توقيت القاهرة المحلي 20:37:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. ولليرموك أسماؤه الحسنى!

  مصر اليوم -

 ولليرموك أسماؤه الحسنى

حسن البطل

إذا سألتَ: ماذا في مخيم اليرموك، كأنك سألتَ ماذا في سورية، إذا سألت ماذا في سورية كأنك سألت ماذا في العالم العربي. عن أحمد الزعتر - أحمد العربي، قال درويش: "كان المخيم جسد أحمد. انظر الى جسد مخيم اليرموك ماذا تجد؟ إذا نظرت الى جدران بيوت المؤمنين - المسلمين، أو المسلمين - المؤمنين، ستجد أسماء الله الحسنى في إطار على الجدار، لكن إن نظرت الى جدران بيوت المخيمات.. ماذا ستجد؟ وإن نظرت الى أسماء شوارع المخيم ماذا ستجد؟ وإن نظرت الى مباني ومدارس ومساجد المخيم ماذا ستجد؟ المخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، وعلى جدران بيوته ستجد صورة القدس تتوسطها القبة المذهبة، والى جانبها صورة شهيد، صورة قائد شهيد، ولا يخلو بيت في المخيم من شهيد. المخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، وعلى آرمات شوارع المخيم ستجد: شارع فلسطين، شارع عز الدين القسام، شارع صفد، شارع لوبيا، شارع العروبة أيضاً (لم تفتح معي صورة غوغل لمخيم اليرموك). المخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، واذا نظرت الى اسم مسجد مجزرة القصف بالطيران، ستجد اسم مسجد الشهيد عبد القادر الحسيني، وهناك ايضاً مدرسة ترشيحا، ومدرسة الفالوجة. وجميع اسماء المدارس هي اسماء من المكان الفلسطيني، او زمان الفتوحات العربية الاولى. المخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، وليس صدفة أن يحمل المخيم اسم اليرموك، أو تحمل احياؤه وأزقته رائحة الطبيخ الفلسطيني وأسماء قرى ومدن فلسطين. ".. ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" وللمخيم اسماء فلسطين الحسنى وهو يُدعى بها: شارعاً شارعاً، مسجداً مسجداً، قرية قرية، مدرسة مدرسة.. وشهيداً شهيداً على نحو خاص. فقد سقط عبد القادر الحسيني في معركة القسطل، وسقط أحفاد - أحفاده أمام / وفي مسجد يحمل اسمه في مخيم اليرموك، وفي المخيم مقبرة شهداء فلسطين - من كل فلسطين، وهناك قبر ابو جهاد. كنت في جامعة دمشق، وكان لي صديق أكبر عمراً مني في الجامعة، وكان الصديق من مدينة حماة، وحكى لي شيئاً من ذاكرة طفولته في مدينته: باصات تجوب الشوارع بعد صلاة الجمعة، ويصدح منها ميكروفون ينادي: الى فلسطين .. الى فلسطين. وكان بعض الشباب والرجال يتركون حوائج البيت من أيديهم الى اولادهم، ويركبون الباصات .. ذهبوا الى حرب فلسطين، عادوا، ولم يعودوا منها. * * * كنت في بيروت خلال الحرب الاهلية، وقال لي فلسطينيون من اليرموك أن بنات الشام، وبنات حيّ ابو رمانة والجسر الابيض، يذهبن الى شارع لوبيا وشارع صفد (أكثر شوارع المخيم، بل دمشق، حركة ونشاطاً) ليشترين آخر صيحات الموضة، وأحسن سراويل الجينز، لا يجدن مثلها في شارع الصالحية الدمشقي. الآن، قرأت ان صبية فلسطينيين من المخيم المنكوب يسيرون على غير هدى في شوارع دمشق الراقية، ابو رمانة وسواه، وينامون على ارصفة الشوارع، متدثرين بالصحف وعلب الكرتون المقوى. في المثل الشامي السائر ان "بَرْد الشام يقصّ المسمار" وقبل ان يغدو مخيم اليرموك بوابة لحسم "معركة دمشق" استقبل عشرات الآلاف من السوريين، وفتح لهم البيوت، والمدارس، والمساجد، ووزع عليهم الاغطية، وايضاً الوجبات الساخنة. * * * "لله الأسماء الحسنى فادعوه بها" وللمخيم أسماء فلسطين الحسنى يدعى بها، والمخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، و"كان المخيم جسد أحمد" في قصيدة محمود درويش، وكان المخيم، ايضاً، في جسد احمد درويش، شقيق محمود. قال عن مخيم اليرموك قصة المخيم واللجوء والمنفى: "لا يلتقي نازحو مخيم مع نازحي مخيم إلاّ في مخيم! * * * من مخيم عين الحلوة لجوء الى مخيم اليرموك، ومن مخيم اليرموك لجوء الى مخيم عين الحلوة.. وكان شاكر العبسي أداة المؤامرة على مخيمي البداوي ونهر البارد، والآن احمد جبريل والجيش الحر، ومجاهدو الشيشان والافغان من حاملي السواطير أداة المؤامرة على مخيم اليرموك. * * * وللمخيم أسماء فلسطين الحسنى، ولجنود المخيم في جيش التحرير أسماء مواقع الحروب العربية الغابرة: قوات حطين. قوات بدر. قوات اليرموك. قوات عين جالوت. قوات القادسية. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ولليرموك أسماؤه الحسنى  ولليرموك أسماؤه الحسنى



GMT 20:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 20:07 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الحكماء الثلاثة

GMT 20:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

لا مؤاخذة: الفستان

GMT 19:50 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فرصة ذهبية لاستعادة شعبية الحكومة

GMT 19:49 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

يومان فى بلد الأسطورة

GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon