توقيت القاهرة المحلي 12:48:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضربة؟ البروڤة 51؟

  مصر اليوم -

الضربة البروڤة 51

حسن البطل

لا .. لم يتم بعد تلافي الضربة إثر مناورة لافروف - المعلم (وروسيا - ايران). قبل قبول سورية نزع سلاحها الكيماوي (تحت مسمى خادع) كان البنتاغون قد عدّل أهداف الضربة ومداها، لا أقل من 50 مرة. بعد ساعات من صفقة موسكو - دمشق (إيران - روسيا) الكيماوية، أعلنت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي عن ما يمكن وصفه بالخطة 51 لتوجيه ضربة "معدلة" لماذا؟ لتوجيه رسالة أميركية (أي إسرائيلية) الى إيران بشأن برنامجها النووي. لإسرائيل يبقى احتكار "سلاح يوم الدين" ولن يبقى لسورية ان تتقيه او توازنه بما يعدّ اكبر ترسانة كيماوية. وتحطم بذلك حلم الأسد الكبير ونجله بفقدان سورية عنصرا من عناصر "التوازن الاستراتيجي". اذا فهمت إيران الذكية في مناوراتها رسالة ما بعد الضربة 51 وبقيت دون العتبة النووية، و"الخط الأحمر" الذي رسمه نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة، سيتم نرع السلاح الكيماوي من المنطقة، بانضمام سورية الى الاتفاقية الدولية الخاصة بهذا النوع من السلاح، ومن ثم سيبدؤون من إيران، بعد سورية، نزع السلاح النووي منها .. وفي الأخير، سيحاولون إقناع إسرائيل بالموافقة على إعلان الشرق الأوسط خالياً من هذا السلاح، وهذا مطلب مصري مزمن بشكل خاص. في كل سيناريوهات الضربة الأميركية وأهدافها ومداها، لم تكن تشمل قصف المستودعات الكيماوية السورية، وتفكيكها وتعطيلها يتطلب سيطرة أميركية او دولية عليها، أي الغزو الأرضي، وهذا قد يقود إلى تورط بري لا تريده أميركا بعد تجربتي أفغانستان والعراق. ماذا بعد الضربة؟ سيتم في السيناريو 51 او 61 تدمير سلاح استراتيجي سوري آخر، هو صواريخ ارض - ارض قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي .. وأخيراً، فرض شروط على سورية بخفض عديد جيشها من مئات الألوف الى ٧٠ - ٩٠ ألف جندي. الهدف هو، إذاً، حرمان سورية من اي سلاح استراتيجي، "يخلّ" بالتفوق النوعي الإسرائيلي الجوي والصاروخي!. خدمة العلم، او الخدمة العسكرية الإلزامية تم تعطيلها في ما كان "الجيش الخامس" العالمي في العراق، والآن تعطيلها في سورية، وربما مصر لاحقاً. لماذا؟ لأن ذلك يرهق (من ناحية اقتصادية) قوات الاحتياط في جيش إسرائيلي صغير وقوي ومجهز جداً وقادر على مواجهة كل دولة إقليمية، او تحالف جيوش دول إقليمية، مثلما حصل في حرب تشرين ١٩٧٣ (حرب يوم الغفران). لاحظوا كيف أن أميركا الملتزمة صدّ إيران عن تجاوز العتبة النووية، وتشليح سورية عناصر التوازن الإستراتيجي، تضغط على مصر أيضاً، لكنها تؤكد على ضمان تفوق إسرائيل نوعياً على جيرانها؟! تمّ لأميركا إقصاء العراق، دولة وجيشاً ونظاماً، وسيتم لها إقصاء سورية أيضاً، ومن ثم مناوشة مصر لإضعاف جيشها، وهو الوحيد الذي تحسب له إسرائيل حساباً، غير أن مصر "جائعة" واقتصادها يشغلها. سورية بعد الضربة ستخرج من احتمال الحرب مع إسرائيل او التهديد بالحرب (وداعا لمحور الممانعة) ويبدو أنها لن تحتاج، عسكريا، لجيش كبير خسر في الحرب الأهلية اكثر من جميع الحروب مع إسرائيل، لكن الجيش في سورية ومصر يقوم بدور الإعمار أيضا، مستغلاً ايدي وجهود جنود الخدمة العسكرية الإلزامية (مثلاً نصف إنشاءات سد الفرات قام بها الجيش النظامي لتوفير النفقات) ناهيك عن الدور الاقتصادي للجيش المصري (يقال في مصر أقوى جيش عربي واضعف اقتصاد عربي)! بعد ردع سورية ثم إيران وتكبيل مصر بالمشاكل، يمكن إقناع إسرائيل ان وضعها الاستراتيجي لا تتهدده أي دولة ومن ثم يمكن حل مشكلة أمن إسرائيل الإستراتيجي، وأخيراً أمنها الجاري مع الفلسطينيين؟ هذا هو السيناريو الإستراتيجي الأميركي - الإسرائيلي، وقد تستطيع موسكو تعديله قليلاً فقط. على مدى تاريخها الحديث، شعباً ودولة، كانت سورية عاصية على دولة الغرب، ومن الآن قد لا تغدو كذلك، الضربة الأميركية قد تبدو محدودة لكنها ستغير معطيات استراتيجية في المنطقة. ليس من المستبعد أن يدخل نظام سوري جديد مفاوضات مع إسرائيل حول الجولان، وربما تتم تسوية في الجولان وفلسطين معاً؟! نقلاً عن  جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضربة البروڤة 51 الضربة البروڤة 51



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon