توقيت القاهرة المحلي 21:48:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سورية الظالمة.. سورية المظلومة ؟

  مصر اليوم -

سورية الظالمة سورية المظلومة

حسن البطل

لعلّني "خبّصت" بالأمس في عمودي المُعَنْوَن: "الحل هو الانحلال".. فهل "أُخبّص" في الشأن السوري المُعقَّد بين: البلد، النظام، الحزب، الجيش.. والشعب أولاً؟ مع بداية التمرّد الشعبي السلمي في آذار 2011 بمدينة درعا، يجوز القول إنها فاصلة بين سورية الظالمة وسورية المظلومة. كيف؟ أخضع حافظ الأسد الحزب والنظام والجيش لمصلحة البلد، فحوّل سورية من "لعبة" إقليمية ـ دولية إلى لاعب عربي وإقليمي ودولي. بهذا، لم يأت أقوى وأطول رئيس حكم سورية بجديد في سياسات الدول، وباستثناء خلافات حزبية حسمها الجيش، وتمرد في مدينة حماة، فقد نعمت سورية بأطول فترة هدوء وأثرى فترة تنمية.. وأطول فترة "الاعيب" سورية قاسية في دول المحيط، لم تستثن من جيران سورية سوى أطول فترة هدوء مع إسرائيل في الجولان. لا يجوز الاستخفاف بمنجزات الأسد الكبير، فقد جعل من سورية البلد العربي الأكثر توازناً نسبياً في فروع اقتصاد الدولة. زراعة، صناعة، تجارة.. وسياحة، خلاف معظم البلاد العربية، يكفي القول إن سورية دفعت ثمن السلاح السوفياتي ـ الروسي أنسجة وملابس جاهزة وأحذية وصناعات تكميلية وتحويلية، حتى اكتفت سورية بالقمح وصدّرت منه، وضارعت صناعة النسيج والملبوسات مثيلاتها.. حتى الأوروبية. الآن، يستخفون، ربما بغير حق، بإنجازه الآخر في شعار "التوازن الاستراتيجي" و"الممانعة" و"دعم المقاومة"؟ نعم، "لعب" الأسد في الساحة الفلسطينية بقسوة؛ وبقسوة ودهاء أكبر لعب بالساحة اللبنانية، حتى روّضها (حتى اغتيال رفيق الحريري)، وعمل "وحدة" قصيرة مع العراق ثم خيّره "إما حبّ (وحدة) وإما حرب".. فحارب مع إيران ضد العراق، ثم حارب مع أميركا ضد العراق، وعقد "حلفاً استراتيجياً" مع إيران، ولعب بالمسألة الكردية في تركيا، ثم هادنها وسلّمها عبد الله أوجلان. الآن، يبدو أن جيران سورية يردون "الرجل" لها وأشقاء سورية، أيضاً، خصوصاً دول الخليج، وشهدت علاقات سورية مع فرنسا (وأوروبا) وأميركا تحوُّلاً من علاقات حسنة إلى سيئة. الناس فهموا "التوازن الاستراتيجي" مع إسرائيل فهماً مجزوءاً وقاصراً، فلم يكن توازناً في التسليح، بل توازناً في الاستراتيجية. ما هي استراتيجية "التوازن الاستراتيجي"؟ هي علاقة جيدة مع الاتحاد السوفياتي ثم مع روسيا الاتحادية (ودول البريكس) ولكنها أولاً تحالف متين ومديد مع إيران كقوة وازنة، ومع "حزب الله" كذراع، وكذا "حماس" قبل انقلابها على دمشق لصالح الخليج.. وفي الوسط سورية ـ الجسد "والمايسترو"! خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية كان هناك "جسر جوي" سوري إلى طهران، ولما استنكر هذا عروبيون وبعثيون، قال الأسد: هذا رهان استراتيجي.. والآن، يوجد جسر جوي إيراني وآخر روسي لدعم النظام وسورية البلد.. وحزام صواريخ أرض ـ أرض من طهران إلى سورية ولبنان، ونقل إيران تكنولوجيا الصواريخ الكورية، ثم تعديلها، ثم تزويد سورية بها، ثم تعديلها في سورية، وتزويد "حزب الله" بها. ما الذي كان ينقص سياسة "التوازن الاستراتيجي"؟ خطوة ذكية سياسية سورية لحل مشكلة الجولان، من "وديعة رابين" إلى قمة شبيرزدتاون، إلى الوساطة التركية بين سورية وإسرائيل.. لكن، تردّدت سورية لأسباب، وتردّدت إسرائيل لأسباب. ليس نكاية بالفلسطينيين والمنظمة وعرفات العنيد و"فتح" و"استقلالية القرار"، فضّل الأسد ـ الابن التحالف مع "حماس" ولكن عن حساب أن يكسب حتى "الإخوان المسلمون" الذين حاربهم في حماة (مبالغات في عدد ضحاياها خلال تمرد 1981). الإخوان، والشيوعيون، والعروبيون البعثيون، والقوميون السوريون، جميعهم أحزاب "فوق قطرية" وجميعهم لهم وجود في تيارات سورية السياسية، وأما الناصريون فهم "تيار" واسع وفضفاض. البعثيون انقسموا بين سورية والعراق وفي سورية، أيضاً، والقوميون السوريون في لبنان انقسموا بين مؤيد للنظام ومعارض له، والناصريون كذلك، والشيوعيون، أيضاً.. إلاّ الإخوان المسلمين، وهم أعدى أعداء القطرانية العروبية، ورأس التمرد ـ الثورة المسلحة في سورية. .. ومن ثم، صارت سورية الظالمة مظلومة بالتدخل الخارجي والإقليمي، وانقسام طوائف ومذاهب وقوميات شعبها، ولو أن الحرب الأهلية تبدو علمانية ـ دينية، عربية ـ قطرانية، إسلامية ـ عروبية. الهدف هو فصل الجسم السوري عن الركيزة الإيرانية وعن الذراع الصاروخية في أيدي "حزب الله"، أي احباط "التوازن الاستراتيجي" ولو بثمن تدمير سورية نظاماً وجيشاً وحزباً.. وبلداً بشكل خاص. نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية الظالمة سورية المظلومة سورية الظالمة سورية المظلومة



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon