشل مشاريعه، أو طموحاته، حول العالم، ولكن أرجّح أنه لو كان مصريّاً لكان يقول الآن: ألاقيها من فين والا من فين والا من فين. إنصافاً له أقول إنه ورث عن جورج بوش الابن حروباً خارجية خاسرة وأزمة مالية طاحنة، وكانت سياسته وقف الحروب الخاسرة والانسحاب، مع تركيز على إصلاح الأوضاع الاقتصادية للخروج من الأزمة المالية. إنصافاً أيضاً، أسجل أن أوباما استطاع أن يصلح ما أفسد بوش، فالاقتصاد الأميركي تعافى، وإنتاج الطاقة زاد وربما تصبح أميركا مصدِّرَة للطاقة في وقت قريب، ومشروع الرعاية الصحية الذي قاومه اليمين بضراوة نجح، وقد أصبح عدد الأميركيين الذين انضموا إليه ثمانية ملايين كان كثيرون منهم بلا تأمين صحي. النجاح في الداخل لم يرافقه أي نجاح خارجي، وبما أننا في الشرق الأوسط نقدِّم عملية السلام على غيرها، فإننا نجد أن تسعة أشهر من المفاوضات العبثية مع حكومة إرهابية في اسرائيل انتهت الى لا شيء. وقد أوقفتها اسرائيل بعد مصالحة فتح وحماس كأنها كانت «ماشية» قبل ذلك، وهي لو استؤنِفَت لفشلت من جديد. إن كان ما سبق لا يكفي فالرئيس أوباما أغضب المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، وأساء التصرف مع مصر. باراك أوباما لم يحقق ما أراد في جولته الأخيرة في الشرق الأقصى، فهو كان يريد صفقة تجارية مع اليابان وغيرها لفتح الباب أمام «الشراكة عبر المحيط الهادئ» ولم يحصل عليها، وانتهى وكوريا الشمالية تستعد لتجربة نووية وحكومتها تزعم أنها أقوى من أميركا. طبعاً الفشل الأكبر كان في أوكرانيا، فروسيا ضمّت شبه جزيرة القرم، وثارت ضجة سرعان ما ضاعت مع العنف والمواجهات في شرق أوكرانيا حيث توجد نسبة كبيرة من الروس بين السكان. اليمين الأميركي، أو المحافظون الجدد من أنصار إسرائيل، يريدون تدخلاً عسكرياً اميركياً في اوكرانيا، إلا أن الرئيس لم يُستفَز، وقد أعلن صراحة أن اوكرانيا لن تكون مسرحاً لمواجهة عسكرية، بل يجب أن يحل شعبها مشاكله بنفسه، وليس من طريق اميركا أو روسيا. هل سيقول الرئيس الأميركي كلاماً مشابهاً إذا واجهت لاتفيا وإستونيا المشكلة نفسها التي انفجرت في اوكرانيا؟ هناك نسبة كبيرة من الروس في شرق دول البلطيق، والوضع قد يتدهور إذا قررت روسيا الرد على العقوبات الأميركية. حتى اليوم هذه العقوبات محدودة فهي ضد أفراد وشركات، والدفعة الثانية منها أثارت غضب كتّاب افتتاحية «واشنطن بوست»، وفيهم ليكوديون ملتزمون، فهاجموها بعنف. والآن أقرأ في «نيويورك تايمز» أن العقوبات أحيت البحث عن ثروة فلاديمير بوتين المخبوءة، فأعود كما بدأت الى مصر، والتهم الزائفة أن حسني مبارك يملك 68 بليون دولار، أو أكثر أو أقل، في حسابات سرية في سويسرا. طبعاً الرئيس المصري الأسبق لا يملك بلايين لأنه لم يفكر يوماً أن المصريين سيثورون عليه وأنه سيسقط. وبوتين أيضاً لا يعتقد أن الروس سيثورون عليه، وهو يحاول إحياء الإمبراطورية القديمة، ولا يحتاج بالتالي الى حساب سري في الخارج لضمان شيخوخته في المنفى. المشكلة مع باراك أوباما وليست مع بوتين، وهي بأبسط عبارة ممكنة وأوضح عبارة أنه بعد ست سنوات في الحكم أقنع العالم كله أنه لا يريد حروباً، وهو بالتالي لم يعد يخيف أحداً من الشرق الأوسط الى الشرق الأقصى الى وسط اوروبا وحتى اميركا اللاتينية، لذلك لا أحد يصغي اليه، أو ينفذ طلباً له إلا إذا كانت له مصلحة شخصية في التنفيذ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان أوباما الفاشل عيون وآذان أوباما الفاشل



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon