توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتظام من فرح في "تردّد نيسان"!

  مصر اليوم -

انتظام من فرح في تردّد نيسان

حسن البطل

سأطرح سؤالاً يبدو عاثراً! هل يجيد جون كيري رقصة ما؟ في خطابه أمام مجلس الشيوخ تحدث وزير الخارجية عن أزمة المفاوضات بلغتين: لغة لسان رتيبة خفيضة (بوف) وأخرى لغة جسد فتح فيها ذراعيه على وسعهما (بوووم .. !). في لقاءات الساسة الكبار يتحدثون، أيضاً، عن "لغة الجسد": متحفظة أو حميمة، هذا إن لم تسعفهم لغة اللسان البروتوكولية. الإسرائيليون فهموا من "بوف" أن الوزير يلقي بالمسؤولية غير المتساوية على الفريقين.. وفهموا من "بوووم.." أنه يلقي بمعظم المسؤولية على إسرائيل. فإلى الساعة 7:30 مساء اليوم، في قصر الثقافة ـ رام الله، حيث افتتاح "مهرجان الرقص المعاصر" في نسخته التاسعة. و29 فرقة 34 عرض راقص، يؤديه فنانون من 13 دولة في رام الله والبيرة وجنين والناصرة والقدس. ما هو "الرقص المعاصر" لا الحديث، ولا الفلكلوري، ولا الإيقاعي. الساسة الكبار يتحدثون، غالباً، فيما بينهم بالإنكليزية (وأحياناً الإنكليزية الرديئة ـ باد انغليش)... وأما الرقص المعاصر فهو: كيف تتحدث أجساد الراقصين بـ "أبجدية الجسد" لا "لغة الجسد" لدى الناس الكبار والصغار. من ينسى "الطريق العمودي" صعداً إلى الله، واقتباساً من شخصية وفكر جلال الدين الرومي. مزيج من المزج الباهر بين اقتباسات إسلامية، يهودية.. أو بوذية، كان هذا في دورة المهرجان السادسة. لغة استشراق واستشراف تميز لغة اللسان والعقل الصوفية. قد لا نحظى، في الدورة التاسعة، بعرض في مستوى "الطريق العمودي" ولعلّنا نحظى فيها بعرض في مستوى "يا سمر" في إحدى دوراته الأولى. الافتتاح بفرقة التونسية نوال اسكندراني، بأداء وموسيقى سبع من دول مختلفة، بينها فلسطين. "لغة الجسد"؟ "أبجدية الجسد" كأنها لغة الرقص المعاصر، الأكثر نجاحاً وانتشاراً من اختراع "أبجدية اللسان" في لغة "اسبرانتو". العرض امتحان صعب وشفاف لأنه يحمل عنوان "إلى حد ماء". مشكلة الماء العذب في العالم، وبخاصة في العالم العربي، وتحديداً في فلسطين تعرفون أن الماء "معجزة الطبيعة" ليس مصداقاً للقول: "خلقنا من الماء كل شيء حي" ولكن، أيضاً، لأنه العنصر النادر الذي يوجد، على الأرض، في حالاته الثلاث: سائلة، صلبة.. وغازية. ساعة ونصف من العرض، وخلاف معظم عروض "الرقص المعاصر" الخرساء والبكماء فإن الراقصين يتكلمون قليلاً أثناء الأداء. يتحدثون عن "تردّد نيسان" و"نيسان أقسى الشهور".. والآن أزمة نيسان في المفاوضات (ستنفرج بعد عيد الفصح اليهودي) " لكن سرية رام الله الأولى، بهمة مدير مهرجان رام الله ـ الرقص المعاصر، جعلت من "تردّد نيسان" انتظاماً في الفرح.. أي تمأسس المهرجان، والأهم الفلسطينيون لم يبقوا متلقين ومتفرجين، بل سيشاركون في 14 عرضاً، بالمشاركة مع فرق أجنبية وعربية، أو بعروض من إنتاج محلي، أو حتى بتجارب فردية. إذا كانت السينما "أم الفنون" جميعها، فإن الرقص المعاصر هو "ابو" فنون الرقص جميعها، وحتى أنه يستخدم، أحياناً، الفيديو. كانت السينما في بدايتها صامتة وبليغة بلغة اللسان، لكن الرقص و"أبجدية الجسد" تبقى صامتة خلاف المسرح، مثلاً، والرقص المعاصر فيه شيء من المسرح، والرقص الفولكلوري، والإيقاعي، و"هيب ـ هوب" والباليه والأكروبات.. إلخ. إنه أصعب أنواع الرقص طراً. بشيء من المداعبة الجدية، فإن "عمودي" اليومي "يرقص" بين الأفكار والمواضيع العامة والذاتية، و"رقصاته" أعطتني ثلاث جوائز: جائزة فلسطين للمقالة، ودرع تكريمية من أحد مهرجانات الرقص المعاصر، وشهادة تقدير من بلدية رام الله. "بعبع" التطبيع ماذا لو شاء "برشلونة" أو "ريال مدريد" أن يقدم عرضاً كروياً في فلسطين وإسرائيل؟ هل هذا "تطبيع" رياضي؟ أنا ضد "تأتأة" وزارة الثقافة الفلسطينية بين الاعتذار ثم السماح لفرقة "كاثكا" الهندية للرقص الكلاسيكي، في تقديم عرض بعد عرض آخر في تل أبيب للجالية الهندية هناك. أيضاً، ضد "التشويش" الذي افتعله أعضاء "الحملة الثقافية والأكاديمية لمقاطعة إسرائيل"، وضد اعتقال الشرطة لشبيبة مشاغبة.. ومع حكم القضاء في إخلاء سبيلهم بكفالة شخصية، حتى موعد المحاكمة في 28 أيار. مفهوم "التطبيع" حتى الأكاديمي والثقافي لإسرائيل، مطّاط، وأكثر منه مطّاطية بعض اللقاءات السياسية مع إسرائيليين في مناطق السلطة.. وأما مشاركة متضامنين إسرائيليين وأجانب في مقارعة الجدار، فهذا أمر آخر. المفارقة أن المكتبة الفلسطينية في الشؤون الإسرائيلية، بما فيها الأدب، هي أغنى المكاتب العربية منذ ما قبل السلطة وأوسلو. ولعلّ "بانوراما الصحافة" من مقالات إسرائيلية مترجمة، هي الأكثر قراءة في الصحف الفلسطينية. هل مسموح التطبيع الثقافي عن بعد، ومحظور التطبيع عن قرب؟ سؤال سخيف. "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتظام من فرح في تردّد نيسان انتظام من فرح في تردّد نيسان



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon