توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ساحة البلد

  مصر اليوم -

ساحة البلد

حسن البطل

شوية لغو في اللغة؛ وفي اللغة أن البلد قرية، أو مدينة، أو دولة؛ والدولة بلد أو بلاد، كأن تنعت الدول العربية بالبلاد العربية، أو تحلم بالعيش في "البلد الأمين"! شوية لغو في الطب؛ وفي الطب أن مركز الجسم (المدينة) هو قلبها؛ وقلبها ساحة، ميدان، تصبُّ فيه وتتفرّع منه طرق وشوارع. لمدينة رام الله (كانت قرية وصارت مدينة، ومدينة تصير حاضرة) مركز هو قلبها، وقلبها هو ساحتان، والساحتان أشبه بأُذين أو بُطين القلب، وبعض علل القلب الخلقية ثغرة تخلط الدم بين الأُذين الأيسر والأُذين الأيمن. ما بعرف إن كانت ساحة المنارة هي البُطين وساحة الساعة (كانت ساحة المهاجرين، ثم صارت ميدان ياسر عرفات) هي الأُذين. قلب المدينة خضع لعمليات تجميلية منذ هلّت حقبة السلطة. ساحة المنارة الأشهر بين الساحتين وساحات البلد، استقرت على تصميم تربض فيه "الأسود الأربعة" كناية كما يُقال عن عائلات أربع كانت قد أسّست القرية/ المدينة/ الحاضرة، منذ قرن ونصف! يبدو لي أن عملية تجميلية في الساحة الأخرى؛ المهاجرين/ الساعة/ ميدان ياسر عرفات، كانت فاشلة (هل يشفع لفشلها سارية حجرية تعلوها ماسورة يتسلّق عليها رجل، ليرفع علم البلاد)؟ لسببٍ ما، اختار مصمِّمُو ساحة الساعة لتغدو تحمل اسم ميدان عرفات، رصف الساحة بحجر أسود نافر (طوبزي) هو وشارع المعارض الذي يصبُّ فيه، وشارع آخر صغير، بدلاً من فرشها بلجاف من الإسمنت. ليش هيك عملية تجميلية فاشلة، ولا تليق باسم الرئيس المؤسّس؟ على ما يبدو اختار المصمِّم / المصمِّمُون حجراً أسود صناعياً، غير مقاوم لضغط عجلات السيارات، أو غير قوي ومتماسك من الانفراط الفيزيائي أو الكيميائي بتأثير المطر. النتيجة تذكرني بحسرة مصمِّم الأزياء الفرنسي ـ العالمي بيار كاردان، الذي تأسّف لأن غيره سبقه في اختراع سروال الجينز، الأكثر شيوعاً في السراويل، للرجال وللنساء.. والأولاد، أيضاً. جاءت موضة لتعديل سروال الجينز عن طريق "المزع" (ثغرة عند الركبتين) ثم عن طريق "الترقيع" (رقع متعمّدة شاعت بين طلبة الجامعات في العالم).. وأخيراً هذه الموضة التي هي "التبقيع" أي إزالة اللون الأسود ببقع بيضاء بواسطة مادة كيميائية. طيّب، شو علاقة هذا برصف ميدان عرفات؟ سريعاً بعد شهور من رصفه بحجر أسود صناعي، احتاج "رقعة" هنا وأخرى هناك، ثم "بقعة" بيضاء من حجر مختلف وصلب وأبيض تسد مكان ثغرة حجر أسود تالف. ومن بعد؟ صارت "الرجرجة" على حجر أسود نافر "مطبّات" تكاثرت، بحيث تحتاج الساحة عملية تجميلية جذرية أخرى.. إما باستبدال الرصف بالحجارة بغطاء من الاسمنت، وإما بإعادة رصفها بحجارة صلبة طبيعية متوفرة بكثرة وبجودة عالية في "بلد الحجارة" والرخام الذي هو مقالع جبال وتلال هذه الضفة الفلسطينية المصدّرة للحجارة الجيّدة لأربعة أركان العالم. الحال الحالية إهانة للرئيس المؤسّس، بعد إهانة سابقة بإكساء ضريحه بحجر مغشوش لا يقاوم عوامل التعرية الفيزيائية والكيميائية.. وكتبتُ هذه "النصيحة" ما أرغم السلطة على كسوة حجرية جيدة وجديدة للضريح. رصف الساحة/ الميدان بالحجر الصناعي الأسود كان استعارة وتقليداً لبعض شوارع عمّان القديمة (البلد) ويبدو أنها أقوى مقاومة وأحسن صنعاً، وأنها طبيعية. ما أعرفه، أن الحجارة البازلتية السوداء متوفرة في الجولان وحوران وسواحل طبريا، ومنها كانت حجارة حواف الأرصفة في شوارع سورية، وهي مقاومة للانفراط الميكانيكي والكيميائي، وكذا بعض أبنية صفد مثلاً منها. كسوة ميدان ياسر عرفات، آخر خطوات تجديد وإعادة بناء البنية التحتية لشوارع مركز المدينة وقلبها، وهي خطوات ناجحة، بما فيها إعادة رصف الأرصفة بحجارة صناعية سهلة التفكيك، وتشجير الأرصفة.. لكن تبقى ثغرة هي حجارة ميدان عرفات، التي صارت مهترئة، ومرقّعة.. وبحالة مزرية. ليش هيك؟ فعلاً ليش عملتم هكذا بحجارة قبر الرئيس وحجارة ميدانه؟ عيب عليكم! نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساحة البلد ساحة البلد



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon