توقيت القاهرة المحلي 02:58:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هـــــــــوس

  مصر اليوم -

هـــــــــوس

حسن البطل

1 - الجمجمة من أين يضربك برق الشهوة؟ من رأسك، تحت الجمجمة. ترى منصة "القفز البعدي" في أفلام الخيال العلمي للسفر بين المجرّات، أو يضربك برق الشهوة فتحسّ بـ "القفز البعدي" هزة تسمى "هزة الروع". "إذا أخذتها هزة الروع أمسكت/ بمنكب مقدام من الروع أهولا". "العالم ليس عقلاً" حاجج بذلك أحد العقول، وصدّر حجته في مؤلف أثار هزة فكرية وأدبية، غير أن البني آدم هو عقل في إهاب جمجمة، وإلاّ ما قالوا "سلامة رأسك" من ضربات الشمس، من ريح صرصر الباردة، "سلامة رأسك" تحت خوذة الحرب، أو تحت خوذة عامل البناء، عامل المنجم والمصهرة، سائق سيارات السباق. "رأيت رؤوساً قد أينعت وحان قطافها". هكذا يعمل العقل: شيء كالبرق الذي في صفحة السماء يحرك شيئاً كالزلزال الذي تحت قشرة الأرض. بين برق الشهوة وزلزلة "هزة الروع" تضيء الشاشة في دماغك، في تلك القشرة الرمادية - السنجابية. للأرض طبقات من لبّها إلى قشرتها، وللسماء طبقات (يا معشر الجن والإنس..).. وللجمجمة طبقات من شعر، وجلد، وذلك القفص العظمي، ثم هذه الطبقة أو القشرة سنجابية اللون، كتلك القشرة وردية اللون التي تغلف القلب، أو يسمونها شغاف القلب (الشعراء) ثم مهجة القلب وسويداء القلب (الأدباء).. لعلماء التشريح مصطلحات جافة. "السر في التكوين".. وموطن السر، أيضاً، في عقل رمادي تحرسه جمجمة من ثماني عظام مسترقة، وعينين - نافذتين محدبتين قليلاً، تستحيلان، بعد الموت، محجرين يشكلان مع ثغرة الخيشوم علامة استفهام عجيبة. رأس مكور، أقل استدارة من كرة الأرض، الأقل استدارة بقليل من طابة الأولاد وكرة لجنة الـ "فيفا". خط استواء وهمي بين نصفي كرة الأرض، وخط استواء فعلي بين فصّ الدماغ الأيمن وفصّه الأيسر. إن كنت سوي العقل أهم من أن تكون سوي الجسد. "القلب ينبض في اليسار" ولمعظم بني البشر "عقل يساري"، لأن معظم هؤلاء يأتون يمينيين في قوة واستخدام الأطراف: الذراع والقدم .. هكذا شاءت الحكمة الإلهية، أو هكذا فسرت نظرية "النشوء والارتقاء" هذه الحكمة. ما الحكمة؟ إن سقط الجد - القرد من على شجرة (أو لم تنفتح مظلة جندي المظلات) قد يسقط على رأسه، فإن سقط على الجانب الأيسر من رأسه، بقي قادراً على تحريك ذراعه اليسرى وساقه اليسرى.. والعكس صحيح. عندما نزل الجد - القرد عن الشجرة، ذهب إلى النار يفك سرها، فلا تطارده وحوش الغاب إلى أغصان الأشجار. عندما توقف الجد - القرد عن صعود الأشجار، كان عليه أن ينتصب في قامته، حتى يرى الوحش الكامن خلف الأعشاب الطويلة. عندما انتصب على قدميه أمسك بالعصا، لم يعد يجيد الإمساك بأغصان الشجر، لأن إبهامه صار أقصر، ثم صار عمودياً على أصابع يده الأربع.. وعندما تعامد إبهامه مع أصابعه صار عقله داخل جمجمة رأسه، قادراً على إصدار عشرة أوامر منفصلة إلى أصابعه العشر، وصارت اصبع الإبهام هي "المايسترو".. وهكذا "علّم بالقلم". جرّب أن تقطع إصبعاً أو أكثر، وسيقدم الإبهام عوناً لا يقدر للأصابع الباقية. جرّب أن تقطع اصبع الإبهام، فترى الأصابع الأربع في حيرة كبيرة أو صغيرة! الإبهام سرّ أو مفتاح سرّ العقل. "العالم ليس عقلاً" ولكن الإنسان جمجمة تحوي عقلاً (مخاً، مخيخاً.. وبصلة سيسائية) وجسداً هو مثل ذنب طويل طول باعه من اصبع إبهام قدمك، إلى إصبعك الوسطى. هناك شتائم متدرّجة القسوة: "ما فيك دم". "ما فيك قلب".. وأقساها "ما فيك رأس، ولا مخ ولا عقل". "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"؟ فلا تستوي الدهماء من الناس مع أصحاب الحجى من العقول.. ولكن قلب المؤمن الطيب أقوى من عقل الشرير. 2 - كابوس دخلت القبر. أمسَكوا بي. شعرتُ أنهم يلمسونني كما يصافحونني في الصباح. حضنني واحدُهم بساعديه. تذكرتُ عناق الأصدقاء. وضعَني في القبر. بصق في وجهي وبال على بذلتي البيضاء الرخيصة. مسح أنفَه بأطرافها وعفّرني بالتراب، ثم أخذ يقذفني بالحجارة. ما عدت أرى أحداً. لماذا سقط كل المتظاهرين فوقي؟ أسقطُ في بئر. أريدُ أن أصلَ إلى الهواء. ليس ثمةَ برد. أخلعُ بذلتي البيضاء فإذا عظامي بيضاء جداً! 3 - سؤال لماذا تبدو تحولات الفراشة أجمل من تحولات الضفدع، بينما الماء هواء مكثف؟ "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هـــــــــوس هـــــــــوس



GMT 02:33 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

«متعلّمة»

GMT 02:31 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه

GMT 02:28 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عقارات بني أسد... وهمسات التاريخ

GMT 02:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

إيران واستراتيجياتها وموقع فلسطين

GMT 01:49 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الصدر والحكيم والهوية المُركبة

GMT 01:43 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأردن بين إيران وإسرائيل

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

معركة الاتحاد غير العادلة

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المخادعون

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:58 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
  مصر اليوم - فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon