توقيت القاهرة المحلي 19:50:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الـ 1,9 % ؟

  مصر اليوم -

الـ 19

حسن البطل

واحد منهم سخر منّا في مفاوضات أوسلو، ربما هو شمعون بيريس أو يوسي بيلين. قال : كأننا نفاوض أنفسنا .. نحن نقترح والفلسطينيون يقولون "لا" أو "نعم". في الشهور الأولى، لما بعد توقيع اتفاق المبادئ في واشنطن، اشتكى ضباط الارتباط الإسرائيليون من نظرائهم الفلسطينيين، الذين يشيحون بأيديهم ووجوههم عن نصوص أوسلو في أيدي الضباط الإسرائيليين! عشرون عاماً بعد ذلك، ومفاوضات متقطعة ولكن أكثر فأكثر عمقاً وتفصيلاً، وصلنا وإياهم إلى وضع معكوس في تفسير شروط الدولة الفلسطينية. حالياً، نحن نفاوضهم ونقترح عليهم، وهم كأنهم يفاوضون أنفسهم، ويرفضون اقتراحاتنا، أو يردون عليها، ويشمل ذلك بشكل خاص مسألة تفاوضية حاسمة هي ترسيم الحدود، من خطوط هدنة إلى حدود دولية بين دولتين. على ما يبدو، فإن المقترح الفلسطيني لحدود دولية جديدة صار رسمياً وعُرض تفاوضياً، وهو تعديلات حدودية لا تتعدى الـ 1,9% متبادلة ومتكافئة ومتساوية في القيمة .. وأيضاً، خالية من السكان (أي ليس تبادلاً أرضياً فلسطينياً مقابل تبادل سكاني يُلحق بعض فلسطينيي إسرائيل بالسلطة الفلسطينية). يبدو أن نسبة الـ 1,9% هي "الخط الأحمر" الفلسطيني في التبادلات، وهي نسبة واقعية ومدروسة للمستوطنات والكتل الاستيطانية، بناء على صور جوية تشير إلى أن المناطق المبنية في الكتل تبلغ مساحتها 1,2% من الضفة وتضاف إليها الطرق الواصلة بينها. ماذا تعني نسبة 1,9% ؟ من حيث المساحة الجغرافية الإجمالية فهي تعادل 100ـ120 كم2 من مساحة الضفة، والأهم أنها تُبقي حوالي 65% من المستوطنين تحت السيادة الإسرائيلية. الفكرة الواقعية المحرّكة لنسبة التبادلات الجغرافية هي أن تكون المناطق المستعادة من إسرائيل إلى دولة فلسطين مخصصة لبناء كتل سكانية فلسطينية لمن شاء من اللاجئين العودة إلى فلسطين. ما هو مصير الـ 35% من المستوطنين خارج نسبة الـ 1,9% ؟ هناك في إسرائيل من يقترح إعادتهم إلى "الكتل" أو بقاءهم حيث هم تحت السيادة الفلسطينية (بشروط بقاء الفلسطينيين في دولة إسرائيل .. أي دون توسع أو إضافة مدن جديدة) .. أو ربما تخيير إسرائيل بعودة عدد مكافئ من اللاجئين الفلسطينيين .. ليس إلى المناطق المستعادة بالتبادل، بل إلى مناطق في دولة إسرائيل (مدنهم وقراهم الأصلية). على الأغلب، سيختار معظم الـ 35% من المستوطنين أن لا يبقوا تحت سيادة فلسطينية، ومن ثم فالبديهي أن يشترط الفلسطينيون، إذا فضّلت إسرائيل أو المستوطنون الاخلاء، أن لا تقوم بهدم المستوطنات، كما فعلت في سيناء ثم قطاع غزة، بل تستخدم في إسكان اللاجئين الذين يفضلون الإقامة تحت سيادة دولة فلسطينية. مقترح التبادل بنسبة 1,9% يتعرض، أيضاً، لمسألة حلول مشكلة اللاجئين، وهي ذات الحلول التي يقترحها الأميركيون: إما العودة لدولة فلسطينية، أو العودة إلى فلسطين القديمة (إسرائيل) أو الهجرة إلى بلد أجنبي، أو البقاء حيث هم (وهذا الخيار الأخير هو الأضعف بدلالة أحوال اللاجئين الفلسطينيين في سورية). المقترح الفلسطيني للتبادل بنسبة 1,9% يتعدى حل مشكلة اللاجئين والمستوطنين إلى تحديد أجل زمني لتنفيذ أي اتفاق على الحل النهائي وهو لا يتعدى السنوات الثلاث، أي حتى العام 2017 (مائة سنة على وعد بلفور؟). من هنا حتى نيسان المقبل، وربما شهوراً قليلة بعده، سوف تتبلور أمور الحل وتتّضح، لأن ثمن الاتفاق النهائي معروف، لكن ثمن اللااتفاق غير معروف، وهذا ما يقرّ به الإسرائيليون (انفجار الوضع)، أو حل دولي مفروض). هناك في إسرائيل من يقول (خاصة الديمغرافي ميرون بنفينستي) إن الاستيطان وصل "نقطة اللاعودة" غير أن آخر تقرير لحركة "السلام الآن" (شالوم أخشاف) يقول إن حل الدولتين هو الذي وصل نقطة اللاعودة، لأن توزّع الاستيطان خارج الكتل يبقى هشّاً. صحيح أنه تضاعف ثلاث مرات منذ أوسلو، لكن نصف الزيادة تركزت في "الكتل" أي مناطق التبادلات الجغرافية المقترحة. إسرائيل أقامت 100 بؤرة منذ أوسلو، لكن معظمها يسكنها 20ـ30 عائلة فقط. نحن نفاوضهم (والعالم لم يفاوض معنا) وهم يفاوضون أنفسهم. نحن نقترح وهم الذين يرفضون الاقتراح. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الـ 19  الـ 19



GMT 19:50 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فرصة ذهبية لاستعادة شعبية الحكومة

GMT 19:49 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

يومان فى بلد الأسطورة

GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon