توقيت القاهرة المحلي 11:30:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلام الرئيس!

  مصر اليوم -

إعلام الرئيس

بقلم : سليمان جودة

 الإعلام المكلف بنقل أخبار الزيارات الرئاسية إلى المحافظات، لم يعرف كيف يقدم قرار قصب السكر إلى كل مواطن صعيدى يزرع القصب، من الجيزة فى الشمال إلى إسوان فى الجنوب.. فالهدف ليس مجرد نقل أخبار هذه الزيارات، ولكنه بالأساس إقناع الناس بما يتم خلالها !

والمواطن الذى يتابع زيارات الرئيس، خلال هذه الفترة السابقة على انتخابات الرئاسة، يظل فى حاجة إلى مَنْ يحسبها معه بالورقة والقلم، ليعرف ما الذى بالضبط دخل إلى جيبه فعلاً، وما الذى سوف يدخله.. وهو بالطبع يفضل دخله فى الحالة الأولى، ولو كان قليلاً، على ما سوف يكون فى جيبه نفسه، مستقبلاً، ولو كان كثيراً!

ولكن أحداً فى إعلام الدولة لم يكلف خاطره، ليتناول القرار بهذه الطريقة، التى تخاطب عقل إنسان بسيط لا يريد من أحد أن يتفلسف عليه، وهو يتكلم معه، ولا أن يُغرقه فى تفاصيل لا يفهمها، ولا يستوعبها!

فالرئيس قرر خلال زيارة إلى بنى سويف، ٢١ يناير، رفع سعر توريد طن قصب السكر إلى ٧٢٠ جنيهاً للطن الواحد.. وبحسبة بسيطة فإن دخل كل مواطن يزرع القصب قد زاد بمقدار مائة جنيه فى كل طن!

وبحسبة أبسط.. فإن هذا المواطن نفسه إذا كان يزرع فداناً- مثلاً- وإذا كانت حصيلة الفدان عشرة أطنان، فهو قد حصل على ألف جنيه فى يده بشكل مباشر، فى اليوم التالى للزيارة الرئاسية!

وقد كان الملايين من الفلاحين فى الصعيد يصرخون، منذ وقت مبكر من هذا العام، فى سبيل أن يحصلوا على زيادة فى السعر تعوّضهم، عن ارتفاع أسعار كل شىء يستخدمونه فى الزراعة وفى الإنتاج.. صحيح أنهم كانوا يطمحون فى زيادة بنسبة أعلى مما جاء بها القرار، ولكنها زيادة مشكورة على كل حال!

وكانوا يستغيثون قبل فتح باب التوريد، ولم يكن أحد يسمع لهم، ولا يسأل فيهم.. لا وزير الزراعة.. ولا غير وزير الزراعة ممن يعنيهم الأمر فى البلد!

وكنت أتابع استغاثاتهم، وأتذكر أن محمد على باشا، لما سألوه بعد أن تولى حكم مصر، أوائل القرن قبل الماضى، عن أصحاب الفضل عليه فى منصبه، قال: اثنان لا ثالث لهما: الوالى العثمانى الذى إعتمد قرار تعيينى حاكماً.. ثم الفلاح المصرى الذى يزرع الأرض وينتج!

ولكن يبدو أن مد يد العون إلى الفلاح، ليس على بال أحد، ولو كان على بال أحد، لكان مسؤولونا المعنيون بالزراعة خصوصاً، وبالإنتاج عموماً، قد أدركوا معنى أن يحرص الرئيس الفرنسى- أى رئيس فرنسى- وليس الحالى فقط، على أن يكون أول الذين يسارعون إلى حضور المعرض الزراعى فى كل عام، دون انقطاع، وأول الذين يدعمون الفلاح بكل قوة!

وقد انقطع صوت الدكتور محمود عمارة، وهو يلفت انتباهنا فى كل مناسبة إلى هذه المسألة، وإلى معناها، وإلى نتائجها الهائلة على الإنتاج الزراعى فى فرنسا كلها!

قرار الرئيس لفتة إيجابية منه لا ينساها زارع القصب.. وإعلام الرئيس فى حاجة إلى أن يخاطب المواطن بما يفهمه ويُقنعه!

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام الرئيس إعلام الرئيس



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

GMT 03:41 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

برنامج «إنجيل» متهم بالإبادة الجماعية

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه

GMT 04:46 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور لها

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"أدنوك أبوظبي" يحتفل باليوم الوطني للإمارات

GMT 18:05 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ويفا" يُعلن طرح مليون تذكرة إضافية لجمهور "يورو 2020"

GMT 22:10 2019 الأحد ,14 تموز / يوليو

خطوات تُجنَّبك غرامات سرقة الكهرباء في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon