توقيت القاهرة المحلي 23:55:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قالوا للإخوانى احلف!

  مصر اليوم -

قالوا للإخوانى احلف

سليمان جودة

ماذا بالضبط قدم الإخوان للأمريكان، فى أثناء وجود «مرسى» فى الحكم؟!.. وهل إلى هذا الحد كان «إخلاص» الجماعة الإخوانية للبيت الأبيض، لا لمصر، طوال العام الذى كان فيه البلد تحت الاحتلال الإخوانى؟ ذلك أنك عندما تقرأ فى صحف الأمس أن جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، قد امتلك من الوقاحة ما يجعله يتصل بوزير خارجيتنا، نبيل فهمى، ثم يبدى قلقه من قرار الحكومة باعتبار «الجماعة» تنظيماً إرهابياً، فلا تملك إلا أن تتساءل فى حيرة عن سر هذا الاهتمام الأمريكى بجماعة لا تتوقف عن ممارسة الإرهاب! فوزير الخارجية الأمريكى يشعر بالقلق العميق، بسبب القرار، ومن الممكن ألا يكون قد نام الليل، عندما سمع بالإجراء الذى اتخذته الحكومة المصرية، متأخرة، وكانت وهى تتخذه تستجيب لضغوط شعبية هائلة تتهمها بالتكاسل والتباطؤ! وما كاد قرار تصنيف «الجماعة» على أنها تنظيم إرهابى يصدر، يوم الأربعاء الماضى، حتى كانت «جين ساكى»، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تحتج هى الأخرى، ولم تكن فى احتجاجها أقل وقاحة من وزيرها! ولم تشأ المدعوة «ساكى» أن تتوقف عند هذا الحد، وإنما راحت تستخف بعقولنا، وتقول إن الإخوان أدانوا حادث المنصورة الإرهابى!!.. يا سلام.. وكأن الإدانة دليل براءة! إن كلاماً كهذا يدل على أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مع وزيرها مع رئيسها فى البيت الأبيض قد تجردوا جميعاً من أى ضمير إنسانى، وليس أدل على ذلك إلا أنهم يعتبرون إدانة «الجماعة» لمجزرة المنصورة دليل براءة لها! ولو أن الضمير الإنسانى الذى تجردوا منه هناك قد استيقظ لديهم، ولو للحظة، فسوف يكتشفون أن هذا هو دأب الإخوان طول الوقت، وأنهم منذ ثورة 30 يونيو، التى تركتهم عرايا أمام المصريين والعالم، لا يتركون فرصة يتم فيها ارتكاب عنف على أيدى أتباعهم، إلا ويخرجون علينا، على الفور، بإدانة ما حدث، وهى كما ترى مسألة سهلة للغاية، وربما يكون أقرب الأمثال الشعبية تعبيراً عن هذا الوضع عندنا، هو المثل الذى يقول: قالوا للحرامى احلف.. قال جاء لك الفرج! وقد يكون السفير مخلص قطب، مساعد وزير الخارجية الأسبق، هو أكثر الذين توقفوا بيننا، صدقاً، أمام هذا المنطق الأمريكى المنحرف! ففى أعقاب إحالة «المعزول» مع عدد من أعضاء جماعته وعشيرته إلى المحاكمة، بتهمة التخابر، سارع وزير الدفاع الأمريكى إلى الاتصال بالفريق أول عبدالفتاح السيسى، مستفسراً، وهو الشىء الذى اعتبره السفير «قطب» مثيراً لألف علامة استفهام، لأن الأمريكان لم يعودوا يهتمون بمحاكمة شخص فى القاهرة إلا إذا كان هذا الشخص إخوانيا! وقد استخلص السفير مما يجرى من جانب الأمريكان تجاه الإخوان عدة دروس من المهم أن نعيها جيداً.. فمنها، مثلاً، أن الإدارة الأمريكية لا تنسى الذين «تعاونوا» معها، وأن اهتمامها بالمتعاونين معها، هكذا، إنما هو تشجيع ضمنى لأنصارهم على مواصلة أعمال العنف، ومنها كذلك أن القلق الأمريكى الوهمى، الذى لا يتوقف مسؤولون أمريكيون عن إبدائه من شأنه أن يلحق الأذى بالسياحة عندنا عالمياً! والحقيقة أن هذا كله على بعضه يكشف عن أن هذه الإدارة الأمريكية، إنما هى عدو للمصريين، فى ثوب صديق، أو بمعنى أدق فى ثوب «حليف» كما يحبون أن يصفوا طبيعة العلاقة بيننا وبينهم. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قالوا للإخوانى احلف قالوا للإخوانى احلف



GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 22:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

روشتة لمواجهة الحر!

GMT 22:45 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

فقال لا أعرف

GMT 22:42 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حيرة لجنة التحكيم في (مالمو)

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon