توقيت القاهرة المحلي 21:11:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. فإذا ضرب محمد بكري على وتر "العيب"!

  مصر اليوم -

 فإذا ضرب محمد بكري على وتر العيب

حسن البطل

هل فضحنا محمد بكري في شريطه "يرموك" أم فضح نفسه .. أم ضرب على أغلظ أوتار العود "بم" في شريط من 8.08 دقائق؟ زرياب أضاف وتراً لآلة العود، ولم يفعل محمد بكري سوى الضرب على وتر المحظور في السينما، ولعله في المفهوم الاجتماعي يسمى "العيب" وفي المفهوم الديني يسمى "حرام". شريط امتحن ثقافتنا الاجتماعية الفلسطينية، المستمدة من ثقافتنا الإسلامية الدينية، وهما وتران في ثقافتنا العربية. سأعود بالذاكرة الى سجال دار في الكنيست حول "الملك داود" لدى اليهود و"النبي داود" لدى المسلمين بين ياعيل دايان وعضو كنيست عربي. ياعيل تطرقت لعلاقة بين الملك / النبي وبين شاؤول، خلاصتها تجدونها في تمثال "داود" لمايكل انجلو، الذي صوره جميلاً .. وانثوياً! داود الملك غير منزّه لدى اليهود (فندق الملك داود) ومنزه لدى المسلمين .. وكان ردّ ياعيل دايان: لا تعلمني تاريخ شعبي، وأنا أعلم ان شعبك يدفن فضائحه تحت البساط. تناولت، في عمود الأحد 8 آذار الفنان محمد بكري، والفنان جورج إبراهيم كعلمين في السينما والمسرح الفلسطيني، ورأيت شريط "يرموك" من زاوية فنيّة - إنسانية، وتناوله آخرون من زاوية شخصية - سياسية - أخلاقية. سأعود بالذاكرة الى عبارة منسوبة لتوفيق زياد: لا نقول ان شعبنا افضل الشعوب، لكن لا شعب افضل من شعبنا. هذا جوابه على "شعب الله المختار" وعلى الفاشية الدينية - العرقية - الشوفينية. هل الشعب الفلسطيني هو "الشعب المختار" عربياً، ام نعود لما قاله محمود درويش: "كم كذبنا حين قلنا إننا الاستثناء"؟ لا مراء ان المرأة الفلسطينية، بحكم نضال شعبها، هي خير نساء العرب، لكن شريط "يرموك" يقول، بلغة سينمائية مجازية ما يقوله نقّاد الفيلم على صفحاتهم الفيسبوكية: فلسطيني وسوري واحد. اذا تحدثوا عن تجارة الرقيق السورية، و"تزويج" القاصرات منهن إلى الشيوخ الأثرياء، فلماذا يكون على الشعب الفلسطيني ونسائه ان يحمل عبء القداسة والتنزيه، بعدما حمل عبء "الفدائي الشريف والفدائي غير الشريف" وعبء الانقسام والتفاوض .. والفساد ايضاً. في سورية، وحدها من بلدان اللجوء، يعرّف الفلسطيني نفسه: فلسطيني سوري، وكان عرفات يفاخر بالتلاحم والتصاهر اللبناني - الفلسطيني (زيجات مختلطة) ونجدها في سورية اكثر مما نجدها في بلدان اللجوء، حتى ان بنات أخواتي الثلاث تزوجن رجالاً سوريين. المشكلة أن اليرموك أخذ "قداسة التاريخ" وقداسة القضية الفلسطينية في اللجوء، وقداسة الشعب المختار عربياً، علماً ان نصف سكانه من السوريين (حتى بعد الحصار المضروب عليه) وحكم السوري - السورية في المخيم كحكم الفلسطيني - الفلسطينية .. ولو في حالات. نحن سكان سورية الجنوبية. سورية كانت "قلب العروبة" وفلسطين كانت "القضية المركزية" العربية، فلماذا ندعي ان ما يمس السوريين من انقسام واقتتال ولجوء و"تجارة رقيق" لا يمسنا في شيء. إن العزّة القومية يمكن فهمها إذا بقيت مثل الكولسترول الحميد، لكن الفاشية القومية والشعبوية لا يمكن قبولهما. ما يجري في سورية من مأساة مروعة هو، مجازاً، نوع من "يرمكة" البلد والشعب والجيش، ومن المعيب أن ننزّه شعبنا في المخيمات عن "يرمكة" من الاقتتال والانحياز لطرفي الصراع .. وأمور أُخرى: الفقر. الجوع .. وشريط لفنان ومخرج فلسطيني عما تجرّ إليه أحوال طرفي الصراع .. وحتى غير الأطراف ايضاً. "الجوع كافر" و"الدعارة عار" ولا يكفي القول، تموت الحرة ولا تأكل بثدييها. يؤسفني أن رذاذاً أصابني مما أصاب محمد بكري من دلف أو تحت المزراب، وقد جاء من أصدقاء تقدميين ويساريين يرفعون شعار: فلسطيني سوري واحد في الهم والدم والخراب ثم نزهونا عن أمراض وحالات تضرب و"تستلبس" الشعب السوري في محنته. أنا ابن سورية من حيث النشأة، وابن فلسطين من حيث الانتماء، وأقول للأصدقاء أنني سمعت، بعد انفصال سورية عن مصر ١٩٥٨ بعض السوريين يهتفون في ساحة "السبع بحرات" بدمشق "يا على غزة .. يا على المزّة" .. وهذا قبل "الفدائي الشريف والفدائي غير الشريف". كان الفلسطينيون، في سورية بالذات، متهمين بالعروبة الزائدة، بالناصرية الزائدة، ثم بالنزعة القطرية الزائدة، ثم بـ "التوريط" تارة، و"التفريط" تارة .. وسادة "الإرهاب" العالمي تارة .. ثم بـ "الانتحاريين" لاحقاً. لماذا؟ كل فلسطيني منسوب لشعبه، وكل الشعب منسوب لفلسطين، وهذه منسوبة للقداسة .. لكن كل عربي سوري ولبناني وعراقي ومصري .. الخ، منسوب لنفسه فرداً في المجموع. يا سادتي: للسينما أن تدخل في "المحظور" وفي "العيب" و"الحرام" ونقدها يجوز تاريخياً وسياسياً وفنياً .. لكن ليس أخلاقياً. ولا حتى دينياً. مسك الختام: الرقص أول العبادة البشرية. الكحول اول صناعة .. والدعارة أقدم مهنة، وجميعها في رأي الأصوليين Haram وعيب وعار. نحن والسوريون "سواسية كأسنان المشط" .. الخ! أو قل كأسنان الفم مختلفة قليلاً. لست مع المنع العربي لفيلم "يسوع ملكاً" ولا "نوح" ولا الهجوم الفلسطيني على "يرموك". اذا دخلت السينما في المحظور لم تعد "الفن السابع"!. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 فإذا ضرب محمد بكري على وتر العيب  فإذا ضرب محمد بكري على وتر العيب



GMT 21:04 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

7 ساعات إلى إسرائيل!

GMT 21:01 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

هل هو فيلم أمريكى إيرانى؟

GMT 20:56 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«اللامعقول» يكسب

GMT 20:50 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

حزب الكراهية

GMT 20:45 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ماذا لو لم ترد إيران؟

GMT 20:44 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الحقيقة والخيال فى فوز الزمالك على الأهلى..

GMT 20:38 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

رحلة المائة يوم في شيلي

GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 08:53 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزل الحب يساعدك على التفاهم مع من تحب

GMT 03:08 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الجمباز المصري يعلن رفع الإيقاف عن ملك سليم لاعبة المنتخب

GMT 11:19 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على آداب تناول الطعام

GMT 22:15 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

حادث سعيد سبب ابتعاد كندة علوش عن الساحة الفنية

GMT 11:37 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعيين الأمير بدر بن عبدالله رئيسًا لمجموعة قنوات "mbc"

GMT 16:36 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"CHANEL" تطلق مجموعة الملابس الجاهزة لربيع وصيف 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon