توقيت القاهرة المحلي 17:39:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رباعيات.. سياسية؟

  مصر اليوم -

رباعيات سياسية

حسن البطل

أم كلثوم شدت ببعض رباعيات الخيام عن الحب، وهناك أهزوجة ثورية فلسطينية عن الحرب اسمها "ع الرباعية". لا بأس أن يقودنا هذا إلى نوع غريب من الرباعيات السياسية. صحيح، أن أوسلو صبية ـ عجوز في العشرين من عمرها، لكن عشرين سنة أوسلوية ملأى برباعيات ذات صلة، مباشرة أو غير مباشرة، بالمسألة الفلسطينية. مثلاً، وزير الخارجية جون كيري هو رابع وزير منذ أعلن الوزير (الجنرال) كولن باول تشكيل رباعية مدريد، أو أذكركم: كولن باول، كوندوليزا رايس، هيلاري كلينتون.. وجون كيري! أيضاً، فالرئيس باراك أوباما، وهو الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة، هو، أيضاً، الرئيس الرابع الأميركي الذي يبيعنا آمال حل منذ ترؤس الرئيس بوش ـ الأب مؤتمر مدريد. تذكرنا رباعية وزراء الخارجية ورؤساء الولايات المتحدة، برباعية أخرى ستكتمل قبل شهر من زيارة رئاسية أميركية تتضمن 5 ساعات في رام الله، ورباعية أوباما (أي أطرافه الأربعة) هم: الرئيس، وزير خارجيته جون كيري، وزير دفاعه تشاك هاغل.. إضافة إلى نائبه (في الولايتين الأولى والثانية) جو بايدن.. ويقولون في أميركا إنها رباعية منسجمة مع سياسة الرأس/ الرئيس! يقولون إن المستر كيري، الذي سيكون في معيّة الرئيس خلال زيارته، يتطلع إلى إنجاز اتفاق إسرائيلي ـ فلسطيني خلال أربع سنوات من ولاية الرئيس أوباما الثانية، وأن هذا الاتفاق هو "مهمة حياته المقدسة".. ها قد وصلنا إلى رباعية خامسة في ولاية الرئيس الـ 44؟ ما الذي جعلني أستذكر هذه الرباعيات؟ ربما تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، وهي عضو رابع في الرباعية، الذي أكد حق فلسطين ـ دولة مراقبة في "المشاركة الكاملة" في المؤتمرات الدولية بصفتها دولة. ماذا يعني هذا؟ بالنسبة للفلسطينيين فهذه رابع مرحلة منذ خطاب عرفات في الجمعية العامة 1974، ومشاركة المنظمة في اجتماعات الجمعية العامة كأول حركة تحرر وطني، إلى استبدال عبارة plo على طاولة الوفد بعبارة فلسطين، فإلى منعطف 29 تشرين الثاني 2012 باجتياز "دولة فلسطين" التصويت بنجاح في الجمعية العامة، ومن ثم عضويتها في منظمة "اليونسكو".. رغم أنف حلفاء ميكرونيزيا وبالاو! ماذا يعني هذا؟ بالنسبة لإسرائيل فإن تقرير بان ـ كي مون فتح الباب مشرعاً أمام دخول "الوكالات المتخصصة" للأمم المتحدة، وبخاصة محكمة الجنايات الدولية. بعد فشل الضغط والترهيب يوم 29 تشرين الثاني 2012، قيل إن هذه الدولة أو تلك الدول عرضت "تعويم" ميزانية السلطة/ الدولة بمبلغ مليار دولار، شرط أن تبقى خارج الاحتكام إلى محكمة الجنايات الدولية؟ السلطة رفضت الترغيب بعد أن صدّت الترهيب. الآن، مع تقرير الأمين العام الذي أكد على "حق" فلسطين في "المشاركة الكاملة" صار في حزام رئيس السلطة الفلسطينية مسدس سياسي مرخّص رخصة شرعية دولية باستخدامه في الوقت الذي يراه.. فإذا فاوض وضعه على طاولة التفاوض! ماتت رباعية كولن باول، أو أنها في غيبوبة شارونية، علماً أن الرباعية كانت وسيلة الولايات المتحدة لتأليف حلف دولي ـ عربي ضد العراق، فهي كانت تعقد اجتماعاً خاصاً كل شهر على مستوى وزاري، ثم صار الرباعيون يلتقون لماماً على هامش مؤتمرات دولية بين المناسبة والأخرى.. ويعيدون مضغ العلكة السياسية الممضوغة! لكن، تقرير الأمين العام يذكّر الولايات المتحدة بأنها رئيس مجلس إدارة الرباعية، حيث ثلاثة أعضاء آخرين طوروا مواقفهم من مسألة الدولة الفلسطينية. علماً أن أميركا في زمن م.ت.ف كانت تقول: نعترف بالحكومات لا بحركات التحرر، ثم نعترف بالدول لا بحكومات الحركات.. ثم نعترف بالدول المعلنة، والآن تقول إنها تعترف بالدول عن طريق المفاوضات. سيأتي أوباما لإطلاق المفاوضات من جديد على أن تنتهي على خير عميم خلال أربع سنوات، وإسرائيل ستستقبله بـ "سلة أوباما" من تسهيلات صغيرة، على أمل أن لا يتحول الاحتقان الشارعي الفلسطيني إلى انفجار انتفاضة ثالثة يتطاير شررها منذ أربعة ـ خمسة شهور، أي منذ آخر جولة حرب إسرائيلية في غزة. كانت إسرائيل تصف الانتحاريين الفلسطينيين بـ "قنابل متكتكة".. والآن، فإن انتفاضة ثالثة هي ساعة سياسية متكتكة موقوتة على انفجار لا يشبه انفجار الانتفاضتين السابقتين. انتفاضة ومفاوضات، أو مفاوضات وانتفاضة؟! نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رباعيات سياسية رباعيات سياسية



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon