توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

افعلها يا وزير الكهرباء

  مصر اليوم -

افعلها يا وزير الكهرباء

سليمان جودة

عندما يكون الواحد منا عائداً من مدينة 6 أكتوبر ــ مثلاً ــ ثم يرى بعينيه أن أعمدة الإنارة مضاءة فى منتصف النهار، على طول الدائرى مرة، وبامتداد المحور مرات، فلابد أن يترسخ فى أعماقه يقين بأن بلداً يشكو نقص الكهرباء فى ظل حالة من السفه فى الاستهلاك كهذه فى الشوارع والطرق، إنما هو بلد يستحق ما هو فيه من تراجع على كل مستوى، بل يستحق مسؤولوه المقصرون فى حقه أن نلعنهم فى كل كتاب! وعندما قرأت مؤخراً أن الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، قرر تشكيل لجان للتأكد من إضاءة الأعمدة ليلاً وإطفائها نهاراً توجست خيفة، وتسرب فى داخلى شعور بأن خطوة كهذه، رغم حسن نيتها من جانبه، لن تؤدى إلى شىء، لسبب أساسى هو أن التأكد من هذه المسألة لا يحتاج قطعاً إلى لجان تتشكل وتنعقد بقدر ما هو فى حاجة إلى عقاب رادع يجرى توقيعه، ولو مرة واحدة على المسؤول عن الإضاءة والإطفاء، وبعدها سوف تستقيم الأمور وتمشى وحدها، وسوف ينافس الأداء عندئذ، وعندئذ فقط، فى دقته، دقة ساعات سويسرا فى الدوران! أما قبل ذلك، فسوف تظل الأعمدة مضاءة نهاراً، ومطفأة ليلاً، وسوف نظل نشكو وسوف تتقاضى لجان الجيزة بدلات اجتماع توازى أو تزيد على ما سوف يوفره القطاع لو انتظم فيه الأداء! أذكر مرة أنى كنت فى الولايات المتحدة، وكنت ضيفاً مع آخرين على مسؤول فى مبنى الخارجية الأمريكية، وفى الغرفة التى ضمت اللقاء، لاحظت أن ورقة معلقة على يمين الخارج من الغرفة، وأنها تقول إن على آخر خارج من المكان أن يطفئ الأنوار، وحين هممنا بالانصراف، تلكأت لأرى كيف سيكون الحال، وكان أن رأيت أن آخر منصرف فينا، وكان مسؤولاً كبيراً فى الوزارة، قد وضع كل ما فى يديه من أوراق وكتب، ليتمكن من إطفاء لمبة الحجرة، وقد فعل ذلك بالطبع دون أن يتطلع إلى الورقة، ودون أن يطالع ما فيها، لأن الحكاية تحولت عندهم، وعند غيرهم من الأمم المتطورة، من كلام على الورق إلى «ثقافة» تجرى فى الدم! وأى نظرة مدققة فيما حولك، سوف تكشف لك إلى أى حد غابت عنا ثقافة من هذا النوع غياباً تاماً! راقب أنت أى بيت تدخله، وسوف يتبين لك أن صاحبه يجلس فى الصالون، مثلاً، ويضىء فى الوقت ذاته أنوار المطبخ والسفرة وغرفة المكتب، ثم لا يشعر بأى ذنب يؤرقه، ولا بأى تقصير! وفى حوار للدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء مع «الأهرام»، قال إن إطفاء لمبة واحدة 40 وات فى كل بيت يحل المشكلة الحالية. وليس لهذا معنى إلا أن القصة محتاجة فقط إلى حملة توعية مستمرة، بحيث تنبه كل مواطن بشكل دائم إلى أن عليه أن يقتصد فى إضاءة الأنوار فى بيته، وأن يضىء المكان الجالس فيه فقط، ثم يطفئ ما عداه. ولا أعرف لماذا لا يذهب الوزير شاكر إلى هذا الحل من أقصر طريق ويركز عليه، فهو كله فى يديه، كما أنه ممكن وسهل بدلاً من أن تتسول الوزارة وقودها من «البترول» تارة، أو تستعطف الناس لتقطع عنهم التيار تارة أخرى؟! د. شاكر: الحل فى يديك، وتستطيع إنجازه بحملة منظمة تعرف هدفها وتصمم عليه، وساعتها سوف لا تكون كوزير مسؤول قد نجحت فى تخفيض معدل الاستهلاك وفقط، وإنما ستكون، وهذا هو الأهم، قد زرعت «ثقافة» مختلفة، نحن أحوج ما نكون إليها، فى وجدان كل إنسان! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

افعلها يا وزير الكهرباء افعلها يا وزير الكهرباء



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon