توقيت القاهرة المحلي 04:56:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوباما Neu era ؟

  مصر اليوم -

أوباما neu era

حسن البطل

أوباما Neu era ؟"عصر جديد" عبارة مطروقة، ولا أرى بأساً عن طرقها ثانية، بعد أن طرقتها قبل 12 سنة عنواناً لمقال، حين أمسك علماء الوراثة بمفاتيح "الخارطة الجينية" البشرية. أوباما رئيساً لأربع سنوات مقبلة، هذا يذكّرني بمباراة شطرنج بأحجار خشبية عملاقة جرت في ساحة من ساحات هراري عاصمة زيمبابوي 1986، انتصر فيها لاعب أسود بأحجار سوداء على لاعب أبيض بأحجار بيضاء.. أو قل انتصرت الأغنية "بلاك إز بيوتيفُل". لنترك الاستعارات والأغاني جانباً، فإنه من النادر أن لا يُعطى رئيس أميركي فترة رئاسة أخرى.. لكن الرئيس الأميركي الأسود، الذي رفع شعار "التغيير" في حملته الرئاسية المنتصرة الأولى و.. "نعم، نستطيع" لم يكن فوزه طفرة أو صدفة.. ولا ملتبساً كما في نصر جورج بوش ـ الابن في حملة الولاية الأولى 2000 (وليس 2004 كما ذكرت خطأ، أمس). إذا "تغيّرت" أميركا تغيّر العالم.. ومنه الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، بدلالة أن الصوت اليهودي ليس ناخباً حاسماً، وإن كان مؤثّراً، بينما "الصوت" الإسرائيلي المنحاز إلى المرشح الخاسر، قد يخضع لتأثيرات شبه حاسمة، إن لم يكن في انتخابات كانون الثاني الإسرائيلية، فخلال السنوات الأربع لولاية أوباما الثانية. ميزة أوباما أنه "فلتة" الرئاسات الأميركية، فهو الأكاديمي والمثقّف، متعدد الجذور الدينية والعرقية والفكرية! هذا لا يعني أن الرؤساء الجمهوريين السابقين له كانوا يعادون "فلسطين" وإن عادوا م.ت.ف والسلطة الفلسطينية، لأن ريغان الجمهوري المحافظ كان أول من طرح مشروعاً سياسياً أولياً للحل الفلسطيني ـ الإسرائيلي بعد خروج م.ت.ف من لبنان، وتلاه الرئيس جورج بوش ـ الأب، راعي مؤتمر مدريد، وأيضاً، ابنه الذي طرح مشروع حل "دولتان لشعبين". مشروع "دولتان لشعبين" يستند، بشكل أو بآخر، إلى مبادرة السلام العربية المقرّة في بيروت، التي تعود جذورها إلى "مشروع الأمير فهد" قبل الخروج الفلسطيني من بيروت. كثيرون، وسط غبار ضجّة أثارها حديث الرئيس عباس إلى القناة الثانية الإسرائيلية، لم يفطنوا إلى أنه توضيح فلسطيني لمشروع السلام العربي. استخفّت إسرائيل بمشروع السلام العربي، ولكنها لا تستخفّ بمشروع فلسطين لنيل دولة غير عضو في الأمم المتحدة، ولا بـ "القنبلة الفراغية" السياسية التي ألقاها الرئيس أبو مازن، فالمشروع والقنبلة الفراغية جزء من "حرب تحريك" مشروع السلام العربي، بعدما بدا أن "الربيع العربي" جعله غير ذي موضوع بالنسبة للإسرائيليين.. ولو على مدى السنوات القريبة المقبلة. تذكروا أن أوباما منح أولى مقابلاته التلفازية لمحطة عربية، وبعض أولى جولاته الخارجية إلى بلدين مؤثّرين من بلدان الشرق الأوسط، علماً أنه زار فلسطين وإسرائيل قبل فوزه بالرئاسة الأولى. إسرائيل ـ نتنياهو "تدخّلت" بوقاحة في الحملة الانتخابية الأميركية، وأما الفلسطينيون فقد "تدخلوا" بغير وقاحة أبداً، عندما انتظروا ما تسفر عنه معمعة الانتخابات ليقدموا مشروع ترقية فلسطين إلى دولة غير عضو.. وقد يؤجلون التصويت، حتى يفرغ الرئيس أوباما من تشكيل طاقمه لمتابعة "التغيير" الأميركي. "التغيير" الأميركي الحقيقي في السياسة الخارجية سيكون، على الأرجح، في مشروع سياسي لدفع حل "دولتان لشعبين"، وهذا لأن الرؤساء الأميركيين طالما حلموا أن يؤسّسوا سلاماً لأعقد وأطول الصراعات التاريخية ـ القومية ـ الدينية في الأرض المقدسة، أو حسب تعبير الرئيس كلينتون بين "أبناء إبراهيم"! قبل قرن من الزمان تقريباً، طرح الرئيس الأميركي ويلسون مشروعاً للسلام العالمي كان "حق تقرير المصير" لشعوب المستعمرات واحدة من المشروع، والفلسطينيون لا يطلبون شيئاً يتعدى "حق تقرير المصير" في الكينونة الدولانية والاستقلال، والوقوف على قدم المساواة بين الشعوب والدول. كان "الأميركاني" نتنياهو يزعم أنه الفاهم الإسرائيلي الأول في الشؤون الأميركية، وأن "أميركا شيء يسهل تحريكه" أي أن الذنب اليهودي يُحرك الرأس الأميركي؟ هذا الادعاء لم يصمد بعد فوز أوباما، وهناك في إسرائيل ستكون تغييرات في خارطة التنافسات الحزبية والائتلافات في ضوء نتيجة فشل رهان أوباما. من يدري؟ ربما فوز أوباما بداية "عصر جديد" لحل المسألة الفلسطينية الكؤود! نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما neu era أوباما neu era



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 02:58 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
  مصر اليوم - فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon