توقيت القاهرة المحلي 22:35:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كل امرئ عبد رحم ..

  مصر اليوم -

كل امرئ عبد رحم

حسن البطل

يقولون: القول أهمّ من القائل، فإن حكى الرسول العربي عن المرأة، أو حكى سعيد عقل عمّا حكاه الرسول عن المرأة، أهمّ مما حكاه خطّاط "فلسطين الثورة ـ بيروت"، ومنه أخذت عنوان العمود "كل امرئ عبد رحم..". الخطّاط اللبناني الدرزي كان يسخر من زميل له اسمه عبد الرحمن.. وتتمة القول: ".. إلاّ أحمد عبد الرحمـ(ا) ن" كما يكتبها الإخوان التوانسة. تُحبّون رقّة شعر سعيد عقل، وقد لا تُحبّون أشياء أخرى في أفكاره، ومنها كراهيته للفلسطينيين والعرب والمسلمين.. لكنه لما حكى عن الرسول محمد قال: يكفيه مجداً قولته: "الجنّة تحت أقدام الأمهات". تُحبّون أرسطو وسقراط وأفلاطون، غير أن واحداً منهم له قولة عجيبة ـ غير عجيبة. هاكم هي: "الحمد للخالق الذي خلقني ذكراً لا أنثى. أثينياً لا إسبارطياً. إغريقياً لا همجياً" أثينا كانت للفنون والعلوم والفلسفة، وإسبارطة للحرب والضرب والرجولة؛ وبلاد الإغريق للحضارة، وأوروبا شمالها كانت غارقة في الهمجية. لكن، هل له أن يُفاخر بذكورته؟ ربما لأنه فيلسوف، والنساء الفيلسوفات قليلات.. رغم أن "كل امرئ عبد رحم .. إلاّ أحمد عبد الرحمـ(ا) ن" كما قال؟ وكما جعلت قولته عنواناً لعمود يصادف "عيد المرأة العالمي"، حيث امتلأت به صفحات الفيسبوكيين، وأختار منها حواراً بليغاً بين صديقي زياد خداش، صاحب الفطور العرمرمي، ووالدته: ".. يمّا اليوم عيد المرأة العالمي" قال زياد، فتلقّى جواب أُمّه: "لن أنسى البقدونس في صحن السلاطة". هو يوم عطلة رسمية وأهلية في فلسطين.. فكم رجلا ـ زوجا سيطالب امرأته ـ زوجته بطبخة عامرة في هذا اليوم؟ وبخاصة مع إحصائية تقول إن قتل النساء في فلسطين ارتفع من أربع ضحايا عام 2012 إلى 27 عام 2013 وثمان في الربع الأول من العام 2014.. مع أن زياد وأبو زياد ينسبانها إلى ارتفاع جرائم القتل في فلسطين بشكل عام. قال لي صديقي المتزوج إنه يتعب في عمله، فقلت له: فكّر معي: كم مرّة تنحني زوجتك الموظفة، وأُمّ ولديك، في البيت يومياً، وكم مرّة تنحني أنت في اليوم؟ (اسألوا الفلاّحة الفلسطينية؟). قرأت عشية يوم المرأة إحصائية نسوية فلسطينية عن قلّة عدد النساء في الوظائف العليا، وعن كثرتهن الكاثرة في وظائف أخرى، مثل التعليم.. فوجدت أن النسب بين المرأة الفلسطينية والمرأة الإسرائيلية ليست متفاوتة جداً.. ولا في دول العالم! أهمّ ما قرأته ـ عدا طلب رئيس السلطة من الذين يهمهم الأمر دراسة وتعديل قوانين التمييز في قانون العقوبات تجاه المرأة ـ هو تخريج 23 ضابطة فلسطينية في الأردن للعمل في "الحرس الرئاسي"، علماً أن رجال الحرس الرئاسي الفلسطيني حصلوا على مرتبة متقدمة عالمياً في امتحانات أردنية للمهارة القتالية (ربما المرتبة 9 من 36) بما فيها قوات أميركية. ذكرني هذا بما لم أقرأه في الفيسبوك والصحف عن المرأة الفلسطينية، وهو دور الفدائية دلال المغربي في قيادة عملية الشاطئ الشهيرة، رداً على تنكُّر ايهود باراك بزيّ امرأة في "عملية فردان" ضد ثلاثة من القادة الفلسطينيين. أيضاً، تذكّرت "فرانسواز" التي شاركت في عملية بحرية فلسطينية مع مقاتلي "فتح" عام 1985، انطلاقاً من لبنان، رغم أنها زوجة ووالدة لولدين، واعتبرها أبو عمار من شهداء فلسطين. أجمل صورة رأيتها على "الفيسبوك" من لقطة للفدائي القديم ـ والمصور لاحقاً الزميل يوسف قطب، عن فدائية وفدائي يركضان باسمين في جنوب لبنان، ولعلني أحترم، إضافة للثورة الفلسطينية، حركة "مجاهدي خلق" وكذلك حزب العمال الكردستاني، لأن المرأة فيهما تلعب دور رفيقة الرجل وزميلته! تقول الإحصائيات الفلسطينية إن نسبة الذكور والإناث في المجتمع متوازنة، مع ميل طفيف لصالح الذكور، وهي الحالة الاعتيادية، نظراً لأن الرجال يموتون قبل النساء بشكل عام في الحروب والأمراض! كتبت مرّة، أنني أحلم بفلسطين ديمقراطية تحكمها "ملكة" ورئيس وزراء قوي، على أن يتم انتخاب "الملكة" لمدة عشرين سنة، وتكون في الأربعينيات من عمرها، وفي الستينيات من عمرها تنتخب "ملكة" غيرها، وتكون ذات علم وأدب وشخصية قوية ومحترمة. صحيح، أن أرسطو أو أفلاطون أو سقراط، كان محقاً في سعادته لكونه من أثينا، ولكون بلاد الإغريق منارة في الحضارات القديمة، لكن لم يكن محقاً في سعادته لكونه ذكراً لا أنثى، وربما لأن فرصته ليكون أنثى تعادل فرصة (واحد من اثنين) ليكون امرأة، ولكن في بلاد الإغريق كانت هناك "ربّات" للجمال والحكمة، وأيضاً للشر مثل "ميدوزا".. كما هو حال الرجال!. تقول إحصائية دولية إن أهم ثلاثة رجال في التاريخ هم: السيد المسيح، نابليون بونابرت، والنبي محمد، وأظنّ سعيد عقل كان على صواب في قوله: يكفي محمداً فخراً أنه قال: "الجنّة تحت أقدام الأمّهات"، ويكفي محمود درويش أنه قال عن المرأة: "حارسة نارنا الدائمة" أي استمرار حياتنا. القول أهمّ من القائل، وقال صديق: "كل امرئ عبد رحم..". نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل امرئ عبد رحم كل امرئ عبد رحم



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon