توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتركوا مرسى يترشح!

  مصر اليوم -

اتركوا مرسى يترشح

سليمان جودة

إذا كانت الحكومة قد أقرت تعديلاً فى قانون مباشرة الحقوق السياسية، أو أنها فى الطريق إلى إقراره، بما يمنع مبارك ومرسى من الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأسباب قانونية، فإننى أميل إلى الرأى الذى يراه المحامى الكبير، فريد الديب، بألا نضع الاثنين فى سلة واحدة، وأن نترك «مرسى» يترشح إذا أراد، وإذا كان القانون الطبيعى لا يمنعه! لماذا؟!.. لأنه لا يمكن وضع مبارك مع مرسى فى قائمة واحدة أبداً، إذ الأول تخلى عن الحكم، وكان فى مقدوره ألا يتخلى، ولكنه رأى فى حينه أن بقاءه فى الحكم لا يجوز أن يكون على جسد مصرى واحد، بينما الثانى كان، ولايزال يتسبب فى إراقة دماء أبرياء، لا ذنب لهم فى شىء، إلا أنه يتشبث بحكم أزاحه عنه المصريون، وإلا أن الحكم عنده غاية لا وسيلة! ليس هذا فقط، وإنما كان القاضى، ولايزال، ينادى على مبارك فى القفص، وكان الأخير يرد على مسمع من الدنيا، ويقول: أفندم.. أنا موجود! وفى الوقت ذاته، فإن القاضى عندما نادى على مرسى، باعتباره متهماً، شأنه شأن مبارك، فإن رده كان: إنت مين يا عم! هاتان لمحتان لا يجوز أن نمر عليهما عابراً، بل يجب أن نتوقف أمامهما طويلاً، لأنك إذا أردت أن تتعرف على معنى كل لمحة منهما، فسوف لا يكون لهما معاً من معنى سوى أنك تستطيع أن تقول فى مبارك ما تشاء، ولكنك لا يمكن أن تنكر أنه لم يكن يوماً خائناً لبلده، وأنه فى لحظة التخلى عن الحكم تصرف بمسؤولية، وهو ما نرى العكس منه تماماً لدى مرسى! من أجل هذا كله، فإن السماح له بالترشح، إذا شاء، سوف يكون فرصة يعرف فيها حقيقة حجمه، وحقيقة وحجم جماعته جيداً، ويتوقف عن حكاية الشرعية التى يزعمها فى منامه، وفى يقظته، ولا يتوقف عن مضغها كأنها لبانة فى فمه! رجل فاز ـ إن كان قد فاز حقاً ـ بـ51٪ من أصوات الناخبين، فى وقت لم يكن قد انكشف فيه، ولا انكشفت جماعته على ملأ من المصريين جميعاً، ثم على ملأ من الدنيا.. رجل كهذا هل نتوقع له أى قبول، فى أى انتخابات إذا كان قد ارتكب هو وجماعته ما ارتكبوا فى حق كل مصرى، منذ ثورة 30 يونيو إلى اليوم من جرائم؟! إنه إذا رشح نفسه، فلا أظن أن أحداً يمكن أن يمنحه صوته، إلا إذا كان قد أصيب فى عقله بخلل، ولا أظن أن الذين أصابهم هذا الخلل بيننا، يمكن أن يصلوا فى عددهم حداً يفوز به مرشح فى البرلمان، فضلاً عن أن يفوز فى الرئاسة! أعرف، ويعرف غيرى أن مرسى متهم فى ثلاث قضايا، بل ثلاث بلايا، ليس أولاها قتل المتظاهرين يوم 5 ديسمبر 2012 أمام قصر الاتحادية، ولا آخرها أنه هرب مع آخرين من سجن وادى النطرون يوم 28 يناير 2011، بمساعدة غرباء استدعاهم ليدوسوا سيادة هذا البلد بأقدامهم، ثم إنه متهم بالتخابر ضد مصالح بلاده، وهذه بالذات تهمة موثقة بصوته نفسه، ولا سبيل بالتالى إلى نكرانها! أعرف أن هذه هى التهم التى تحيط برقبته وأنه أجدى به أن يتوارى عن الناس مدى حياته، ويطلب رحمة ربه، لا أن يتبجح ويفكر فى الترشح، ولذلك، فهى مرة أخرى، فرصة سانحة ليرى هو وجماعته من خلالها إلى أى حد كفر المصريون بالإخوان، وسيرة الإخوان، وزمن الإخوان، وأى شىء على صلة قريبة أو بعيدة بالإخوان! اتركوه لتكون فيها نهايته الثانية، هو وجماعته سواء بسواء. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتركوا مرسى يترشح اتركوا مرسى يترشح



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 21:26 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 21:24 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon