توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رهانات «السيسى» الخاطئة

  مصر اليوم -

رهانات «السيسى» الخاطئة

محمود مسلم

يخطئ المشير عبدالفتاح السيسى حينما يعتقد أن بإمكانه وحده تعويض إخفاقات حكومة الببلاوى الفاشلة، أو حين يراهن على مرور الوقت لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية بنفس تشكيل الحكومة أو بتعديلات طفيفة.. ويدير ظهره لإخفاقات وزارة الببلاوى الكثيرة والتى أدت وستؤدى إلى تراجع شعبية النظام الحالى بما فيه «السيسى»، بدليل عودة الإضرابات الفئوية فى توقيت خاطئ دون حلول أو حوار من المسئولين، بالإضافة إلى «خلخلة» الوعى العام المصرى بأمور بعيدة تماماً عن الأهداف الاستراتيجية فى المرحلة الحالية مما يشق حلف 30 يونيو، فهناك خلافات عميقة بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء، وبين وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية، والأحزاب التى تريد نظام القائمة والأخرى التى تبحث عن الفردى، وبين اتحاد العمال ووزير القوى العاملة، بينما الحكومة مشاركة إما بالصمت أو التآمر والبحث عن مصالح وزرائها.. هذا طبعاً بالإضافة إلى الخلاف الشهير بين المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات القريب من الإخوان والبعيد عن ثورة 30 يونيو مع وزير العدل وعدد من مؤسسات الدولة واستخدامه اسم رئيس الجمهورية فى معاركه، بينما الدولة مرتعشة أمام «جنينة شو»، فلا حاسبته عن تجاوزاته ولا حققت مع وزير العدل، ولا أطاحت بالاثنين. يعلم المشير «السيسى» قبل غيره أن د.الببلاوى وعدداً كبيراً من وزرائه اكتفوا بحمل اللقب لزوم البريستيج وليس لديهم النية أو الكفاءة لتقديم جديد للدولة والشعب، كما يعلم المشير أن الأداء الحكومى بشكل عام لا يسير بدرجة إدراك واحدة للمخاطر الحالية، فهناك تفاوت كبير بين الوزراء فى أدراكهم وأدائهم.. كما يعرف «السيسى» أن حكومة الببلاوى تحظى بغضب شديد من الرأى العام الذى يطمح إلى تغيير جوهرى بعد الفشل المتراكم، بدءًا من الإعلام والخارجية والتعليم العالى، إلى الخدمات والاقتصاد، كما فشلت الحكومة بجدارة فى مواجهة الإخوان فكرياً وخارجياً، ولولا وقفة الشعب والجيش والشرطة ومن قبلهم رعاية الله سبحانه وتعالى لهذا البلد العظيم لحدث ما لا تُحمد عقباه بسبب الحكومة العاجزة. من الواضح أن مصر تعيش حالة «سيولة» وتفكك وغياب للرؤية، ويكفى أن أخبار التعديل الوزارى يتم تداولها منذ شهر تقريباً دون تنفيذ، والنتيجة أن معظم الوزراء جمّدوا أنشطتهم الضعيفة أصلاً، بينما اختفى الفعل والكلام عن التعديل، وأخطأ رئيس الوزراء فى تصريحاته كعادته حينما لمح إلى أنه ينتظر استقالة المشير «السيسى» فأوحى إلى الناس بأن الدولة متوقفة على قرار المشير. مما لا شك فيه أن «السيسى» أدار مشهد ما بعد ثورة 30 يونيو بكفاءة كبيرة واستطاع تجهيز الجيش وعودة الشرطة لدورها فى مواجهة مخططات الإرهاب، لكن ثمة أخطاء ظهرت، ورغم إشفاق كثير من الشعب على «السيسى» ودوره فإن التحديات أكبر والأخطاء أخطر من أن يتم السكوت عليها أو تنتظر انتهاء الانتخابات الرئاسية.. فمصر تتفكك وتحتاج حكومة حرب أو على الأقل حكومة واعية ومخلصة.. و«السيسى» لن يستطيع وحده معالجة ثغراتها كما أن الرهان على الوقت من الأخطاء القاتلة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رهانات «السيسى» الخاطئة رهانات «السيسى» الخاطئة



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon