توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيرك الأميركي: الحصان والنمر؟

  مصر اليوم -

السيرك الأميركي الحصان والنمر

مصر اليوم

  يطرقع المروّض في حلبة السيرك بكرباجه الطويل، ثم يكافئ حيواناته المسالمة آكلة العشب، كالحصان مثلاً، بقطعة حلوى؛ وحيواناته المفترسة، كالنمر مثلاً، بقطعة لحم! مع الاعتذار، هذا تقريباً ما يفعله المروّض الأميركي في ما يشبه السيرك الأمني ـ السياسي، إزاء الفلسطينيين وإسرائيل، هذا إن قفزنا، كالحصان الراقص أو كالنمر القافز من حلقة النيران، عن التشبيه المعتاد. الجزرة والعصا! مباشرة، أمن إسرائيل (النمر) وتقرير المصير الفلسطيني (الحصان)، أو تطوير المعادلة القديمة: مفاعل بوشهر في مقابل إخلاء مستوطنة "يتسهار".. إلى: القنبلة الإيرانية في مقابل الدولة الفلسطينية. تقول أميركا إن هذا العام، أو الذي يليه، هو الحاسم في مسألة "نوافذ الفرص" أمام "حل الدولتين"؛ وتقول إسرائيل إن هذا العام (الصيف أو الخريف) تجتاز فيه إيران "الخط الأحمر" في مشروع القنبلة، وبعده يصل المشروع "نقطة اللاعودة". "نقطة اللاعودة" في الحل بدولتين، وكذا في منع إيران من اجتياز العتبة النووية، وخلال شهرين سيقدم جون كيري خطته لتدارك وصول حل الدولتين نقطة اللاعودة، بينما بين جولة وأخرى من جولات كيري، يزور زميله وزير الدفاع، تشاك هاغل، إسرائيل ودولا في المنطقة مع "قطعة كبيرة" من اللحم لأمن إسرائيل أوَلاً، وبعض دول الخليج ثانياً. إسرائيل متخمة بالسلاح الأميركي المتقدم، ولكنها مثل أبطال المصارعة الترفيهية في برنامج "روو" حيث يقول المصارع المنتصر "أطعموني المزيد". صفقة الـ 10 مليارات دولار من السلاح التي أعلن عنها هاغل قبل وصول إسرائيل، ستفيد مصانع السلاح الأميركية وتقلل البطالة هناك، وستحصل أميركا على ثمن السلاح للسعودية والإمارات نقداً (كاش)، وأما إسرائيل فستحاول جعل ثمن حصتها الأكبر من السلاح على حساب المعونات الأميركية، المقدرة بعشرة مليارات دولار خلال عشر سنوات. في جزء الصفقة المتعلق بإسرائيل بعض ما تحتاجه للعمل العسكري المنفرد ضد إيران، مثل طائرات مُحسّنة للتزوُّد بالوقود، وطائرات نقل جنود تحلّق كحوّامة (هليوكبتر) وتطير كطائرة قتال. لكن، ليس فيها قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات، حيث أقام الإيرانيون منشآت نووية في جوف الجبال. هل لاحظتم أن الرئيس أوباما، ووزير خارجيته كيري، ووزير دفاعه هاغل اختاروا إسرائيل ودولا في المنطقة لأولى جولات الإدارة الأميركية في ولاية ثانية، وهم رجال منسجمون في سياستهم ورؤاهم لمشاكل المنطقة والعالم، وجميعهم أكدوا على المعادلة التالية: أمن إسرائيل ودولة فلسطينية، والأمران معاً جزء من مصلحة وأمن الولايات المتحدة. سنرى في غضون شهور قليلة من هذا العام هل أن "صفقة هاغل" أو قطعة اللحم السمينة لأمن إسرائيل، سوف تشجعها على قبول "صفقة كيري": أمن إسرائيل وترسيم حدودها مع فلسطين؟ واضح أن واشنطن قد تعطي إسرائيل ضوءاً أصفرَ متقطعاً للعمل ضد إيران عسكرياً، إذا قبلت هذه ترسيم حدودها مع فلسطين، لكنها في كل الأحوال سوف تحمي إسرائيل من تبعات هجومها المنفرد على المشروع النووي الإيراني، إذا ردّت طهران "ردّاً مزلزلاً" على إسرائيل كما يقول قادة الجيش الإيراني بلسان طويل وعضلات أمنية صغيرة. تقول إسرائيل إنها ردعت "أو قادرة على ردع، "حزب الله" و"حماس"، وسورية مشغولة بنفسها (والعالم مشغول بها) وهي وأميركا مشغولتان بالقنبلة الإيرانية.. ولا تشكل فلسطين منزوعة السلاح مع قوات أميركية فيها، خطراً أمنياً ذا بال على إسرائيل، بل خطرا سياسيا وعقائديا، فيما يرى العالم وبعض إسرائيل أن خطر الاحتلال على إسرائيل هو الأكبر أخلاقياً وديمقراطياً وديمغرافياً وسياسياً. "صفقة هاغل" لا تعني الفلسطينيين، فهي لا تقف على الحواجز لترمي قنابل الغاز، ولن تستعمل في إعادة احتلال مدن الضفة، لكن "صفقة كيري" المربوطة بها هي ما يعني الفلسطينيين. قطعة لحم إضافية للنمر الإسرائيلي ليقفز في دائرة النار.. ولكن تحت إيقاع كرباج المروّض الأميركي، وقطعة حلوى للحصان الفلسطيني على أن يبقى في السيرك الأميركي إلى جانب النمر؟! "عُصفوران بحجر"؟ تعقيبان على عمودي 24 و23 رداً على عمود 19 نيسان: Rana Bishara: ضربت عُصفورين بحجر. مارست الديمقراطية بحق وارتحت قليلاً من كتابة الأعمدة. تحيّتي. Lama Hourani: هذا ما عوّدتنا عليه دائماً أستاذ حسن، أن تنشر تعليقات وردود قُرائك حتى لو اختلفتم بالرأي. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيرك الأميركي الحصان والنمر السيرك الأميركي الحصان والنمر



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon