توقيت القاهرة المحلي 10:36:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواجهة مع حسن البنا

  مصر اليوم -

مواجهة مع حسن البنا

سليمان جودة

أتابع باهتمام مذكرات الراحل جمال البنا، التى يقدمها الأستاذ السيد الحرانى، فى حلقات أسبوعية، لقراء «المصرى اليوم»، وكانت الثالثة منها منشورة صباح أمس الأول. ولم أستطع أن أمنع نفسى، من المقارنة بين شىء مهم للغاية، جاء فى هذه الحلقة الثالثة، وبين ما كتبه الزميل «نيوتن» على هذه الصفحة، فى الصباح ذاته، متسائلاً - عن حق - عن دور غائب للأزهر، على مدى عقود، من الزمان، فى مواجهة فكر منحرف للإخوان، شاع مع الأسف، لدى طائفة من أبناء هذا الوطن. ذلك أن جمال البنا، يقول فى تلك الحلقة المهمة، إنه واجه ذات يوم، شقيقه حسن البنا، مؤسس الجماعة الإخوانية ومرشدها الأول، بأن الإيمان الذى تدعو إليه «الجماعة» ويقودها إليه حسن البنا، ومن ورائه قادها إليه، مرشدوها السبعة الذين تعاقبوا عليها من بعده، إذا لم يقترن بالإنسان، فى كل لحظة من لحظاته، فهو إيمان يُضل - على حد تعبير جمال البنا - ويضلل الناس. ولا أحد يعرف، كيف غابت هذه الفكرة المهمة للغاية، عن حسن البنا، ثم عن الذين جاءوا من بعده فى «الجماعة»، وعن كل الذين انتموا إليها؟!.. ولا أحد أيضاً يعرف، كيف غاب عنهم جميعاً، أن الإنسان بوصفه إنساناً وكفى، بصرف النظر عن جنيسته، أو دينه، أو لونه، أو أى شىء، إذا لم يكن حاضراً بقوة، فى عمق الدعوة إلى أى إيمان، فلا قيمة لها، كدعوة أبداً، مهما كان علو صوتها، شأن صوت جماعة الإخوان، ومهما كان عدد المنتمين إليها. وربما يكون من الضرورى هنا، أن نشير إلى أن الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، حين رشح نفسه للرئاسة، عام 1992، فإنه طبع برنامجاً انتخابياً وزعه على الناخبين الأمريكان، كان عنوانه: الإنسان أولاً! ولعلك تلاحظ أنه لم يجعل العنوان: «الأمريكى أولاً».. صحيح أنه كان يخاطب المواطن الأمريكى فى الأساس، ولا يخاطب غيره، ولكنه، عن قصد، اختار أن يخاطبه كإنسان فى الأصل، دون أن يتوقف مطلقاً عند ديانته فى المجتمع الأمريكى، أو عند لونه، أو موقعه الاجتماعى، أو أى شىء يمكن أن يميز مواطناً عن آخر. ولعلك تلاحظ كذلك، أن هذا تحديداً، هو كل ما كان يعنى الأمريكان فى مرشحهم للرئاسة، فلم يكن أحد يعنيه ما إذا كان كلينتون يذهب إلى الكنيسة، أو لا يذهب.. يؤمن حتى بربه، أو لا يؤمن.. يضع فى يقينه حساباً للآخرة، أو لا يضع.. هذا كله يظل بين العبد، أياً كان دينه، وبين ربه، ليبقى بعد ذلك، الكيفية التى يتطلع بها إلى كل إنسان من حوله، سواء كان مرشحاً للبيت الأبيض، شأن كلينتون وقتها، أو كان مرشداً لجماعة إخوانية، شأن حسن البنا، أو كان رجلاً يعنيه الإنسان، كإنسان، فى المقام الأول والأخير، شأن جمال البنا. غاب الإنسان، عن فكر جماعة الإخوان، التى جرى تصنيفها جماعة إرهابية مؤخراً، فغاب عنها كل شىء، ولو كان الإنسان حاضراً عندها، منذ أيام حسن البنا، ما كان لها أن تتخبط يميناً مرة، وشمالاً مرات، حتى تنتهى، فى غاية المطاف، جماعة إرهابية يطارد المصريون أتباعها فى كل شارع! الإنسان عندها كان، ولايزال، مجرد وسيلة لتحقيق طموح سياسى، وليس غاية محترمة فى حد ذاته، وهذا فى الحقيقة، هو مأزقها العميق الذى لا تريد أن تتوقف عنده، ولا أن تنتبه إليه، لنجد أنفسنا عند سؤال البداية: أين الأزهر، وهل كان لمثل هذا الفكر الضال، أن يكون له مكان، لو كان الأزهر قد حضر؟! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهة مع حسن البنا مواجهة مع حسن البنا



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon