توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حصيلة يوم!

  مصر اليوم -

حصيلة يوم

سليمان جودة

أعلنت الحكومة الكندية، صباح الخميس، أن جماعة «إمارة القوقاز» التى نفذت عملية إرهابية فى روسيا مؤخراً، جماعة إرهابية، بكل ما يستتبع ذلك من مصادرة أموالها، وحظر نشاطها، وملاحقة عناصرها فى كل مكان. وسوف نلاحظ هنا شيئين أساسيين: أولهما أن كندا ليست هى الدولة التى وقع الإرهاب على أرضها، وإنما تصرفت هى من منطق إنسانى مجرد، يجب ألا يقر بوجود الإرهاب كفعل، أو يسكت عن مرتكبيه، فى أى ركن من أركان الأرض، وثانيهما، أن ملف هذه الجماعة الروسية، التى يسمع عنها أغلبنا للمرة الأولى، لا مجال للمقارنة أبداً بينه وبين ملف ما ارتكبته وترتكبه الإخوان، كجماعة، فى حق المصريين جميعاً، منذ ثورة 30 يونيو! فليس سراً على أحد، فى مصر، ولا فى خارجها، أن كل مواطن يشعر منذ الثورة، أن الجماعة تعاقبه، كمواطن لا ذنب له فى شىء، من خلال ممارسات مجنونة لبعض أتباعها الهمج، فى أكثر من شارع، وأكثر من ميدان. وحين قرأت، صباح أمس، تصريحاً على لسان المستشار أمين المهدى، وزير العدالة الانتقالية، يقول فيه إن مجلس الوزراء لم يؤسس مركزاً قانونياً جديداً لتنظيم الإخوان، عندما أعلنه جماعة إرهابية، وأن كل ما فعلته الحكومة أنها نقلت إلى الناس وصف النيابة العامة لـ«الجماعة»، فى أكثر من مناسبة، باعتبار أن النيابة هى دائماً ضمير المجتمع. حين قرأت تصريح الوزير، أحسست وكأن الحكومة تريد من خلاله أن تخلى مسؤوليتها عن القرار الشجاع الذى صدر عنها، باعتبار «الجماعة» تنظيماً إرهابياً، يوم 25 ديسمبر الماضى! فما يجب أن يكون مستقراً فى يقين كل عضو فى الحكومة، ثم فى يقينها مجتمعة بكامل أعضائها، أن وصف النيابة العامة لـ«الجماعة» بأنها إرهابية، لأكثر من مرة، إذا كان يعطيها سنداً كحكومة فى عملها، وفى قرارها، فإنها فى النهاية حكومة مسؤولة، وبموجب هذه المسؤولية وحدها، لا تكون فى حاجة إلى أى سند، إلا يقينها نفسه، وقناعتها ذاتها، وإحساسها الصادق بأنها مسؤولة عن أمن البلد، وأهله، وأرضه، وأنها مسؤولة عن اتخاذ ما يضمن ذلك من قرارات. ضحايا جماعة «إمارة القوقاز»، لا يتجاوزون فى عددهم عدد ضحايا إرهاب الإخوان، أمس الأول فقط، فما بالك بضحايا ستة أشهر من العربدة فى الشوارع، دون رادع حقيقى يوقف هؤلاء الإخوان المهاويس عند حدهم، ويجعلهم يفيقون ويدركون أن وطناً بحجم مصر، وفى ظروفها، لا يحتمل أبداً هذا العبث بحياة أبنائه، وأمنهم، ومقدراتهم. وإذا كانت الإدارة الأمريكية، بكل نفاقها، وجبنها، وعجزها، لاتزال تفكر، وتفكر، فى قرار حكومتنا، ولاتزال تعتبر «الجماعة» مسالمة، فهذا شأنها الذى ربما تدفع ثمنه ذات يوم، ولكن علينا، فى المقابل، أن نخاطب العالم، دائماً، وأن نضع أمام أهل العدل والعقل فيه، ممارسات الإخوان فى حق المصريين، ويكفى أن نأخذ صوراً لـ17 مواطناً سقطوا ضحايا إرهابهم، أمس الأول، ثم نقول لكل ذى ضمير فى أرجاء الدنيا: هذا ما ارتكبته «الجماعة» التى ترى أمريكا أنها مسالمة.. وفى يوم واحد! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حصيلة يوم حصيلة يوم



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon