توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رد اعتبار سماوى للسادات

  مصر اليوم -

رد اعتبار سماوى للسادات

سليمان جودة

من الأشياء التى تدعو إلى الدهشة أن يوم إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية، بقرار رسمى من مجلس الوزراء، هو نفس يوم ذكرى ميلاد الرئيس السادات الذى جاء إلى الدنيا يوم 25 ديسمبر 1918، ويشاء الله تعالى أن يكون 25 ديسمبر 2013، هو الذى جرى فيه إصدار ذلك القرار. الأكثر مدعاة للدهشة أن 25 ديسمبر وافق يوم أربعاء، وأن خلع «مرسى» والإخوان، من الحكم، على يد ملايين المصريين، فى 3 يوليو الماضى، كان يوم أربعاء أيضاً!.. وكأن القدر لهم بالمرصاد! غير أن المفارقة الأولى تظل هى الأهم، لأنها تأتى وكأن السماء قد أرادت، من ورائها، أن تعوض الراحل السادات عما ارتكبوه هم فى حقه من جرائم، رغم أنه كان صاحب فضل كبير عليهم! صحيح أن بعض رموز «الجماعة الإسلامية» التى كانت هى الفاعل الأساسى فى اغتيال الرجل، والتى خرجت من باطن «الإخوان» كجماعة أُم، قد ندموا على ما فعلوه.. أقول إنه صحيح أن هذا قد حدث من جانب بعض رموز الجماعة الإسلامية، ولكن إذا كان صحيحاً أن رجالاً فيها، أقصد الجماعة الإسلامية، قد كرروا على مسامعنا مراراً أن قتل السادات كان خطأ فى خطأ، فإن هذا لا ينفى أن الجماعة الأم، أى جماعة الإخوان، قد أساءت إليه مرتين: مرة عندما دفع هو حياته ثمناً لقرار كان قد أصدره، فى بداية حكمه، بأن يعمل الإخوان فى النور، وأن يتحركوا فى المجتمع، فى إطار القانون، فإذا بهم يخططون للسطو على المجتمع كله، وإذا بهم يدبرون من أجل السطو على الحكم ذاته، وليس أدل على ذلك إلا رد فعلهم على ثورة 30 يونيو.. إذ المفهوم، فى العالم كله، أن أى حزب يخسر السلطة، بأى طريقة كانت، فإنه أبداً لا يخرج على المجتمع رافعاً سيفه، وإنما يتقبل ما حدث، بمنطق سياسى بحت، ثم يذهب إلى مراجعة أسباب سقوطه، لعله يتجنبها فيما بعد، وهذا ما لم يحدث مع الأسف، من خلال كل ما نراه يومياً، منذ الثورة، إلى الآن.. إذ لا نرى إلا «جماعة» من الهمج تعربد فى أكثر من اتجاه! وأما الإساءة الثانية، من جانبهم، للسادات، فكانت عندما راحوا يحتفلون بذكرى حرب أكتوبر 73، فى عام 2012، فإذا بمرسى، رئيس الدولة حينها، يأتى بعدد من الذين جرى اتهامهم علناً فى اغتيال الزعيم الراحل، ثم يجلسهم فى منصة الاحتفال! كم كان صعباً، يومها، أن يتقبل المصريون، عامة، والجيش المصرى، خاصة، مشهداً من نوع ما أذيع على العالم من وقائع الاحتفال. كان السادات، ولايزال، هو صاحب قرار الحرب، وكان مع ضباطه وجنوده العظام، هم الذين صنعوا النصر، وهم الذين أعادوا الكرامة المهدرة فى 1967، وهم الذين ردوا لنا الاعتبار، ولهذا، فربما كان التوافق الذى جرى فى 25 ديسمبر 2013، مع ذكرى ميلاده، نوعاً من رد الاعتبار الإلهى إليه، من حيث لم يتوقع أحد! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رد اعتبار سماوى للسادات رد اعتبار سماوى للسادات



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon