توقيت القاهرة المحلي 08:46:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو يقتدى الإخوان بالحسن

  مصر اليوم -

لو يقتدى الإخوان بالحسن

سليمان جودة

كنت فى مطار ساو باولو فى البرازيل، حين أقبل نحوى رجل تتدلى لحيته الكثيفة على صدره، ويمتلئ وجهه بالابتسامة. مد يده ليصافح، فصافتحه، ثم ازدادت ابتسامته على امتداد وجهه، وفهمت من كلامه أنه يتابع بعض ما أكتب وأقول، وأنه مختلف معه كله أو بعضه، وأنه رغم ذلك لا يحمل لى غير الود، رغم أنه لا يعرفنى، لأن هذه هى أخلاق الإسلام، ولأن هذه هى قيم هذا الدين العظيم. ومن كلمات عابرة وسريعة معه، استوقفتنى عبارة قالها وهو ينصرف.. قال بأن حسن البنا، أول مرشد لجماعة الإخوان، كان يؤكد دائماً على أننا، فى مجتمعنا كله، يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه، أياً كان حجمه، وأن نقذف وراء ظهورنا بما نختلف فيه. رنت العبارة بمعناها فى أذنى، وظللت أفكر فيها، ثم رحت أسأل نفسى عما إذا كان أحفاد البنا الذين يعيشون بيننا هذه الأيام، يعملون بها، أم أنهم، لأسباب ليست مفهومة، قد هجروها، ولم يعودوا يعرفونها، وأنهم فى حاجة شديدة إلى أن يستعيدوها، وبسرعة. ذلك أنه من المؤكد أن هناك أشياء فى دولتنا، يمكن أن يتفق عليها معنا أحفاد حسن البنا، وهناك، فى المقابل، أشياء أخرى محل خلاف، وسوف تظل، ولو أخذوا هم بما قاله مرشدهم الأول، لتخلصوا، وتخلصنا، من صداع يومى ليس له أدنى مبرر. إن من بين الأشياء التى نفترض أنها محل اتفاق، أننا أبناء وطن واحد، وأن كل واحد منا، فى حاجة دائمة، لأن يقدم ما يثبت أنه ابن لهذا الوطن، وأن ولاءه كله له، وليس لأى وطن أو أرض أخرى. ومع ذلك، فإن أحفاد البنا، الذين قال مرشدهم الأول هذه العبارة، والذين هم معنيون بها من جانبه، بالدرجة الأولى، لا يزالون يستنزفون بلدهم، فى كل صباح، باسم السعى إلى استرداد سلطة، يظنون أنه جرى اختطافها منهم، وهى مسألة غير صحيحة، لمن يدقق فيها بعناية. وحتى لو افترضنا، نظرياً، أن السلطة كانت فى أيديهم، وأنه قد تم اختطافها منهم، عن غير وجه حق، فإن فى تاريخ الإسلام الممتد، مثلاً شهيراً، هو مثال الحسن بن على بن أبى طالب، يمكن أن يكون لهم قدوة. قد كان الحسن يرى أنه أحق بالخلافة بعد أبيه، ولكن جاء معاوية وحصل عليها، بالحق أو بالباطل، ليس هذا هو وقت البحث فى قضية حيرت المؤرخين، فما يهمنا منها أن الحسن راح يسعى إلى استرداد سلطته، وراح يصارع معاوية عليها، فاكتشف أن استردادها معناه أن يسيل دم كثير، فترفع، وتنازل عنها على الفور لأنه أحس، ثم أيقن، بأن سعيه نحو السلطة يجب أن يتوقف، إذا كان ذلك سوف يكون ثمنه إزهاق روح إنسان واحد. الإخوان الذين يتكلمون منذ ثورة 30 يونيو، عن شرعية، وعن سلطة، وعن كرسى مستحق فى القصر، يعرفون حكاية الحسن قطعاً، وهم بما قاله حسن البنا، مدعوون إلى أن يقتدوا بالحسن، وأن يكونوا أحرص الناس على قيم الدين، لا على مغانم السلطة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو يقتدى الإخوان بالحسن لو يقتدى الإخوان بالحسن



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon