توقيت القاهرة المحلي 09:07:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«وظفوا» مفيد شهاب!

  مصر اليوم -

«وظفوا» مفيد شهاب

سليمان جودة

أى متابع جاد لما صدر عن اجتماعات الأحد والاثنين الماضيين، فى الخرطوم، حول سد النهضة، بين مصر وإثيوبيا والسودان، سوف يشعر بأن هناك مشكلة حقيقية بين القاهرة وأديس أبابا، وأن هذه المشكلة تعبر عن نفسها فى صورة تصريحات متناقضة من الجانبين، وأنها فى حاجة إلى حالة من الحوار والتفاوض بينهما، أكثر بكثير من حاجتها إلى لغة التهديد والحرب. بالطبع نذكر الجلسة الفضائحية التى كان محمد مرسى قد عقدها فى قصر الرئاسة، حول الموضوع، وقت وجوده فى السلطة، وكيف أن الذين تابعوا وقائعها على الهواء، يومها، قد حزنوا مرتين، وأصابتهم الصدمة أيضاً مرتين: مرة لإذاعة جلسة بهذه الأهمية على الهواء مباشرة، دون أن يكون الحاضرون فيها أنفسهم على علم بذلك، لدرجة أن أحدهم خاطب «مرسى»، أثناءها، بأنه يتمنى ألا يخرج ما سوف يقال فى الجلسة عن إطارها، ولم يكن المسكين يدرى أن الدنيا كلها كانت تسمعه وتشاهده، وهو يتمنى ويرجو أن تكون جلستهم سرية!!.. أما المرة الثانية التى أصابنا فيها الحزن والصدمة فهى أن يكون الشخص الجالس على قمة البلد فى ذلك الحين بهذه العقلية المتواضعة للغاية! ولا أعرف ما إذا كان القائمون على شأن الوطن هذه الأيام قد أدركوا أن عليهم أن يستعدوا جيداً لمعركة تفاوضية طويلة النفس، أم لا، ولكن ما أعرفه أن لدينا خبرة عميقة فى هذا الاتجاه منذ مفاوضات طابا الشهيرة، فى مطلع الثمانينيات، وهى مفاوضات استطعنا بها أن نسترد آخر حبة رمل لنا، وأن نحصل على حقنا فى أرضنا كاملاً. ولهذا السبب، فإنه من غير المعقول أن تكون خبرة كهذه متاحة ومتوافرة عندنا ثم لا نحسن استخدامها، ولا توظيف أحد أبطالها الموجود بيننا، وهو الدكتور مفيد شهاب. ولو أن أحداً عاد إلى دراسة طويلة نشرها الرجل عن القضية فى «المصرى اليوم»، الشهر الماضى، فسوف يرى منها كيف أنه يفهم مسألة السد، ويستوعبها قانوناً، ربما كما لم يفهمها أو يستوعبها أحد غيره، وكان الأمل أن يكون هو حاضراً فى العمق منها، كقضية، منذ لحظتها الأولى، مع الحكومة الإثيوبية، فإن لم يكن منذ لحظتها الأولى، فمنذ أن نشر دراستها تلك التى أراد من خلالها أن يقدم خدمة جليلة ومجانية لبلده، فى أمر يراه ونراه كلنا أمراً حيوياً إلى أبعد حد. أعرف أن هناك من سوف يكون اعتراضه الوحيد على الدكتور مفيد أنه كان قد عمل وزيراً مع حسنى مبارك، وهو اعتراض كما ترى على الشكل فيما يخص مفيد شهاب وغيره، أكثر منه اعتراضاً على مضمون حقيقى! والحقيقة أنها مراهقة سياسية بالغة فى النظر إلى ما كان قائماً قبل 25 يناير 2011، على مستوى الأشياء والأشخاص، فليس من الممكن أن يكون كل شىء هناك سيئاً، بحكم طبائع الأمور نفسها، وليس من المعقول أن يكون كل شخص تعاون مع «مبارك» شخصاً رديئاً، وإنما كان هناك رجال يعملون للوطن، وليس للرئيس، ويخدمون بلدهم، أكثر مما يخدمون رأس الدولة، وأظن أن الدكتور شهاب كان فى مقدمة هؤلاء الرجال، وأن الحس الوطنى عنده كان يطغى فى عمله العام على أى حس آخر. وظفوا مفيد شهاب، وخبرته وتجربته فى ملف السد، وسوف يضاف عمله فيه إلى تاريخه وتاريخنا بجوار طابا سواء بسواء. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وظفوا» مفيد شهاب «وظفوا» مفيد شهاب



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon