توقيت القاهرة المحلي 10:19:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في ما يدعونه "فوضى خلاّقة" !

  مصر اليوم -

في ما يدعونه فوضى خلاّقة

حسن البطل

الرقم "واحد" "إلى يمينه 12 صفراً (أو أكثر بكثير) ماذا تفهم من هذا (دعك من عدد مجرّات الكون وشموسها وكواكبها وأقمارها).. أو "لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي".. أو إلى كوب الماء أمامك، فهو "الفوضى الخلاّقة" في أعظم تجلّيات فيزياء السوائل، لأنّ ذرّات الماء ذات حركة عشوائية سريعة جداً، ونظرياً: يمكن أن تنطلق ذرّة ماء شاذّة بسرعة الضوء فتنسف رأسك!تبدو ديارنا العربية دار حرب وحروب، قبل ربيع يصفونه خريفاً أو شتاء، أو يصفونه "فوضى خلاّقة".. إلى آخر قطرة نفط وذرّة غاز عربية!هل نبدأ بحروب العراق ونصل حرب مصر؟ منذ العام 1958 والعراق ينزف بلداً وشعباً من انقلاب سمّوه ثورة 14 تموز، إلى حروب عرقية عربية ـ كردية، وحروب عربية بينية (غزو الكويت) وحروب قومية (حرب العراق وإيران).. فإلى حروب طائفية ومذهبية (لا توفر الفرح والعزاء والمسجد والمقهى..)لو كانت الحروب العربية نوعاً من "مازة" على سفرة، لكانت السفرة عامرة جداً.. ومن أين نبدأ؟ من حرب لبنان 1974 ـ 1990 التي كانت دينية زعماً، وصارت طائفية وانتهت مذهبية (سُنّة وشيعة)إلى حروب السودان العرقية ـ القبلية ـ الدينية، وحروب اليمن والصومال القبلية، وحروب سورية المذهبية، وتونس العلمانية ـ الإسلامية، والجزائر ومصر السلفية ـ الوطنية.. وأما حرب أكتوبر 1973 فكانت ـ كما وصفها السادات ـ آخر الحروب النظامية العربية ـ الإسرائيلية، وكانت حرب 1982 في لبنان بين الفلسطينيين ومن حالفهم والإسرائيليين ومن حالفهم آخر الحروب الوطنية للبعض أن يرى الحروب الأهلية العربية (حروب "الربيع العربي") خريفاً أو شتاء، وللبعض أن يراها "فوضى خلاّقة" في الغرب وأميركا، وللبعض أن يراها صراعاً بين نظم الاستبداد العسكري وتوق الشعوب إلى الحرية والديمقراطية، وللبعض أن يراها صراعاً بين الديمقراطية وحكم الشرع والشريعة في هذه "المازة" العامرة بشتى أنواع الحروب، هناك مفكرون لا يرون الحروب العربية "الربيع العربي" تدور حول علاقة الديمقراطية بالعلمانية، بل في علاقة الديمقراطية بنظام إسلامي، أي إمكان تعايش الديمقراطية مع نظام إسلامي لا علماني، كما يرى ذلك المفكر المغربي محمد عابد الجابري يستند الجابري إلى حجة ماثلة، وهي أن "لا إكليروس" في الإسلام، على عكس الإكليروس في المسيحية واليهودية، وأن ميزة الدين الإسلامي هي في علاقة المسلم بربّه مباشرة (ربّه يحاسبه، كما كانوا يقولون)هذا كلام عام وصحيح من حيث المبدأ، لولا أن في الإسلام الشيعي مثلاً نوعاً من تراتبية دينية (مجتهد ـ حجة الإسلام، آية الله، آية الله العظمى)، ولولا أن الإسلام السُنّي أصيب بداء الفتاوى الجهادية أو التحريمية، ومن القول إن سلطاناً جائراً خير من الفتنة (السلفية الإسلامية) إلى "تكفير الحاكم" ثم "تكفير العامة" كما كان في الجزائر إبّان حرب أهلية اخترمت حياة 200 ألف مواطنهناك من يضرب مقارنة بين ثورات "الربيع العربي" والثورة الفرنسية 1789 التي انتهت، بعد "فوضى خلاّقة" وحروب أوروبية مدمّرة إلى ولادة أوروبا جديدة بفصل الدين عن الدولة، رسمياً أو عملياً، ومن ثم فإن فوضى "الربيع العربي" الحُبلى بالولايات حُبلى، أيضاً، بعالم عربي جديد لكن: هل تصحّ المقارنة بين زمن غابر وزمن حاضر زاخر بوسائل الاتصال الحديثة والقنوات التي تبث الوقائع مباشرة في الزمن الفعلي!انظروا إلى استقرار إسرائيل قبالة فوضى المحيط العربي، فهناك في اليهودية سلفيون ومتزمتون يفوقون ما في الإسلام، لكن هناك ديمقراطية ذات جذر أوروبي تقوم بضبط ما في علاقة دولة إسرائيل برعاياها اليهود المتزمتين.. وهذا ما لم ينجح نظام عربي فيه!ليل العراق كان ويبقى طويلاً (نصف قرن) وليل سورية يبدو طويلاً، وأما مصر فإنّ "خارطة الطريق" التي أعلنها الجيش سيكون تنفيذها أطول من العام، المقرر لها بالعودة إلى انتخابات جديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ما يدعونه فوضى خلاّقة في ما يدعونه فوضى خلاّقة



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon