توقيت القاهرة المحلي 08:46:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شــرايــيــن USAID

  مصر اليوم -

شــرايــيــن usaid

حسن البطل

روى لي صديقي ونديمي الأثير، طلال رحمة، ـ رحمه الله ـ هذه القصة الصحافية المهنية ـ السياسية. في أوّل مقالة سياسية له في مجلة أسبوعية بيروتية كان يترأس تحريرها الزميل علي بلوط. استدعى رئيس التحرير المخرج الفني في حضور الكاتب المبتدئ، وقال له: أفرد صفحتين لمقالة الأستاذ طلال، وضع عنواناً لها: طُزْ في أميركا. صديقي أعاد كتابة المقالة مهنياً، ثم انتقل محرراً أدبياً إلى مجلة "الحوادث" اللبنانية، برئاسة سليم اللوزي، وأنا نسيتُ اسم مجلة علي بلوط، ولم أنس الطريقة البشعة التي اغتالت بها المخابرات السورية رئيس التحرير سليم اللوزي. المهم، ترك طلال مجلة "الحوادث" وانخرط محرراً "مخبوزاً" في "فلسطين الثورة" خبيراً في الشؤون اللبنانية، إلى أن ذهب في مهمة إلى مخيم "تل الزعتر" المحاصر.. ولقي حتفه في الطريق. كان طلال ماركسياً ينتمي إلى اليسار الثوري الجديد، لكن مقالاته كانت ذات لغة ثورية وأسلوب ليبرالي، بعيدة عن المُسَـلَّمات السياسية والعقائد، والمواقف المسبقة. كثيرون من الكتّاب الصحافيين، وأكثر بكثير من القرّاء المؤدلجين يكتبون أو يقرؤون في ضوء ووفق مُسَلَّمات ومواقف مسبقة، عقائدية أو فكرية أو سياسية قديمة. لعلّ الموقف من الولايات المتحدة هو بمثابة أغلظ الأوتار في هذا العزف، منذ كانت تنعت بالإمبريالية إلى أن صارت تُدان لعلاقتها الاستراتيجية بإسرائيل. قد تكون خطة جون كيري، غير المتبلورة بعد، لحلّ المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية هي بمثابة وضع مفاتيح، أو علامات طريق على "خارطة الطريق"، أي لجعل الحدود بين دولتي إسرائيل وفلسطين، أشبه بالحدود الأميركية ـ الكندية مثلاً، وسابقاً بالحدود الأميركية ـ المكسيكية، وليس بالحدود بين الكوريتين، وسابقاً بين الألمانيتين. علامات طريق على "خارطة الطريق" التي كانت خارطة صمّاء، ثم توضّحت بخطة "الحل بدولتين"، وإلى ذلك تقوم وكالة أميركية هي USAID منذ إقامة السلطة بصرف أكبر اهتمامها في تنمية فلسطين على إنشاء شبكة طرق فلسطينية، وتحسين شبكة توزيع المياه والتنقيب عن مصادر جديدة. آخر مشروع ستموّله الوكالة هو شقّ طريق جديدة بطول 4,5 كيلومتر إلى بيت لحم، دون الحاجة للمرور في منعطفات وادي النار الخطرة، أو العبيدية ودار صلاح، بما في ذلك إقامة جسر طويل ومرتفع، وبكلفة عشرات ملايين الدولارات. صحيح، أن تحسينات ذات شأن تمت على طريق وادي النار، الذي صار يضاء بالطاقة الشمسية، لكن كثافة حركة السير وزيادة كبيرة في أعداد السيارات، تستوجب شقّ طريق جديدة، دون أن يغني هذا عن مزيد من التحسينات على الطريق القديم! لا أعرف أطول الطرق الجديدة، أو القديمة المحسّنة التي تم شقّها أو تحسينها بأموال USAID، ولا أطوال شبكة طرق المستوطنات لكن بعض الفلسطينيين قالوا، غداة استقلال جنوب السودان إن في الدولة الناشئة 200 كم معبّدة، بينما في الضفة آلاف الكيلومترات من الطرق المعبّدة، الجيّدة، والحسنة، والسيّئة. يمكنك أن تقارن بين شبكة الطرق الفلسطينية قبل السلطة وأوسلو ووضعها الحالي، أو تتخيل كيف ستكون حركة السير من رام الله إلى بيرزيت لو بقيت الطريق القديمة على حالها، علماً أن عدد السيارات في رام الله الآن يكاد يعادل عدد السيارات في الضفة قبل السلطة وأوسلو. كثيرون ينسبون الطريق الممتازة بين القدس وأريحا إلى إسرائيل، علماً أن تمويلها جاء من الولايات المتحدة بعد مؤتمر "واي ريفر" وبكلفة 100 مليون دولار. لا يعني هذا أن USAID هي الطرف المموّل الوحيد لشبكة الطرق الجديدة أو المحسّنة في الضفة، ولكنها الوكالة الأكثر اهتماماً بشبكة شرايين الطرق الفلسطينية، وتقوم السلطة الفلسطينية بما تستطيع في هذا السبيل. للولايات المتحدة دور سياسي واقتصادي وأمني في بناء فلسطين، وحتى لو تعثّرت أو فشلت خطة جون كيري التي طرحها على "منتدى دافوس" مؤخراً، فإن USAID ستواصل مشاريعها لبناء شرايين الطرق في الضفة، وكأن الدولة الفلسطينية مسألة وقت يطول أو يقصر. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شــرايــيــن usaid شــرايــيــن usaid



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon