توقيت القاهرة المحلي 18:03:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جمال مبارك.. رئيساً!

  مصر اليوم -

جمال مبارك رئيساً

سليمان جودة

فى يوم الحكم ببراءة الفريق شفيق، وعلاء وجمال مبارك، فى قضية أرض الطيارين، هتف بعض الحاضرين بأعلى صوت: يا جمال يا مبارك.. الرئاسة فى انتظارك! لم أكن قد لاحظت الهتاف، حتى نبهنى إليه صديق عزيز، ولم يكن أمامى ولا أمام الصديق العزيز إلا أن نقارن بين يوم من أيام ما قبل 25 يناير 2011، كان فيه «جمال» لا يحظى بأى قبول لدى الناس فى عمومهم، وبين يوم من أيام ما بعد ذلك التاريخ، أصبح فيه هذا الشاب مثار إعجاب لدى قطاعات لا بأس بها بين المصريين، بل أصبح بعضهم يدعوه إلى الترشح للرئاسة، وربما إلى الفوز بها! بطبيعة الحال، فإن هذا التحول، خلال ثلاثة أعوام، لا أكثر، له أسبابه الوجيهة جداً، ومن بينها، بل فى مقدمتها، ما عشناه وعايشناه، طوال الأيام الممتدة من 25 يناير 2011، إلى اليوم، خصوصاً على أيدى جماعة الإخوان التى سطت على الحكم، وراح أعضاؤها ورموزها يتعاملون مع البلد وكأنه غنيمة. ولابد أن الذين هتفوا هكذا، فى وجه جمال مبارك، كانوا قبلها يقارنون طول الوقت بينه وبين واحد من أبناء «مرسى» مثلاً، وهو ولد لا يكاد يجد نفسه فى مواجهة كاميرا، أو أى وسيلة إعلامية، إلا وينخرط فى سب المصريين، وفى شتيمتهم بأقذع الألفاظ، لا لشىء، إلا لأنهم قد كشفوا خديعة أبيه، وجماعته، فى ثورة 30 يونيو، كما لم يكشف أحد جماعة من المخادعين من قبل. ليس هذا فقط، وإنما عليك أن تقارن بين سلوك الرئيس الأسبق مبارك، وولديه، فى قفص الاتهام، وكيف أن القاضى حين نادى عليه، رد فى أدب وقال: أفندم! قارن أنت بين مشهد كهذا، ومشهد آخر، اضطر فيه قاضى محكمة قيادات الإخوان إلى رفع الجلسة، لأنه على حد تعبيره يومها، لم يستطع أن يتحمل طوفاً من قلة الأدب جاءه من داخل القفص، مع ملاحظة أن هؤلاء الذين أمطروا القاضى بطوفان من قلة الأدب يقولون عن أنفسهم، إنهم إخوان، وإنهم «مسلمون»! بل قارن كذلك بين سلوك مبارك ونجليه، ورموز الحزب الوطنى عموماً، حين فقدوا السلطة فى 25 يناير 2011، وبين سلوك آخر من جانب الجماعة التى فقدتها فى 30 يونيو 2013! كان فى مقدور «مبارك» نفسه ألا يتخلى عن الحكم يوم 11 فبراير 2011، وكان فى إمكانه أن يرفض الرحيل، وأن يظل يردد ذلك الشعار السخيف الذى يردده «مرسى» عن أنه الرئيس الشرعى، وأن يحرض أعضاء الحزب الوطنى ضد بلده، غير أنك فى حقيقة الأمر، حين تقارن بينهما، فإنك تقارن، فى الأصل، بين رجل مسؤول، ورجل غير مسؤول.. تقارن بين «مبارك» وهو يوازن بين مصلحته من خلال وجوده فى الحكم، ومصلحة بلده، فلا يتردد لحظة فى تقديم الثانية على الأولى، ثم تتوقف أمام «مرسى» وجماعته، وهى توازن من جانبها، بين مصلحتها فى الحكم، ومصلحة وطن بكامله، فتنحاز، دون تردد، إلى مصلحتها هى، وليذهب الوطن بأبنائه إلى الجحيم.. كان هذا كله، وغيره مما نعرفه جميعاً فى أذهان الذين هتفوا لجمال مبارك، يوم الحكم، بعد أن هتفوا ضده، قبل ثلاث سنوات! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمال مبارك رئيساً جمال مبارك رئيساً



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon