توقيت القاهرة المحلي 20:26:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حالة حب!

  مصر اليوم -

حالة حب

سليمان جودة

لم تنشغل وسائل الإعلام فى مصر، على مدى أيام مضت، سوى بالاستفتاء على الدستور، الذى كان مفاجأة بأى مقياس، وليست هناك تفصيلة صغيرة فى كل ما جرى، بامتداد 48 ساعة، إلا وكانت الكاميرات تعرضها على الناس، دقيقة بدقيقة! ولكن.. يتبقى شىء ربما لم يتوقف عنده أحد، وهذا الشىء هو الحالة التى عشناها جميعاً، داخل اللجان وخارجها، إنها حالة فريدة من نوعها، ولا مثيل لها فيما سبق، وليس من المحتمل أن نرى شبيهاً لها فى المستقبل بسهولة! إنها حالة حب.. نعم حالة حب.. فالناخب كان يذهب، بل يسارع إلى لجنته، وهو مستغرق فى حالة من حالات الحب لم يعرفها من قبل، وكان يفعل ما يفعله، وهو خارج من بيته، ثم وهو فى سبيله إلى اللجنة، ثم وهو واقف على بابها لساعات، كما فعلت أنا من ناحيتى أيضاً، ثم وهو مقبل على الصندوق، كان يمر بهذه المرحلة كلها، بخطواتها كافة، وهو فى حالة من الحب يندر أن يكون قد عاشها فى أجواء مماثلة فيما سبق من سنين! والقضاة فى اللجان كانوا يتطلعون بدورهم إلى الناخبين من خلال الحالة نفسها، وكان كل واحد فيهم يتطلع إلى الناخب أمام صندوقه، أو إلى الصفوف مُتراصة أمام باب كل لجنة، وهو، أى القاضى، مبتهج بحالة على بعضها، ثم وهو سعيد بها، غارق فيها. ولم يكن الموظفون أمام الصناديق، وإلى جوارها، منفصلين عن هذا الجو العام أبداً، وإنما عاشوها بكاملها، وكانوا يتعاملون مع كل ناخب، كما رأيت بعينى، وكأنهم فى يوم عيد، ومن واجب كل مواطن، فى يوم كهذا، أن يُشع البهجة إلى الآخرين. وفى إطار الصورة ذاتها، كان أفراد الجيش والشرطة العظام، سعداء بالحالة نفسها، من أولها إلى آخرها، وكنت على مستواى أتطلع إلى عين كل فرد فيهم، وأتعمد ذلك، وأحاول أن أقرأ ما فى أعماقه، ثم أتوقف عند ملامح الوجوه، لأراها هى الأخرى، فأشعر بشكل مباشر بأنه ما من جندى وقف بكل انتباه عند باب كل لجنة، وما من ضابط تأهب فى وقفته إلا وكانا، الجندى والضابط معاً، جزءاً أصيلاً من حالة الحب بكل فيضانها خلال يومين! حالة متكاملة، ساهم الجميع، دون استثناء، فى نسج خيوطها، بحيث بدت فى غاية المطاف، فى هيئة لوحة تتناغم كل جزئية فيها مع سائر الجزئيات، فلا تحس، وأنت تتفرج عليها، بأى تناقض، أو نشاز، أو تنافر. حالة فعلاً، وهى لم تكن حالة وفقط، ولكنها كانت، ويا للعجب، حالة حب يظللها طقس سياسى ممتد، من أسوان إلى الإسكندرية، شاملاً طول البلاد وعرضها بعنفوان فوار. وكان الأغرب فيها، إجمالاً، أن المصريين الوطنيين، الذين استقروا فى عمق هذه الحالة، لم يفعلوا ذلك، جرياً وراء مغنم، فلم يكن هناك مغنم من أى نوع لأى مواطن، وإنما فعلوه لأنهم أحسوا بفطرة عندهم لا تغيب، بأن بلدهم ينتظرهم هناك، على ناصية كل لجنة، ملوحاً لهم بيديه، منادياً إياهم، بأن هذا هو يومهم معه، وهذه هى لحظتهم، فخرجوا مندفعين، وكانوا، عن حق، عند حُسن ظن الوطن بهم، كنا أمام وطن يعانق أبناءه. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة حب حالة حب



GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon