توقيت القاهرة المحلي 16:16:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين .. والريادية الفرنسية؟

  مصر اليوم -

فلسطين  والريادية الفرنسية

حسن البطل

علم أجنبي وحيد كان معلقاً على نافذة "الكوريدور" في "المقاطعة"، وعليه عبارة بالفرنسية "شكراً فرنسا Merci France. سأقول: أهلاً وسهلاً Bienvenu بالمسيو فرانسوا اولاند، ثالث رئيس فرنسي يزورنا (وإسرائيل) بعد زيارة جاك شيراك 1996 ونيقولا ساركوزي 2008، لماذا؟ سيكون اولاند أول رئيس دولة كبرى يرسي تقليداً لرؤساء الدول الكبرى بوضع إكليل زهور على ضريح الرئيس ياسر عرفات. فرنسا ذات الريادة الأوروبية ـ الغربية في المسألة الفلسطينية، منذ كان فرانسوا ميتران أول رئيس دولة أوروبية غربية يستقبل عرفات في قصر "الأليزيه". كانت هذه التفاتة وبادرة جرّت ملاحظات ردّ عليها ميتران بقوله: سيقتدون بي، ولاحقاً استجاب عرفات طلباً من ميتران ونطق الكلمة السحرية (كادوك ـ متقادم). بعد تأسيس السلطة الوطنية، كان للرئيس جاك شيراك أن يكون أول رئيس دولة عظمى يزور رام الله (والقدس الشرقية) ويسير مع عرفات في موكب بشوارع المدينة خلال زيارته لكنيسة القديسة حنا (إحدى أربع كنائس تحت الحماية الفرنسية) تشاجر كلامياً مع حراسه الإسرائيليين ليتركوه خارج طوقهم الخانق "أنا بين أصدقاء" قال. في وقت لاحق، عام 2009 سترد فلسطين وبلدية رام الله جميل شيراك، وتطلق اسمه على شارع فيها، افتتحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. قلّما نلتفت إلى تقليد دبلوماسي ـ سياسي حيث كبار الزوار والرؤساء صاروا يزورون إسرائيل وفلسطين معاً، كأنهما "ساحة دبلوماسية واحدة" لماذا؟ عام 2008 زار الرئيس نيقولا ساركوزي إسرائيل، والتقى رئيس الوزراء أيهود أولمرت، ورئيس السلطة أبو مازن. خطب في الكنيست، وقال لإسرائيل: "من الجنون عدم الاعتراف بدولة فلسطينية". هل سيبدأ الرئيس الفلسطيني تقليداً بروتوكولياً ـ دبلوماسياً ـ سياسياً، فلا يستقبل في مقاطعة رام الله سوى كبار الزوار والرؤساء الذين في برنامج زيارتهم الاحترام الواجب للرئيس المؤسّس ياسر عرفات، أو يستقبلهم في مكان آخر، مثل بيت لحم أو أريحا. الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، أكثر رؤساء فرنسا ثقافة، زار إسرائيل العام 1982، لكن كان بعد سنوات أول من استقبل عرفات في الأليزيه، وبعدها صارت باريس بوابة ومفتاح الدبلوماسية الفلسطينية لدول أوروبا الغربية، وكان ميتران رئيساً اشتراكياً لبلاده. ساعدت فرنسا إسرائيل في بناء مفاعل "ديمونا" النووي، وفي حرب السويس (العدوان الثلاثي) 1956 في عهد الاشتراكيين. لكن، غداة حرب حزيران (يونيو) 1967 وجّه الرئيس شارل ديغول رسالة انتقادية ـ تاريخية لإسرائيل، وأوقف إرسال الأسلحة إليها، محذراً من تفكير دولة يهودية "معتدة بنفسها ومغترّة". .. والآن، رئيس فرنسي اشتراكي يزور إسرائيل وفلسطين، ويضع إكليل زهور على ضريح عرفات، بينما تنتظر السلطة والشعب الفلسطيني التقرير الفرنسي حول وفاة عرفات، التي يعرف أسبابها الرئيس جاك شيراك، بوصفه القائد الأعلى لجيش بلاده، وبوصف مستشفى "بيرسي" عسكرياً. لفرنسا الاشتراكية سياسة إزاء سورية قد لا نوافق عليها، وسياسة إزاء إيران ستتفق عليها فرنسا مع أميركا بعد يومين، ومهما قيل في طموح فرنسا للعودة إلى التأثير في الشرق الأوسط، فما يهم فلسطين هو سياسة فرنسا تجاهها. ستحتفي إسرائيل بزائرها بأُبّهة ربما نكاية بالرئيس أوباما، وتستقبل مصر وفداً سياسياً ـ عسكرياً روسياً امتعاضاً من أميركا. المهم أن اولاند سيضع إكليل زهور على ضريح مؤسّس دولة فلسطين، ربما حلاً لازمة بسيطة، حيث لم يكن في برنامج الزيارة إلقاء خطاب في الكنيست. ستحظى الكنيست بخطاب رئاسي فرنسي آخر، ودولة فلسطين ستحظى بخطوة رمزية تؤكد ما قاله ساركوزي في الكنيست: "من الجنون عدم الاعتراف بدولة فلسطين". ربما لو كان برلماننا قائماً لتحدث أمامه اولاند؟ يزورنا رؤساء الدول ساعات، ويزورون إسرائيل أياماً. لا بأس. قصر الضيافة الفلسطيني جاهز في سردا لاستضافة الرؤساء عندما نصير دولة.. في غير مراسيم البروتوكول؟! نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين  والريادية الفرنسية فلسطين  والريادية الفرنسية



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon