توقيت القاهرة المحلي 08:25:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صورة تجعلك تنزل مطمئناً

  مصر اليوم -

صورة تجعلك تنزل مطمئناً

سليمان جودة

الطريقة التى جلس بها المدعوون إلى لقاء الفريق أول عبدالفتاح السيسى، يوم السبت الماضى، لم تستوقف أحداً منا، رغم أنها جديدة تماماً، ورغم أن فيها «رسالة» قوية لكل متابع لأحداث مصر، داخلياً، وخارجياً، ثم إنها، من حيث معناها، تجعلك تخرج صباح اليوم، وصباح غد، إلى صندوق الاستفتاء على الدستور، وأنت مطمئن بنسبة مائة فى المائة، على نفسك، وأيضاً على بلدك. فمن قبل، وفى أى لقاء مماثل، مع أى مسؤول كبير فى الدولة، كنت أنت تلاحظ أن رجال السياسة جلسوا فى جانب، وأن ضباط الجيش والشرطة أخذوا ركناً فى القاعة، وأن الفنانين اصطفوا فى ركن آخر، وأن المثقفين حجزوا مقاعد متجاورة، وأن... وأن... إلى آخره! إلا هذه المرة.. ففى كل لحظة، كانت الكاميرا تتجول بين أرجاء القاعة، كانت عيون مشاهدى التليفزيون، تقع على مشهد لم يسبق لها أن رأته هكذا. كنت ترى إعلامياً إلى جوار جندى، ثم ترى ضابطاً إلى جوار سياسى... وهكذا... وهكذا... وقد بدت صورة القاعة، فى إجمالها، فى النهاية، وكأن يد فنان مبدع قد امتدت إليها، فنسجتها على ما بدت عليه! والمؤكد أن شيئاً كهذا لم يحدث بالصدفة، ولا جاء عبثاً، وإنما هو شىء قد تم ترتيبه فى الغالب بعناية، وهو مع ذلك، لم يكن فيه أى نوع من التعسف فى ترتيب جلوس الحاضرين، ولكنه جاء بطبيعته تعبيراً عن واقع حال. فما هى «الرسالة» التى إذا لم تكن قد استوقفت إعلامنا، فلابد أنها استوقفت آخرين، خصوصاً خارج الحدود؟! الرسالة هى أن مصر تمتاز بشىء فى علاقة شعبها بجيشها، لا يكاد يكون موجوداً أو متاحاً فى أى بلد آخر، وهذا الشىء هو ما بدا بكل وضوح فى اختلاط وامتزاج الحاضرين جميعاً، على ذلك النحو الفريد! وإذا كان هناك من لايزال يراهن على أن يسعى بالوقيعة بين شعب مصر وجيشها، فإن منظر القاعة، فى يوم اللقاء، يجعل مثل هذا الرهان، من قبيل عشم إبليس فى الجنة، ويجعل أصحاب هذا الرهان يشعرون، فى كل مرة يراهنون فيها، وكأنهم يصطدمون بحائط صلب، أو كأنهم يضربون رؤوسهم فى جبل المقطم! أظن أن الذى رتب الجلسة بتلك الطريقة رجل صاحب عقل، وأظن أيضاً أنه يستحق وساماً، فهذا الرجل، الذى لا أعرفه، قال بالصورة ما تعجز آلاف الكلمات عن النطق بها وتوصيله إلى كل ذى عينين. ويتبقى بعد ذلك أن نقول إن القاعة، إذا كانت قد ضمت رجلاً صاحب قامة مثل عمرو موسى، أو رمزاً سياسياً مثل المهندس حسب الله الكفراوى، على سبيل المثال لا الحصر، فإن فى هذا أيضاً «رسالة» لابد أن نعيها جيداً، وهى أنه ليس كل من عمل مع «مبارك» كان سيئاً أو فاسداً، وإنما كان هناك بحكم طبائع الأمور رجال عملوا معه، خدمة للوطن، لا لنظام حاكم أياً كان. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة تجعلك تنزل مطمئناً صورة تجعلك تنزل مطمئناً



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon