توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النبضة 2

  مصر اليوم -

النبضة 2

حسن البطل

حسابياً، هي الدفعة الثانية من أربع لطي صفحة أسرى ما قبل أوسلو. سياسياً، تحرير أسرى ما قبل أوسلو جزء من استمرار عملية تفاوضية من تسعة شهور، لإغلاق ملف ما بعد أوسلو؟ إذن؟ هذه أول دفعة تحرير أسرى فلسطينيين غير مرتبطة بتبادل أسرى في مقابل أسرى، أو جثث وأشلاء جثث مقابل أسرى أو جثث، فهي جزء من عملية تفاوض سياسية. لهذا السبب بالذات أثارت في إسرائيل وحكومتها وائتلافها نقاشاً وخلافا. لماذا؟ الالتزام بمواعيد نبضات تحرير أسرى ما قبل أوسلو، أثار لدى أحزاب وشخصيات إسرائيلية مخاوف من جدية عملية التفاوض الجارية؟ الدليل، أن حزب "البيت اليهودي" بقيادة الضابط نفتالي بينيت ربط بين معارضة تحرير الدفعة الثانية وبين كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيفي ليفني.. أي أن الحزب الذي يعارض مفاوضات تؤدي لاتفاق نهائي حول الدولة الفلسطينية، يعارض تحرير أسرى ما قبل أوسلو، وهو ذاته الحزب الأكثر تأييداً لاستمرار عمليات الاستيطان. ما هي الصفقة الأميركية التي مهّدت لإطلاق المفاوضات وإطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو؟ يقال إن الرئيس الفلسطيني خيّر كيري، الذي بدوره خيّر نتنياهو، أن يعود للمفاوضات المباشرة، إمّا إذا حرّرت إسرائيل أسرى ما قبل أوسلو، وإما إذا جمّدت الاستيطان؛ وإما إذا قبلت عملية تفاوضية استناداً إلى خطوط ـ حدود العام 1967. يقال إن نتنياهو اختار ما اعتبره أهون الشرور، فهو يرفض التعهد بمفاوضات لترسيم الحدود على أساس خطوط 1967، رغم قبوله فكرة "الحل بدولتين" كما في خطابه الشهير (خطاب جامعة بار إيلان في ولايته الثانية). لولا الضرورات الائتلافية، أي بقاء حزب "البيت اليهودي" في الائتلاف الحاكم، لفضّل نتنياهو خيار تجميد الاستيطان ولو لمدة سنة، أو تسعة شهور تفاوضية، فقد جرّب هذا الخيار ـ المناورة من قبل، ثم أطلق زخماً استيطانياً بعده. والحال هذه، التزم نتنياهو أمام كيري بالخيار الذي رآه أقل سوءاً، أي تحرير الأسرى.. ولكن ليس بنيّة صافية، فقد حاولت مصادره الإيحاء بقبول الفلسطينيين معادلة "تحرير قتلة مقابل بناء شقق للمستوطنين". أيضاً، الزعم بأن الفلسطينيين تعهدوا بتأجيل طلبات رفع عضويتهم في منظمات الأمم المتحدة، ما دامت عملية التفاوض جارية، وهي قد تمتد إلى ما بعد مهلة الشهور التسعة المحدّدة، كما توحي بذلك كبيرة المفاوضين تسيفي ليفني. ما هي الحقيقة؟ الفلسطينيون تعهدوا بعدم مطاردة إسرائيل دولياً في منظمات الأمم المتحدة إلى حين انتهاء النبضات الأربع لتحرير الأسرى، فإذا فشلت المفاوضات انتهى أجل التعهد. من جهة أخرى، فالعودة للمفاوضات حسب خطة كيري تحدثت، صراحة وبوضوح، عن الاتفاق على حل نهائي، أي إنهاء المطالب المتبادلة. السؤال الكبير أمام هذه "النبضة السياسية" الكبيرة هو: على ماذا يراهن كيري في إنهاء عملية شاملة ومعقدة في تسعة شهور؟ هل بموافقة أميركية صامتة على اندفاعات استيطانية كبيرة ولكن تتركز في "الكتل" والضواحي الاستيطانية في القدس الشرقية؟ ليست مصادفة أن يعود كيري إلى المنطقة بعد أسبوع من "النبضة الثانية" لتحرير أسرى ما قبل أوسلو، بعد أن اجتازت حكومة نتنياهو "هزة داخلية" بسلام، دون أن ينفرط عقدها. في هذه الأثناء، أطلقت مصادر نتنياهو بالون اختبار غير جديد، وهو أن الاتفاق النهائي بعيد المنال في تسعة شهور، ومن ثم فإن "الحل بدولتين" يعني دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة 60ـ80% من مساحة الضفة الغربية واعتراف إسرائيل بها، مقابل مفاوضات لاحقة غير محدّدة الأجل حول بقية مسائل الخلاف، وبخاصة: القدس، واللاجئين. الفكرة هذه مرفوضة فلسطينياً، لكنها مطروحة إسرائيلياً، وينادي بها أحد مهندسي أوسلو، يوسي بيلين، وكذلك زعيم "كاديما" شاؤول موفاز .. وآخرون. إسرائيل، كما يبدو، تدفع الأمور نحو أوسلو 3 لا نحو الحل النهائي؟! كانت أوسلو ذات ثلاث نبضات، أي ثلاثة انسحابات إسرائيلية قبل الولوج لمفاوضات الوضع النهائي. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النبضة 2 النبضة 2



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon