توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النكبة.. من الخيمة إلى الدولة

  مصر اليوم -

النكبة من الخيمة إلى الدولة

مصر اليوم

   لا أرى كبير مبرّر لتحقير السلطة (مقابل الثورة والانتفاضة)، أو الاستخفاف بالدولة (مقابل العودة والتحرير) وكل هذا الغثاء والرثاء والبكاء والإنشاء "الفيسبوكي" في السنوية الـ 65 للنكبة، يبهت أمام هذا القول الأجنبي: "الضربة التي لا تقتلني تُقوِّيني"، أو الفلسطيني "ادفنوا قتلاكم وانهضوا". قبل حقبة السلطة كان الفلسطينيون يعتمدون إحصائيات "الأونروا" عن عدد اللاجئين المنكوبين، ومخيماتهم، وتوزيعهم في بلاد اللجوء. أما بعد السلطة، فقد صار الفلسطينيون يعتمدون إحصائيات "الجهاز المركزي للإحصاء" الفلسطيني، شاملاً المنكوبين ـ اللاجئين، والصامدين ـ الباقين في إسرائيل، والمقيمين في نطاق السلطة.. والشهداء والأسرى.. وأيضاً 49% من سكان فلسطين و15% من مساحة أراضيها. هاكم موجز قراءتي لآخر إحصاء فلسطيني في النكبة الفلسطينية الـ 65: - تضاعف عديد الفلسطينيين 8,5 مرة. - عديد الفلسطينيين في إسرائيل، الآن، يُقارب مجموع عديدهم في فلسطين الكاملة ـ الشاملة. عدّ "الغنمات" يتقارب، وعدّ "الدونمات" يتباعد؟! - نسبة اللاجئين في الشتات إلى مجموع الشعب الفلسطيني هي، تقريباً كنسبة اليهود في إسرائيل من اليهود في العالم نعم، الديمغرافيا الفلسطينية في خير، ولكن الجغرافيا الفلسطينية ليست في خير، لا بنسبة مساحة الضفة الغربية إلى مساحة فلسطين، ولا بالنسبة لمساحة الحيازة الفلسطينية للأرض لا في إسرائيل، ولا نسبة السيادة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية. لا مقارنة بين "الهولوكوست" اليهودي و"النكبة" الفلسطينية. الإسرائيليون يرفضون لأسبابهم المقارنة، ونحن نرفض، أيضاً، لأسبابنا. لماذا؟ "الهولوكوست" بالأجنبية هي "المحرقة" بالعربية وهي "شوآه" بالعبرية.. لكن للنكبة اسم واحد في كل اللغات، كما "الانتفاضة" كما "الفدائيون" سابقاً. هذا، أولاً، ومن ثم، فإن "المصطلح" جزء من صراع "الرواية".. وهذه تقول إن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي هو بين "جيل الصابرا" اليهودي الذي بنى إسرائيل، وجيل اللجوء ـ النكبة، الذي يقود النهضة الفلسطينية.. من الثورة إلى المنظمة إلى السلطة إلى الدولة.. إلى "حق العودة"! النكبة ضربت العمود الفقري للشعب الفلسطيني المزدهر نسبياً على الساحل الفلسطيني: سكانياً، واقتصادياً، وثقافياً، ولكنها لم تقصم ظهره، لأن اللاجئين ـ المنكوبين صاروا عماد كفاح الشعب ونهضته في كل مجال تقريباً.. ومن الكفاح إلى النهضة! أهم شيء أن الصراع في فلسطين وعليها عاد إلى جذره في البدايات: صراع فلسطيني ـ إسرائيلي، لا نزاعا عربيا ـ صهيونيا، ولا صداما إسلاميا ـ يهوديا. هذا يعني أن تقرير المصير الفلسطيني، سواء أكان في إطار كيان دولاني مستقل، أو في إطار دولة واحدة للشعبين، هو الذي يرسم مساراً جديداً لإسرائيل، والمسار الجديد والعسير لإسرائيل هو الذي يؤثّر في رسم المصير الفلسطيني.. ولهذا كتب محمود درويش آخر قصائده النثرية "سيناريو جاهز" عن اثنين ـ شعبين في حفرة! في التقارير الصحافية الأجنبية أن صوت محمد عسّاف يُوحِّد الفلسطينيين، لكن يُوحِّدهم، أوّلاً، أن النكبة 1948 النكسة 1967 ومحاولة إنهاء الانقسام 2007. ها نحن ـ نحن، والمشروع الفلسطيني للكينونة السياسية والدولة هو المشروع العربي والمشروع الدولي، بينما إسرائيل محتارة وتتخبّط بين مشروع توحيد الأرض الفلسطينية المحتلة ومشروع توحيد الدولة لشعبين. سبع سنوات من الانقسام، و45 سنة من الاحتلال، و65 سنة من النكبة، و120 سنة من الصراع "إحنا وإيّاهم والزمن طويل" ـ عرفات. ها نحن ـ نحن. كان اسمها فلسطين وعاد اسمها فلسطين.. من الخيمة إلى المخيم، ومن المخيم إلى المدينة.. ومنها إلى الدولة.. وهذه حاضنة العودة إلى أرض البلاد.   نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النكبة من الخيمة إلى الدولة النكبة من الخيمة إلى الدولة



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon