توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتبها الله على «محلب»

  مصر اليوم -

كتبها الله على «محلب»

سليمان جودة

فى أول يوم للمهندس إبراهيم محلب، فى رئاسة الحكومة، قال عن حكومته إنها حكومة حرب، وهو مُسمى أظن أنه أعجب الناس جداً، وأنهم انتظروا من الرجل، ومن حكومته، ولايزالون ينتظرون، أن تتصرف فى شؤوننا العامة بما يقتضيه هذا المسمى فعلاً. وفى اجتماع، أمس الأول، الذى شارك فيه رئيس الوزراء، على مستوى مجموعة الأمن القومى، للنظر فيما يجب أن يكون بعد تفجيرات جامعة القاهرة، لم ينتظر المصريون من المجتمعين، خصوصاً المهندس محلب، شجباً لما جرى، ولا إدانة، ولا وعداً بالصمود، ولا وعيداً بملاحقة الإرهاب أكثر وأكثر، ولا أى شىء من هذا أبداً، وإنما انتظروا شيئاً يقول بأبلغ بيان إن هذه حقاً حكومة حرب، وإن هذه هى قراراتها الحاضرة فى خوض الحرب. انتظرنا من المهندس محلب أن يطلب من الرئيس عدلى منصور توقيع مشروع قانون الإرهاب، الذى لا ينقصه إلا توقيع الرئيس وفقط. فالسؤال الحائر فى فم كل مواطن هو: إذا لم يكن هذا هو وقت إقرار مثل هذا القانون، والعمل به، فمتى يمكن أن يأتى وقته؟!.. وإذا لم يكن سقوط العميد طارق المرجاوى شهيداً أمام جامعة القاهرة، مع زملاء له أصيبوا، هو الإرهاب بعينه، فما هو إذن الإرهاب الذى ننتظره لنقاومه بقانونه، ونتكلم معه بلغته؟! انتظرنا من المهندس محلب أن يخرج بعد الاجتماع ليقول إن هذه دولة كبيرة، وإن حماية كيانها وأبنائها إنما هى مسؤوليته المباشرة، ومسؤولية حكومته، وإنه لن يتراجع عن اتخاذ أى قرار، أو إقرار أى قانون يحقق به هذا الهدف من أقصر طريق، وإن الدولة إذا كانت قد واجهت حرب 73، وانتصرت فيها بشرف، فإننا سوف ننتصر فى حربنا الحالية، بشرف أيضاً، ورجولة كذلك، بشرط أن نكون على يقين تام بأن حربنا الراهنة، التى كتبها الله تعالى علينا وعلى «محلب»، أخطر من 73 دون أدنى مبالغة، لأننا فى أكتوبر كنا نعرف العدو ونراه، بينما هو الآن يتخفى بيننا، ويتحرك فى صورة مصريين فقدوا كل ذرة ولاء للوطن. انتظرنا من المهندس محلب أن يفى بوعده الذى كان قد قطعه على نفسه، قبل أسبوعين، فقال إن إصلاح تخريب الإخوان سوف يكون من جيوبهم.. وإلا.. فمَنْ يا سيدى يتحمل العشرة ملايين جنيه التى هى حجم خسائر جراج جامعة الأزهر، من جراء عنف، وإرهاب، وعبث، وجنون أتباع الإخوان؟! هل تتحملها الخزانة العامة وتدفعها من جيوب الفقراء، أم تدفع «الجماعة» هذا المبلغ، وأى مبلغ مماثل غيره، من جيبها، ومن فلوسها المباشرة؟ انتظرنا من المهندس محلب أن يخرج ليعلن علينا أن الجماعة إذا كانت تواصل إرهابها فى الجامعات، باعتبار أنها فقدت القدرة على ممارسته فى الشارع، وأن الجامعة هى رهانها الأخير، فإنه، كرئيس حكومة مسؤول، لن يتردد لحظة واحدة فى تجميد الدراسة بالجامعات، بل وفى إنهاء العام الدراسى تماماً، إذا ما وجد نفسه مُخيراً بين مصلحة الطلاب فى الجامعات، وبين أمن وطن بكامله، إذ لا مجال للمفاضلة بين هذه وبين ذاك، تحت أى ظرف! انتظرنا هذا، أمس الأول، ولانزال ننتظره، غداً، لأن هذا وحده الذى سوف يفرق، ثم يميز، بين حكومة مضت كانت تتردد، وحكومة جاءت لا يجوز أن يكون للتردد مكان فى ملعبها، لأنها حكومة ثورة فى دولة يتعين أن تتصرف على أنها دولة منتصرة، منذ استفتاء الدستور الذى أخرس كل لسان. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتبها الله على «محلب» كتبها الله على «محلب»



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon