توقيت القاهرة المحلي 13:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتشوا عن OECD في فوز أردوغان

  مصر اليوم -

فتشوا عن oecd في فوز أردوغان

حسن البطل

في تصنيف "فيفا" لكرة القدم، يحصل أن تتقدم دول درجة، أو تتقهقر درجات.. لكن ثمة تصنيفا اقتصاديا للتنمية الدولية يسمى سلم (OECD) وفيه قفزت تركيا، خلال عقد ونيّف، عشرات الدرجات، وتبوأت المركز 16 في التنمية. انتخابات آخر آذار التركية كانت تبدو بين رئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان، ومنافسه المنشق عن حزبه والمقيم في أميركا، فتح الله غولان، المتهم بأنه سرّب فضائح فساد اقتصادية تلطّخ سمعة رئيس حزب "العدالة والتنمية" عدا تسريبات أمنية حول التدخل التركي في الأزمة السورية. رداً على هذا التحدي، الشخصي والسياسي، قاد أردوغان شخصياً معركة محمومة في الانتخابات البلدية، وانتزع فوزاً ثالثاً منذ العام 2002. راهن أردوغان على الفوز في أكبر مدينتين: اسطنبول وأنقرة (وهو رئيس سابق لبلديتها) ففاز بهما.. ولكن بأصوات المستفيدين من الطفرة الاقتصادية التركية، وبالطبع بصوت منظمة OECD (منظمة التعاون والتنمية الدولية). في المعنى السياسي للانتصار البلدي الجديد أن حزب "التنمية والعدالة" قد يفوز في انتخابات العام المقبل البرلمانية. بذلك، فإن "الربيع الديموقراطي الإسلامي" منذ 2002 ليس عابراً، كما في باكورته مع أول رئيس وزراء إسلامي، هو المرحوم نجم الدين أربكان الذي قاد تركيا لعامي 1996ـ1997. لقبوا أربكان بـ "الخوجا" لكنهم يلقبون أردوغان إما بـ"أتاتورك إسلامي" أو حتى بـ"السلطان" الجديد. ربما هناك من يعقد تشابهاً ما بين روسيا وتركيا، من حيث تبادل المناصب في روسيا بين رئيس الوزراء ورئيس الدولة (مدفيديف وبوتين). كان أردوغان ذو الدم الحار والنزق رئيساً للدولة، وعبد الله غُل، الأكثر هدوءاً ورصانة، رئيساً للحكومة.. ثم حصل تبادل المناصب بينهما، وهما من الحزب ذاته. الانتخابات البلدية مؤشر للانتخابات البرلمانية 2015، وهذه مؤشر لتبادل جديد في منصبي غُل وأردوغان، لأن الانتخابات الرئاسية ستكون بالاقتراع المباشر، بينما لا يسمح النظام الداخلي للحزب الحاكم بأكثر من ثلاث فترات لرئاسة الحكومة.. وقد استنفذها أردوغان. المهم، بالنسبة إلينا كعرب، أن تركيا تقدّم نموذجها الإسلامي ـ العلماني، وإيران تقدم نموذجها الإسلامي ـ الأصولي، وإسرائيل نموذجها اليهودي ـ الديموقراطي، بينما لم يصنع، بعد، "الربيع العربي" نموذجاً للحكم الديمقراطي، مع احترام بدايات التأسيس التونسي له. الانتخابات التركية البلدية تتصادف مع "موجة" انتخابات بلدية وبرلمانية ورئاسية عربية، في مصر، وسوريا، ولبنان، والعراق.. وأما فلسطين المشغولة بالمفاوضات وتمديدها، فهي تنتظر انتخابات ثالثة بعد "جفاف" انتخابي مديد. البشارة العربية من تونس، حيث بزغ "الربيع العربي" لكن الرهان العربي على كاهل مصر أن تقدّم نموذجها للتنمية أولاً، ولو تحت حكم عسكري، ثم الديمقراطية المأسسة لا الانفلاش الإعلامي. أسفه السفيه! في كل انتخابات برلمانية إسرائيلية هناك حزب جديد، أو "فقاعة" جديدة. لكن آخر انتخابات كانت ذات فقاعتين حزبيتين، وكلاهما كعادة "الفقاعات" يقودها زعيم جديد، عسكري متقاعد أو "مدني". ما هو حزب بينيت "البيت اليهودي"؟ إنه "حزب المستوطنين". ما هو حزب "يوجد مستقبل" بقيادة يائير لبيد، ابن المفوّه المحامي الراحل يوسف (تومي) لبيد؟ إنه حزب الطبقة الوسطى، أو حزب "جبنة الكوتيج".. وتخفيض أسعار المنازل للشباب، لكن ليس خفض ميزانية الجيش كما تنضّح ! "ضبضب" رئيس حزب ليبرمان لسانه السليط قليلاً، فأعطى فرصة لزعيم حزب المستوطنين ليكون صاحب اللسان الطويل.. والسفيه! كانت غولدا مائير تتساءل: من هم الفلسطينيون؟ أنا الفلسطينية. ها هو العسكري القادم من سرية رئاسة الأركان "سييرت ميتكال" يتساءل: من هو أبو مازن؟ من هي السلطة الفلسطينية. هو صاحب سلطة لا يملك اقتصاداً، لا يملك حدوداً، لا يملك أية سيادة. إنه يهدّد إسرائيل بالأمم المتحدة.. فليذهب إليها. إنه لن يصمد "دقيقة ونصف فقط إذا انسحب الجيش الإسرائيلي". هذه السلطة صمدت في المفاوضات عشرين عاماً، وصمد شعبها تحت الاحتلال عشرات السنوات، كما صمد من صدمة النكبة، أحسن مما صمد يهود أوروبا أمام "المحرقة". وصلت دبابات شارون إلى بيروت. وصلت دبابات شارون إلى المقاطعة ـ رام الله. لم تنته م.ت.ف. لم تنته السلطة. لم تستطع إسرائيل أن تحسم حربها مع فلسطين سياسياً. حسناً، لماذا يقول غيرك إن الدولة الفلسطينية خطر وجودي، وان الدولة المشتركة خطر وجودي آخر؟ نحن لا نهدد إسرائيل بإبادتها، نحن نهدد إسرائيل بجعلها الدولة المنبوذة، وآخر الدول التي تحتل شعوباً أخرى. آه.. يقصد أن "حماس" ستسيطر على السلطة خلال دقيقة ونصف. هاي طويلة على رقبتها وبعيدة في أحلام يقظتك!  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتشوا عن oecd في فوز أردوغان فتشوا عن oecd في فوز أردوغان



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon