توقيت القاهرة المحلي 00:11:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيري أعطى "إشارة الانطلاق"

  مصر اليوم -

كيري أعطى إشارة الانطلاق

مصر اليوم

أتذكّر دعاء أبي في صلوات الصبح: "ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا".. وهذا عن علاقة المخلوق بالخالق. أمّا علاقة المواطن بحكومته (والثائر بثورته) فلا مكان للنسيان، أما للأخطاء والتقصير فهناك مكان.. المحاسبة للأخطاء في علاقة المواطن بحكومته، أو "النقد والنقد الذاتي" في علاقة الثائر بثورته، والثورة والمنظمة والسلطة تجمع المحاسبة والنقد الذاتي. ماذا عن التقصير؟ أخطأت القيادة وتخطئ، وأخطأ الشعب ويخطئ (انتخاب "حماس" مثلاً: عقاب ذاتي، أو هدف في المرمى الذاتي).. ولا مكان للنسيان، فهل هناك مكان للتقصير؟ لا القيادة ولا الشعب مقصّران، لا في الحرب (الفدائية والانتفاضية) ولا في السياسة الممكنة بعد قصور برنامجي التحرير القومي والوطني (برنامج السلطة الوطنية 1974، ثم أوسلو هذه).. ولا في التفاوض، أيضاً، (هذا الأيلول تمرّ عشرون عاماً تفاوضياً). يقولون: إن الحرب سياسة بوسائل أخرى، فهل نقول: التفاوض سياسة بوسائل أخرى، والفلسطينيون، شعباً وقيادة، جربوا الحرب والسياسة والتفاوض، كما لم يجربها، ربما شعب ونظام عربي. كان في صفوفنا (الثورة) من رأى خطأً سياسياً في اعتماد برنامج النقاط العشر ـ برنامج السلطة الوطنية 1974، ونسي أنه ضريبة لفشل "حرب العبور" 1973 في "إزالة آثار العدوان" 1967. الانتقال من برنامج 1974 إلى برنامج 1988، أي من برنامج السلطة الوطنية إلى برنامج إعلان الدولة لم يمرّ دون انتقاد، لكن برنامج التفاوض منذ أوسلو يلقى أعظم الانتقاد والتخطئة (والتجريح وحتى التخوين!) في صفوف بعض غلاة الوطنية والفصائل مبدئياً وعملياً، لأنه، عملياً، لم يثمر بعد، دولة مستقلة بعد20 سنة تفاوضية، حتى وإن أثمر بعدها بثلاثين عاماً، فالبعض يفضّل دولة مشتركة. نقّاد خطيئة أوسلو في الشعبين وأحزابهما وفصائلهما، والمحبّذون خيار الدولة المشتركة يوجدون في الشعبين. الفلسطينيون لم يكونوا "شعباً" إلاّ في نظر أنفسهم قبل الثورة، وبعدها صاروا كذلك في نظر العالم. والمنظمة لم تكن "ممثلاً" سياسياً إلاّ في نظر معظم شعبها، وصارت كذلك في نظر العالم، والدولة لم تكن سوى مطلب فلسطيني، وصارت مطلباً دولياً. خصوصاً منذ العام 2003 وموضوعة "الحل بدولتين". للشاعر القومي ديوان اسمه "محاولة رقم 7".. هذا إبداع أدبي لا علاقة له بالسياسة التفاوضية التي أدارها جون كيري في سبع جولات، انتهت بانطلاقة جديدة تفاوضية، لعلها الأوضح والأنضج حتى الآن.. والأكثر خطراً ومخاطرة. البعض فينا ينسى أن أبو مازن كان رئيس دائرة المفاوضات بعد أوسلو، وكان كبير المفاوضين قبلها، وانتخبه الشعب رغم معارضته المبدئية للانتفاضة الثانية المسلحة، وقبل هذا وذاك فهو "خبير" في الشؤون الإسرائيلية، ونال فيها درجة الدكتوراه من موسكو. قال ابو مازن في أوسلو: إما تقودنا إلى الدولة أو إلى التلاشي! برهن أبو مازن عن عميق التزامه ببرنامج السلطة والدولة في مفاوضاته مع ايهود أولمرت 2008، ثم مع بنيامين نتنياهو 2010، ومرة ثالثة عندما تحدّى الولايات المتحدة وطلب عضوية فلسطين دولة من مجلس الأمن وأخفق، ثم من الجمعية العامة دولة مراقبة.. ونجح. أميركا كانت من بين تسع دول صوّتت ضد العضوية المراقبة، لكنها تقود، مرة أخرى، المفاوضات "الحاسمة" من أجل اتفاق سلام نهائي يشمل دولة فلسطينية ويضمن أمن إسرائيل (الأمني والديمغرافي والديمقراطي والسياسي الدولي). انتزع كيري موافقة أبو مازن على العودة للمفاوضات، ومن نتنياهو موافقة على تحرير الأسرى القدماء، ومن ثم أعطى إشارة انطلاق مفاوضات اليومين في أميركا وستليها مفاوضات مطولة ثلاثية صعبة وشاقة في المنطقة. الموافقتان كانتا صعبتين على المستوى المسؤول وعلى المستوى الشعبي في الجانبين، فهناك ما هو أكثر من المواقف المسبقة ومن الشكوك والتجربة ما يجعل نجاح مفاوضات جديدة و"حاسمة" أمراً قليل الاحتمال، لكن كيري وإدارة أوباما ترى أن استعصاء الحل وصل نقطة لا بدّ من الخروج فيها "باختراق" تاريخي، أكبر من "اختراق" أوسلو التكتيكي. .. ومن ثم، وبعد قرار حكومة إسرائيل بشأن الأسرى والاستفتاء، فقد أعطى كيري إشارة الانطلاق لسباق حواجز وتتابع على مدى تسعة شهور. نقلاً عن جريدة "السفير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيري أعطى إشارة الانطلاق كيري أعطى إشارة الانطلاق



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon