توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمانة ليلى إسكندر

  مصر اليوم -

أمانة ليلى إسكندر

سليمان جودة

هل صحيح أن الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة البيئة، ممنوعة من الكلام عن موضوع الفحم فى التليفزيون؟!.. وهل صحيح أن المنع صدر إليها من جهات عليا؟! هذا كلام منشور فى صحيفة «الصباح» هذا الأسبوع، وهو كلام أرجحه، لأن الوزيرة تعارض بقوة استخدام الفحم، كوقود، فى مصانع الأسمنت، وترى أن له آثاراً مدمرة على حياة الإنسان. ولكن الواضح أن معارضتها الشرسة للمسألة قد ذهبت أدراج الرياح، بعد أن اتخذ مجلس الوزراء قراراً بالاستخدام، وصمم عليه، ولايزال رئيس الحكومة يقول إنه لا رجعة عن القرار! وإذا كان هناك شىء نحسبه للمهندس إبراهيم محلب، رئيس الحكومة، فى هذا الملف، وفى غيره، فهذا الشىء هو أنه قادر على اتخاذ القرار.. حدث هذا ثلاث مرات حتى الآن: مرة فى قضية مبنى الحزب الوطنى، ومرة فى قضية الفيلم إياه، ثم ثالثة فى حكاية الفحم! غير أن القدرة على اتخاذ القرار، إذا كانت حسنة من حسنات محلب، وإذا كانت سمة من سمات رئيس الوزراء الناجح، فإن لها بقية لابد منها، وهى قدرة صاحب القرار على إقناع الرأى العام بقراره، حتى لا يبدو وكأنه ديكتاتور يتخذ القرار، ولا يعنيه بعد ذلك أن يعارضه أى أحد! وبطبيعة الحال، فإن المبرر، الذى تقدمه الحكومة لاستخدام الفحم، معقول، وهو نقص الطاقة عندنا، وعدم قدرتنا على توفيرها للمصانع، التى تكاد تتوقف عن العمل! من ناحيتى، مازلت على يقين بأن عندنا من الطاقة ما يكفى مصانع الأسمنت ويزيد، ثم يغنينا عن الفحم وغيره، بشرط أن تقود الحكومة حملة جادة، وطويلة النفس، يتعلم منها كل مواطن كيف يكون رشيداً فى استخدام الكهرباء فى بيته، وفى عمله، وساعتها سوف ينزل حجم استهلاكنا إلى النصف! غير أن المواطن لن يكون رشيداً، إذا كان الرشد نفسه غائباً عن الحكومة فى استهلاكها، وإذا كانت الحكومة تضىء الشوارع والطرق نهاراً، وتطفئها ليلاً! والسؤال هو: هل استخدام الفحم يؤثر بشكل سلبى على صحة المواطنين؟!.. وزيرة البيئة تؤكد ذلك، وتقسم على كل كتاب مقدس بأن التأثير خطير ومدمر! وإذا كان هذا هو رأيها، الذى تعلنه فى كل مناسبة، فلابد من احترامه.. لابد.. وإلا فإلغاء الوزارة أفضل، لأن هذا هو صميم عملها، وجوهر مهمتها. وأمام تمسك الحكومة بقرارها، فإن على الوزيرة ألا تستسلم، وأن تخرج علينا وتقول - ما معناه - إنها لاتزال ترفض استخدام الفحم رفضاً مطلقاً، وأن الحكومة لا تسمع لرأيها، وأن الحكومة قد تكون معذورة فى تمسكها بالقرار.. قد.. ولكن هذا ليس معناه أن نضحى بصحة كل مصرى، فى سبيل أن تعيش مصانع الأسمنت! فما الحل؟!.. الحل أن تخرج الوزيرة علينا لتقول، بكل وضوح، إن استخدام الفحم، إذا كان لابد منه، فإن له معايير محددة، وضوابط معينة، وأن هذه هى المعايير والضوابط، التى لا فصال فيها، وأن وزارتها سوف تراقب الالتزام بها، بكل قوة ممكنة، وأنها إذا لم تستطع إلزام المصانع بالمعايير والضوابط العالمية المقررة سوف تستقيل، لتضع كل مسؤول أمام مسؤوليته، لأن صحة كل مواطن يجب أن تعلو، ولا يعلو عليها شىء! على الوزيرة أن تقاوم، وألا تستسلم، وأن تؤدى مهمتها بأمانة، حتى النهاية، وعلى كل صاحب ضمير فى بلدنا أن يساندها، فما أسوأ أن تقاتل الوزيرة، من أجل صحة كل بنى آدم على هذه الأرض، ثم تكتشف أنها تقاتل وحدها! "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمانة ليلى إسكندر أمانة ليلى إسكندر



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon