توقيت القاهرة المحلي 07:15:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلة مشاكل: الهوية، الكيان .. والدولة!

  مصر اليوم -

سلة مشاكل الهوية، الكيان  والدولة

حسن البطل

فوق رؤوسنا مشاكلنا، ومشاكل الأشقاء، ومشاكل الجارة. عن مشاكلنا نضع الصلحة جانباً، لأن البعض فهم من خطة كيري أن نبدأ السير بالقدم اليسرى (الاقتصاد) لا بالقدم اليمنى (السياسة).. سباق تتابع "ماراثون" بين الاقتصاد، والأمن، والسياسة. مشاكل الأشقاء نتساجل فيها، أو نتفرج عليها في القنوات الفضائية أو نقرؤها في مقالات الرأي: ما هو الموقع الصحيح للحرية والديمقراطية من واقع الاستبداد وواقع الثورة عليه؟ مشاكل الجارة تهمنا قليلاً (الميزانية، تجنيد الحريديم باسم المساواة في حمل العبء) أو كثيراً، مثل مشروع قانون - أساس مقدم من كتلة الائتلاف (الليكود - بيتنا) حول تعريف هوية اسرائيل: يهودية أولاً، أو ديمقراطية أولاً، أو يهودية - ديمقراطية .. أي جمع الماء والنار! صحيح، أن الثورات العربية ضد الاستبداد فتحت أبواب الواقع أمام سؤال الهوية الوطنية أو جواب الهوية الطائفية - المذهبية، ويتم هذا بصراع تناحري. اسرائيل تناقش مشكلة تجنيد الأصوليين من منطلق نظري صحيح: المساواة في حمل العبء، لكن النقاش يقود إلى سؤال هو حول هوية الدولة: هل هي يهودية أم صهيونية، أم إسرائيلية (في الثورات العربية: هل هي وطنية أم عربية ام أسلامية.. أم مذهبية). كانت الكنيست السابقة ١٨ قد ناقشت مشروع قانون - أساس حول تعريف هوية دولة اسرائيل، قدمه آفي ديختر، دون أن تتوصل الى تصويت على "قانون - أساس"، والكنيست الجديدة ١٩ ستناقش مشروعاً أكثر تشدداً يدمج بين "دولة اسرائيل" و"أرض اسرائيل" .. أي يلغي إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة. وفوق ذلك ينقض مكانة اللغة العربية في اسرائيل كلغة رسمية ثانية، ويضعها في مرتبة لغة أجنبية كالانكليزية مثلاً. بصراحة، هذا سخف نموذجي، لأن كنيست ما أعلنت "توحيد القدس" دون ان تعترف بذلك دولة اخرى، وكنيست اخرى أعلنت ضم الجولان، دون ان تعترف بذلك دولة اخرى. الناس تقول "اسرائيل" سواء أكانت ما تكون يهودية أولاً، أو ديمقراطية، أولاً، أو تجمع تعسفياً هذه الصفة أو تلك، كما تقول "أميركا" كناية عن الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا اختصاراً للجمهورية الفرنسية، ولبريطانيا اختصاراً للمملكة المتحدة .. علماً أن القانون المقترح يناقض إعلان استقلال اسرائيل. ائتلاف الليكود - بيتنا هو أساس الائتلاف الحكومي مع كتلة "يوجد مستقبل" وحليفتها "البيت اليهودي" ومن شأن إقرار الكنيست لمشروع قانون - أساس حول صفة اسرائيل وهويتها أن يسبب انشقاقاً بين أطراف الائتلاف الحكومي، لأن حزب "يوجد مستقبل" يحمل لواء "الاسرائيلية" أولاً، قبل اليهودية والصهيونية، أما "البيت اليهودي" فهو يحمل لواء "الصهيونية الدينية" الاستيطانية التي تختلف مع "الحريديم - أتقياء الله" في أداء الخدمة العسكرية في الجيش. ماذا عن مشاكلنا؟ سجال جديد (مفيد أو زائد) حول مكانة "السلام الاقتصادي" من "السلام السياسي" ومكانة هذا وذاك من الانتفاضة والكفاح المسلح. اسرائيل تضع شروطاً مسبقة على العودة الى المفاوضات، وتقول: مفاوضات بلا شروط مسبقة، والفلسطينيون يضعون التزامات سابقة لاسرائيل على المفاوضات، وليس شروطاً مسبقة. هذه دوامة على خطة كيري أن تجد لها مدخلاً أو حلاً، لكن على الفلسطينيين أن يجدوا جواباً على علاقة الاقتصادي بالسياسي بالأمني .. بالسلام بين دولتين. السؤال المرّ هو: هل تفضل حكماً ذاتياً مزدهراً من "السلام الاقتصادي" أم دولة مستقلة وفاشلة؟ لأن خطة كيري تقول بمطار فلسطيني، وسيطرة فلسطينية على منطقة شمال البحر الميت، وإقامة مشروع فلسطيني لاستثمار البوتاس، وخفض البطالة إلى المعدل الأميركي الذي هو ٨٪ ومضاعفة الدخل الفردي، وأيضاً الدخل القومي.. هذه قطعة لحم يقول البعض إنها مسمومة. الحقيقة أن الصراع الفلسطيني مع اسرائيل يبقى "صراع وجود" .. ولكن ليس بين كيانين - دولتين فقط، وإنما صراع بقاء الفلسطينيين على ارض فلسطين، أي جعل الحكم الذاتي له مقومات دولة غير فاشلة، يغادرها شبابها بحثاً عن فرص عمل خارجها، ولا يجد فيها رأس المال فرصة للاستثمار. اسرائيل أمام سؤال الهوية، والفلسطينيون أمام سؤال الكيان، وأول الربيع العربي أمام سؤال الدولة الوطنية أو الدينية. هذه سلة أسئلة ملأى بالمشاكل والأسئلة المصيرية، وليست سلة فاكهة صيف شهية. نقلاً عن جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلة مشاكل الهوية، الكيان  والدولة سلة مشاكل الهوية، الكيان  والدولة



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon