توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"خايفين من إيه"؟

  مصر اليوم -

خايفين من إيه

حسن البطل

علقت في البال عبارة فيسبوكية للصديقة اللبنانية أنديرا مطر، مراسلة إحدى الفضائيات الأكثر ضجيجاً: لو كان الفيسبوك معروفاً إبان الحرب الأهلية اللبنانية.. لكانت مستمرة إلى الآن! أمس، أربعة أو خمسة من رواد المقهى كانوا يتسلّون بأجهزة "آي-فون-5" وما شابه. من رؤوس أخبار عن لقاء اقتصادي دولي في نابلس، استفاضوا في معنى حضور المستثمر الثري رامي ليفي، صاحب المخازن الإسرائيلية الشهير. لا أدري كم واحداً قرأ صحف اليوم التالي عن الموضوع، أو توضيحات حديث الرئيس. ربطوا لقاء "بيت فلسطين" - نابلس بحديث رئيس السلطة إلى القناة الـ٢ الإسرائيلية: تنازل الرئيس، كمواطن ورئيس، عن حق العودة أم لم يتنازل. أطرف ما قيل: حق العودة قرار رباني.. ينتظر من ينفذه؟ أي لا علاقة للشرعية الدولية في حق شخصي، وقانوني، وتاريخي. من الشخصيات البارزة التي حضرت لقاء نابلس، وهو إطار وتمهيد للمنتدى الاقتصادي العالمي - دافوس، السيد عمرو موسى، الذي ربط عربات حديث الرئيس بلقاء نابلس بقطار طلب عضوية فلسطين دولة مراقب في الأمم المتحدة، التي ستكسر الجمود السياسي. في مداخلته أمام المؤتمر، التي تميزت بالجرأة والصراحة، وبتأييد تام لطلب عضوية دولة مراقب، قال عمرو موسى: "خايفين من إيه"؟ يمكن أن البعض خايف على "الراتب" (الماهية) والبعض الآخر خايف على "الثوابت" الفلسطينية التي "تحرسها" غوغائياً حركة "حماس" مثلاً، وكانت تحرسها لفظياً جبهات الرفض الفلسطينية قبلاً (وسورية والعراق وليبيا قبل الانهيار). هناك "ثوابت" دولية أهم حتى من الفلسطينية، وهي الحق البدهي للشعوب في تقرير مصيرها، وهذا الحق هو الاستقلال في دولة معترف بها وبحدودها. لكن، يعرف كل مجرّب في الإعلام، أن العالم يسجّل ما يبدو توضيحات أو "تنازلات" جديدة ويهمل عناصر الموقف القديم، أو "الثوابت". رئيس السلطة الحالي هو آخر رئيس من رعيل قادة (م.ت.ف) الأول، وهو لاجئ من صفد، في حين أن قبالته يقف رئيس وزراء إسرائيلي أميركي النشأة، ووزير خارجية إسرائيلي مهاجر إلى إسرائيل، والاثنان يناكفانه حول طلب العضوية، وحول شروط الدولة. لا أعرف، كإعلامي قديم في صفوف (م.ت.ف)، لماذا ومتى كفّ الفلسطينيون عن نعت "الزمن العربي الرديء" بعد معركة حصارهم في بيروت ١٩٨٢ وحتى انهيار العراق، ثم انهيار المنظومة الاشتراكية.. لأن "الربيع العربي" الذي ألقى بغلالة سوداء على مركزية القضية الفلسطينية إلى سنوات طويلة مقبلة! جاء تصريح الرئيس بينما الانتخابات الأميركية وشيكة، وقرار طلب العضوية جاهز ويخضع للصياغة الملائمة والتوقيت في الطرح، والإسرائيليون سيذهبون إلى الانتخابات بعد شهرين وقليل. رئيس السلطة أعاد فلسطين إلى النقاش العام. هذه معركة "عضّ أصابع" مع الولايات المتحدة، وأيضاً "شدّ حبل" مع إسرائيل، ووسط قلق فلسطيني عظيم على سورية والشعب الفلسطيني فيها، التي انتهزها الإسرائيليون للقول: سنبقى في الجولان إلى الأبد .. ولكن سورية لن تبقى دولةً متماسكةً في غضون شهور أو سنوات. لقد أضاع النظام السوري فرصة مشروطةً لاستعادة الجولان أيام حافظ الأسد. الفلسطينيون لا يضيعون الفرص، فقد انتهزوا الانتفاضة الأولى وانهيار العراق والاتحاد السوفياتي ليصنعوا مفاجأة "أوسلو". لو تأخروا سنوات لبقيت المنظمة تهرم في المنفى، وانشغل العالم بالربيع العربي! الناس الذين ينتقدون رئيس السلطة ينسون قوله في حينه: الاتفاق قد يقودنا إلى دولة .. أو إلى الهاوية، وهو يرى الآن أن ثوابت الحق السياسي الدولي في تقرير المصير الوطني أهم من ثوابت الحق الفلسطيني في العودة. هذه في اليد وتلك على الشجرة، أو في السماء السابعة! بُثت مقابلة الرئيس في التلفاز الإسرائيلي كمقاطع مختارة أولاً، فأثارت زوبعة لم تخمد بعد بثها كاملة في التلفاز المصري .. كان على الرئيس أن يشترط البث الفوري والمباشر. يمكن تلخيص الأمر كالآتي: عائد إلى أرض فلسطين، ولأحفادي أن يعودوا إلى صفد أو حيفا ويافا أو لا يعودوا "نحن وإياهم والزمن طويل" كما كان يقول ياسر عرفات. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خايفين من إيه خايفين من إيه



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon