توقيت القاهرة المحلي 21:39:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

11/11

  مصر اليوم -

1111

حسن البطل

  أنا "واحد منا" و"وفي كل واحد منّا شيء منه" كما تقول عبارة درويش على حجر فوق الكتف الأخضر السندسي الذي يتوكأ على "مسجد التشريفات" في "المقاطعة". كان اسمها فلسطين وصار اسمها فلسطين.. وأيضاً، كان اسمها "المقاطعة" وسيظلّ اسمها "المقاطعة".. ولا تشبه مقاطعة الرئاسة الآن فيزيائياً، ما كانت عليه مقاطعة الرئيس المؤسس، حتى إن تحوّلت مقاطعة السلطة إلى المقر الرئاسي للدولة. أتذكر أنني تذكرت يوم 11/11 كل سنة، وفي السنة الأولى عنونت العمود "يوم من نهارين" وكان أطول أيام سنوات عمري، وسأذهب اليوم إلى "المناسبة" في قصر الثقافة. سيكون "كلام مناسبات" كما قال صاحب العبارة، وسأكون أنا "الوتر"! .. وسأمُرُّ صباح كل يوم ومساء كل يوم في الساحة التي تحمل اسم الرئيس المؤسس (لعلّني من وضع التعبير) حيث أعلى علم على أعلى سارية، وحيث تستعير أضلاع السارية من "الرئيس الرمز" وشماً يستعير من كوفية الرئيس الرمز. أنا "واحد منّا" وزميلي حافظ البرغوثي "واحد منّا" وفي زاويته، أمس، توقع حافظ حصار الرئيس المؤسس، فسأله "لماذا لا تحفر نفق خروج؟" فأجابه "أنا أهرب من نفق؟". سألته قبل ثلاثة شهور من وفاته: هل "المقاطعة" هي قلعة. قال نعم: حتى المتر الأخير. هو توقع حصار الرئيس، وأنا كنت "واحد منّا" مع الرئيس في حصار بيروت. أتذكر نبوءتي بعد أوسلو، قلت لشباب "فلسطين الثورة" وزميلي أحمد عبد الحق يشهد: لن يسمحوا لعرفات أن يكون مؤسس الدولة، ولن يسمحوا له أن يطأ أرض القدس.. سيقتلوه، لأنهم لا يريدون للأسطورة أن تصير أسطورة" أين منها أسطورة صلاح الدين الأيوبي. أنا واحد منّا.. وفي كل واحد منّا شيء منه، وفيّ أشياء عديدة من الرئيس المؤسس: كان هو من "أمر" على ورقة رسمية عام 1977 أن أصير عضواً في الحركة، وكان هو من "أمر" على ورقة رسمية أن أصير مدير تحرير مخوّل لـ "فلسطين الثورة" في إصدارها القبرصي، وكان هو عام 2004، قبل رحيله بثلاثة شهور، من قام باستدراك تعييني مديراً عاما بعدما أهمل البعض التنفيذ.. وكان هو من قالت أمي للفدائيين المتذمّرين منه عام 1968: مش كل واحد بصير زعيم. مش كل زعيم بصير زعيم علينا.. أبو عمار زعيمنا. منذ رأيته، لأول مرة، في بغداد بعد حرب أكتوبر 1973 صار زعيمي، لأنه في مكتب المنظمة حذرنا من تسوية خطيرة مقبلة ومن "الحقبة السعودية" وكان هذا قبل برنامج "النقاط العشر برنامج السلطة الوطنية" استجابة لمتغيرات حرب أكتوبر. صار زعيمي منذ أن كتب بالأحمر على طرف جريدة "فلسطين الثورة" اليومية 1976 تذييلاً توبيخياً يقول: "من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق" بعد أن عنونت الجريدة خبرها الرئيس: تل الزعتر لن يسقط. صار زعيمي منذ أن ضحك مني لما قلت له في مؤتمر عدم الانحياز في هراري ـ عاصمة زيمبابوي: كنتُ أشطب من خطاباتك في سورية قولك "سورية أرض حافظ الأسد". قال: لاحظت هذا.. و"أنتم تفهمونها على الطاير"! يقولون إن الأنبياء بشر يخطئون، فهل أخطأ هو أم أخطأت أنا، عندما عنونت عموداً إبّان "كامب ديفيد 2000" "اقبلها واقلبها"، وعندما عارضت الانتفاضة الثانية المسلحة، ووصفت "الاستشهاديين" بـ "الانتحاريين" خلاف زملائي! هل أخجل إن أفصحت عن هذا الشيء الذي قاله لي في بيروت؟ سألني: "إزّاي تعلّمت" رغم مشكلة السمع عندك؟ قلت: في مدارس عادية. قال: "دَه أنت من معجزات شعبنا" وهو دائماً يقول: شعبي شعب المعجزات؛ شعب الجبّارين! إذاً: أنا جبّار! * * * في اليوم التالي لمواراته الثرى في قلعته، سألت مساعديه: هل أخذتم خزعة من عظامه؟ من لحم جثمانه؟ من شعره؟ قالوا: لا. الآن أخشى أن يصبح موته الغامض ـ الواضح مشكلة بين الفلسطينيين، وشبهات حول اليد القريبة والوسيطة، مع أنه لا حاجة للقتلة إليها. "كان عرفات الفصل الأطول في حياتنا" كما قال درويش، وقال: لا نحتاج بعد إلى قادة عرفاتيين بل إداريين أكفاء يتابعون درب عرفات. * * * ستمطر غداً كما لم تمطر حتى الآن. سيضيئون النصب في ميدان عرفات. سيوزعون جائزة ياسر عرفات. سنتابع درب الرئيس المؤسس إلى تأسيس الدولة. لن نقول أبداً: ما أطول الطريق وما أقل الزاد، وإلاّ نحن لم نعد نحن: شعبي شعب المعجزات. كان رقم السعد عندي (11) لم يعد كذلك منذ ثماني سنوات!   نقلا عن جريدة " الايام الاماراتية "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

1111 1111



GMT 20:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 20:07 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الحكماء الثلاثة

GMT 20:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

لا مؤاخذة: الفستان

GMT 19:50 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فرصة ذهبية لاستعادة شعبية الحكومة

GMT 19:49 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

يومان فى بلد الأسطورة

GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon