توقيت القاهرة المحلي 10:12:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يبني "الباشمهندس" كيري عمار(تنا)؟

  مصر اليوم -

كيف يبني الباشمهندس كيري عمارتنا

حسن البطل

لعيزر وايزمن الراحل، قائد سلاح الجو ١٩٦٧، ثم رئيس الدولة، توصيف للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي: إنه "خلاف على اقتسام العقار". لم يقل: صراعا دينيا - حضاريا - بين حقين..الخ. وقال: "اولاد العم يقسمون بالتراضي". هل نرى في مشروع كيري مشروعاً لبناء عقاري لـ "أولاد ابراهيم" حسب توصيف الرئيس كلينتون؟ من "خارطة الطريق" البوشية الى "حل الدولتين" .. فإلى "اتفاق اطار انتقالي" .. فإلى "اقتسام العقار" .. وبناء عمارة بجناحين "كوتيدج" للشعبين والدولتين، الآن، يتحدثون عن "خارطة طريق" مصرية، واخرى سورية؟ الخطوط العريضة طرحت في جولته التاسعة، وفي جولته العاشرة، الاسبوع المقبل، سيعرض مشروع "الاطار". مشروع الاطار اشبه، لدى المهندسين المعماريين، بمخطط البناء كما هو مرسوم على ورق "الكالك" الهندسي ذي البعد الواحد. تعديل من هذا الطرف وتعديل من ذلك الطرف، فإذا بوشرت ورشة البناء، سيضع المكتب الهندسي لـ "الباشمهندس" كيري رسماً مجسماً في الورشة بالابعاد الثلاثة. سيضيف الى الرسم المجسم اشجارا و سيارات وبعض السكان السعداء يدخلون او يخرجون، لكن شقق العمارة (مساحاتها) ستكون محددة من مكتب تصميم "الباشمهندس"، واحيانا دون "تشطيب" او مع تشطيب جزئي او كلي! لك، احياناً، حرية اختيار خشب المطبخ، او البلاط، او الوان طلاء الجدران.. وبالطبع، حرية كاملة في "التعفيش". قبل ذلك، هناك "عقد الشراء" وشروط الدفع، بالتقسيط المريح او غير المريح، وقد يلجأ المشتري الى تسهيلات البنوك. والبائع الى ضمانات دفع ايضا، حسب درجة الثقة بصاحب المشروع، من حيث موافقة دوائر التخطيط العمراني في بلديات على مخطط "الكالك". التمويل تمت تغطيته بمشروع كيري الاقتصادي، كذلك بانضمام الاتحاد الاوروبي الى التمويل السخي في حال "الاتفاق النهائي"! هناك خلاف على مخطط البناء من الجانبين، وهناك خوف من احد الجانبين (الفلسطيني بالذات) من مخالفات البناء، مثل التعدي على الشارع العام، (السيارة) وتوقيع الشرفات (المستوطنات). مشروع كيري ليس بناء عمارة جذابة كما في المجسم الهندسي، بل بناء "مدينة" .. وهذه ورشة كيري .. وانظروا، مثلاً، كيف تبدو ورشة "روابي" في مخطط ورق "الكالك" وفي مجسم المدينة.. وكيف هي في مراحل البناء! كان عرفات قد رفض في كامب ديفيد ٢٠٠٠ اقتسام العقار او شراء شقة في عمارة جاهزة مسبقة الصنع، لأن "شروط" ايهود باراك كانت جائرة، ودعمها "الوسيط" كلينتون. كلينتون وضع، لاحقاً، مخططاً كروكياً عاماً لاقتسام العقار، صار جزءا من مشروع "مبادرة السلام العربية" و"مبادرة جنيف" ومشروع "الحل بدولتين" و"مفاوضات انابوليس". كل هذا صار "مرجعية" الرسم الهندسي على ورق "الكالك" للمهندس كيري، وكذلك مجسماً بالابعاد الثلاثة. بصراحة، أنا يهمني في المشروع سيادة فلسطين على اراضيها اكثر من أمن اسرائيل المتداخل على سيادة فلسطين. يعني، نزع سيادة اسرائيل على الاغوار والمنطقة (ج) اكثر من بقاء جيش الاحتلال على مواقع في الغور ومرتفعات الضفة، لمدة عشر سنوات سيجري خلالها تأهيل قوات فلسطينية لتولي مسألة الحدود الشرقية. ما الذي سيختلف فيه وضع المعبر - المعابر حسب خطة كيري عما كان عليه قبل الانتفاضة وبعدها؟ وضعنا علماً فلسطينيا على المعبر، وكان الشرطي الفلسطيني يوافق على ما يوافق عليه الشرطي الاسرائيلي في الدخول والخروج. .. والآن، معبر فلسطيني "سيادي" تحت رقابة امنية اسرائيلية "غير مرئية"، كما كانت عليه الحال في "معبر رفح" قبل الانقلاب الحمساوي. للأسف لا مقارنة بين سهولة وترتيبات العبور في معبر الكرامة - اللنبي وبين صعوبة العبور في معبر رفح. اختلفت الاسباب .. نعم .. لكن الناس يهمها سهولة العبور. يهمني مطار بسيط في الضفة، ولو كان بشروط "مطار غزة الدولي" ويهمني الربط بين القطاع والضفة، ولو بقطار تحت السيادة الفلسطينية وسكة القطار تحت السيادة الاسرائيلية. يهمني ايضاً، تمويل بناء دولة فلسطين اقتصاديا اذا تم الاتفاق، ولو ان اسرائيل ستجني ارباحاً من مشروع بناء دولة فلسطين اقتصاديا. "دولة محتواة"؟ نعم. ولكنها دولة، ستكون احسن حالاً من الاحتلال، او من "الاحتواء" الاسرائيلي لقطاع غزة المحرر - المقاوم؟! الايام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يبني الباشمهندس كيري عمارتنا كيف يبني الباشمهندس كيري عمارتنا



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon