توقيت القاهرة المحلي 17:39:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيادة تعمل تحت ضغط مضاعف!

  مصر اليوم -

قيادة تعمل تحت ضغط مضاعف

حسن البطل

اقترف قلم تحرير "الأيـام" سهوتين خلال أيام. الأولى طريفة أو مضحكة في خبر عن محطة الفضاء الدولية، فقد أضاف صفراً لارتفاعها عن الأرض، وبدلاً من 450 كم جاء 4500 كم؟ سهوة أو خطأ طباعي؟ لا بأس هذا يحصل في أحسن الصحف. لكن في الخبر الرئيسي لعدد السبت ورد أن الشاب عودة جهاد حمد، من بيت حانون، لاقى مصرعه بالرصاص، وأصيب شقيقه بجراح، على مبعدة 8500 متر من السياج، أثناء بحثهما عن حطب وقضبان حديدية.. وهذا صفر إضافي، وربما صفران، لأن جيش الاحتلال يحظر الاقتراب مسافة 100 متر من السياج.. وبالتفاهم غير المعلن مع "حماس". للآحاد والأصفار حساب آخر، لا عن سهو بل عن تعمّد، فقد بلغ أعداد الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران جيش الاحتلال، منذ بدء المفاوضات، لا أقل من ثلاثين ضحية. بعد أقل من 12 ساعة من مقتل مواطن في ضواحي بيت حانون، لاقى ضابط مخابرات فلسطيني مصرعه، وسط المدينة، وبرصاصة في القلب، عندما كان عائداً إلى بيته. يقول الادعاء الاسرائيلي انه "اشتبك مع قوة تغلغل، وهو ما نفاه اللواء محافظ قلقيلية. لا بد أن الجندي القاتل قناص محترف ليطلق رصاصة تصيب القلب في "اشتباك" أما مقتل فتى عمره 16 سنة في مخيم الجلزون فقد كان برصاصة في الظهر. ثلاثون ضحية منذ استئناف المفاوضات، مقابل ضحيتين أو ثلاث في الجانب الإسرائيلي خلال عام كامل، واحدة تعتبر، بشهادة الجانب الإسرائيلي، جنائية. بعض ضحايا الفلسطينيين كانوا مستهدفين أو مطاردين، وسقطوا على سلاحهم، لكن بعضهم الآخر كانوا مثل الفتى من الجلزون والضابط في قلقيلية والعامل بلا تصريح الذي اختبأ في مقبرة بإسرائيل. في معظم حوادث القتل هذه، ما يشير إلى سياسة أمنية إسرائيلية لاستفزاز الجمهور الفلسطيني، وجرّه إلى انتفاضة ثالثة، أو دفعه لصدام مع قوى الأمن الفلسطينية العاجزة عن حمايته. هناك شق آخر من الاستفزاز الإسرائيلي موجه ضد المفاوض الفلسطيني، وهو "طفرة" أو زيادة ملحوظة جداً في عطاءات البناء الاستيطاني اليهودي، وهي زيادة متعمدة وترافق إطلاق سراح كل دفعة من أسرى ما قبل أوسلو. عطاءات البناء الاستيطاني ترافق فترة حرجة في المفاوضات، وكأن دافعها هو إحراج المفاوض الفلسطيني وإخراجه من العملية التفاوضية. أعمال القتل الإسرائيلية تتسبب في زيادة احتقان الشارع الفلسطيني، وعطاءات الاستيطان تتسبب في زيادة الاحتقان السياسي، وهذا وذاك يشكلان ضغطاً مزدوجاً على الشعب وسلطته، إضافة لضغط الخيارات في مشروع جون كيري. إلى ذلك، فأوضاع الشعب الفلسطيني في سورية ومخيماتها خصوصاً، تشكل ضغطاً على القيادة الفلسطينية، خاصة بعد فشل خطة القيادة لتحييد مخيم اليرموك من السلاح والمسلحين، وما تلاها تبادل الاتهامات بين منظمة التحرير وفصيل "القيادة العامة" ـ أحمد جبريل عن مسؤولية الفشل. أيضاً، تلاقي القيادة الفلسطينية مشقة وصعوبة في إبعاد الفلسطينيين في لبنان عن استفحال الخلاف اللبناني حول الموقف من الصراع السوري، ودور "حزب الله" فيه. قيل إن واحداً من الانتحاريين في تفجير السفارة الإيرانية ببيروت كان فلسطينياً، وآخر كان مشاركاً في عملية انتحارية ضد الجيش اللبناني في صيدا، وإن المعارضين للنظام السوري جذبوا إلى صفوفهم متطوعين من المخيمات الفلسطينية في لبنان. هذه المسألة حساسة بشكل خاص في لبنان، لأن كل فرد فلسطيني هناك منسوب للشعب الفلسطيني، وبالتالي للقضية الفلسطينية، أي أن المسؤولية الفردية تغيّب لصالح الاتهام الجماعي. للأسف، كثير من الشعب المصري البسيط، لا يميز بين حركة "حماس" والفلسطينيين في غزة، أو بين هؤلاء والشعب الفلسطيني.. وكأن في الأمر نوعا من "لا سامية عربية" موجهة للفلسطينيين. المفاوضات في "مأزق" مع إسرائيل وأميركا، والعلاقات الشعبية الفلسطينية ـ العربية في مأزق بسبب تداعيات "الربيع العربي".. دون أن نشير إلى "مأزق" آخر، هو "المفاوضات" الفلسطينية ـ البينية حول الوحدة الفصائلية، وتضارب تصريحات قادة "حماس" حولها. أما خلافات السلطة مع شعبها، وخلافات داخلية في "فتح" فهذه مسألة "تاريخية" قديمة.. وهي دليل صحة وديمقراطية. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادة تعمل تحت ضغط مضاعف قيادة تعمل تحت ضغط مضاعف



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon