توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تنسوا البدايات ؟

  مصر اليوم -

لا تنسوا البدايات

حسن البطل

تقريباً، "طالع ديني" من موجة انفلونزا هي شيء من قنوط وحبوط وهبوط تسود صفوفنا. مثلاً، منذ سنة وشوية شهور والقيادة تدرس خطوات طلب العضوية. لا بأس أن نتردّد ونتأنّى، لكن ليس أن نسأل: ما قيمة هذه الخطوة! إسرائيل، منذ قرابة العقدين، وهي تدرس توجيه ضربة إجهاض للمشروع النووي الإيراني، وهي تتردّد وتتأنّى، أيضاً. وهناك، يتساءلون: ما جدوى الضربة في تأخير المشروع أو حثه عملياً. من القنوط والحبوط والهبوط أن يتساءل البعض منا عن جدوى السلطة وحتى الدولة، بل والمشروع الوطني، مع السخرية من شعار "لا وصاية، ولا احتواء ولا تبعية" والذهاب إلى خيار الذوبان الفلسطيني بإسرائيل تحت عباءة الدولة الواحدة. لا تنازل عن عودة اسم "فلسطين"! التقطت، أمس، تغريدة على "الفيسبوك" من الصديق المشاكس زكريا محمد. يقول: أنا شخصياً بدي أعيد الساعة إلى الوراء، إلى ما قبل وجود إسرائيل.. حدّ عنده مانع (..) بدنا نعيد الساعة إلى الوراء. هذا هو هدفنا. مش عاجبكم؟! ارحلوا". لا تعود الساعة إلى الوراء، ولا الجنين إلى رحم أمه، ولا حركة التاريخ طبعاً. مع ذلك، يمكن العودة إلى البدايات الأولى لانطلاقة العمل الفدائي، التي اصطدمت بعنف بهزيمة حزيران.. ثم لم تنتكس بعدها. السؤال: بأية شجاعة ونبل وحلم عريض حمل الفدائيون البنادق لتحرير فلسطين، بعدما هزمت إسرائيل جيوش الأمة، وهم يحلمون بتحرير حيفا ويافا وعكا؟ السؤال: بأية حكمة بعد قصور حرب أكتوبر 1973 وضعنا مشروعاً بدا واقعياً لتأسيس سلطة وطنية.. ثم بأية حكمة وحلم أعلنا الاستقلال في العام 1988. حسناً، نحن لسنا أميركا حيث في العام 1969 أعلن القس الأسود مارتن لوثر كنغ "لَدَيّ حلم" وتحقق حلمه مع رئاسة الأسود باراك أوباما للولايات المتحدة العام 2008. حسناً، نحن لسنا أقوياء عسكرياً كإسرائيل، التي أعلنت بعد حزيران 1967 "ولا شبر يعاد" ووصل المشروع الصهيوني نهر الأردن، كتتمة لحلم بن ـ غوريون بعد قيام إسرائيل بـ "أرض ـ إسرائيل الكاملة"! بأية مفاجأة لإسرائيل، أكبر حتى من مفاجأة العرب لها في أكتوبر 1973، هبّ الشعب في انتفاضة قال عنها الفرنسي ليونيل جوسبان إنها: قادمة من البعيد وذاهبة إلى البعيد؟ يمكن أن تبدو الانتفاضة الثانية انتكاسة للانتفاضة الأولى، خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام (كما يقول الماركسيون). لكن، ماذا حقق الفلسطينيون من ثورة الفدائيين إلى تأسيس أول سلطة فلسطينية في التاريخ؟ كنا، أمام أنفسنا فقط، شعباً فلسطينياً، وصرنا أمام العالم كله وأمام إسرائيل شعباً فلسطينياً. كانوا يقولون: الصراع العربي ـ الصهيوني، وصاروا يقولون: الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ويعترف العالم بحق تقرير المصير الفلسطيني، أكثر من اعترافه باقتراحات للسلام تضم فيها إسرائيل "الكتل الاستيطانية" كأمر واقع. لقد خضنا حروباً سياسية ودموية مع جميع دول الجوار العربي لفلسطين، وها نحن نخوض الحرب على أرض فلسطين ذاتها سياسياً وشعبياً من أجل تجسيد حق تقرير المصير. السلطة الوطنية الفلسطينية ليست جنيناً يعود إلى الرحم العربي، وليست خطأ في التاريخ والجغرافيا ليتم إلغاؤه، ولا تستطيع إسرائيل أن تحتلنا بأكثر مما تحتلنا، ولا أن تلغينا عاملاً في الصراع كما ألغتنا من النكبة حتى انطلاقة الفدائيين الشجعان، ولا أن تضمّ أرضنا وسكانها دون أن تتغير إلى إسرائيل أخرى لا علاقة لها بإسرائيل اليهودية. سنذهب إلى نيويورك هذا الشهر أو الشهر والشهور التي تليه. هذا العام أو الأعوام التي تليه، والعجيب أن إسرائيل تحسب كل الحساب لتغيير إطار الصراع السياسي وجوهره إلى صراع بين دولتين: معلنة دولياً هي فلسطين، وواقعية دولياً هي إسرائيل، لكن البعض منا أصابه الحبوط والقنوط والهبوط. ما بدأ العام 1965 لا رجوع عنه، وما بدأ بعد حزيران 1967 لا رجوع عنه، وما بدأ بعد معركة الكرامة 1968 لا رجوع عنه.. وما بدأ في حصار بيروت، وفي الانتفاضتين، وفي تأسيس السلطة، وفي طلب العضوية لا رجوع عنه. "لم تذهب منافينا سدى" ولا تذهب إنجازات نضالنا سدى. استلهموا روح الفدائيين الأوائل! نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تنسوا البدايات لا تنسوا البدايات



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon