توقيت القاهرة المحلي 07:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلسان حسن البنا

  مصر اليوم -

بلسان حسن البنا

سليمان جودة

المصرى المحب لبلده يغادره محتفظاً به فى صميم قلبه، ويظل حتى يعود إليه يقارن بين كل شىء جيد تقع عليه عيناه فى سفره، وبين ما تركه وراءه فى وطنه، ويتمنى لو ينتقل هذا الشىء الجيد إلى حيث نحيا جميعاً ونعيش. ولو سأل أحد عما إذا كان هناك مصرى محب لبلده، وآخر ليس كذلك، فسوف أقول «نعم» بملء الفم، وبأعلى صوت، وسوف أدلل على صدق ما أقول بأن الذى يخرج ليتظاهر ويعتدى على المواطنين فى ذكرى نصر أكتوبر - مثلاً - ليس مصرياً، ولا يعرف مصر، ولا يحترم اعتزاز المصريين بالنصر العظيم، وأن من يشمت فى هزيمة منتخب بلاده أمام منتخب غانا ليس مصرياً، ولن يكون لا لشىء إلا لأن «المصرية» بالنسبة لكل واحد فينا، ليست كلاماً يقال، وليست مجرد بيانات مكتوبة فى البطاقة الشخصية، أو فى جواز السفر، وإنما هى ممارسة تتعرض للاختبار فى كل وقت، لنرى ما إذا كان صاحبها مصرياً حقاً، أم أنه يتخفى تحت قناع يخالف مصريته الأصيلة، أو التى نفترض أنها أصيلة! طافت هذه المعانى فى ذهنى، حين كنت أجلس صباح أمس، فى واحد من ميادين مدينة مونتفيديو، عاصمة أوروجواى، وكنت، من موقعى، أراقب حركة الناس فى الشارع، وأتأمل المنظر العام فى إجماله، لأرى أين نحن فى سلوكنا العام من البشر فى أنحاء الدنيا. رحت أتطلع حولى، فى كل ناحية، لأرى ما إذا كانت الجدران ملطخة بالبذاءات التى يشوهها بها «الإخوان» عندنا، فلم أقع على شىء بطبيعة الحال، وقلت فى نفسى إن هناك معارضين للحكومة فى أوروجواى قطعاً، ولكن هناك خلافاً أساسياً بينهم وبين الجماعة الإخوانية عندنا، وهى تعارض الحكومة والنظام الحاكم القائم بأكمله. هذا الخلاف هو أن من حقك، كمعارض، أن ترفض ما تفعله الحكومة، وأن تفنده فى كل لحظة، وأن تراه بلا قيمة، وأن... وأن... هذا حقك الذى لا ينكره عليك أحد، غير أن من حق سائر الناس فى المجتمع، فى الوقت نفسه، ألا تحول حياتهم إلى جحيم بمظاهراتك ومسيراتك العبثية، التى هى بلا هدف، والتى نريد لقانون التظاهر، بعد إصداره من رئيس الدولة، أن يتصدى لمنظميها بكل حسم، لأنها فى الحقيقة لم تعد مظاهرات من النوع الذى يتعارف عليه العالم المتحضر، بقدر ما هى رغبة واضحة فى إفساد حياة المصريين بوجه عام. لمحتُ، من موقعى، فى الميدان، سيدة جاءت بمخلفات بيتها فى كيس، ثم سارت حتى وصلت إلى صندوق القمامة الكبير على ناصية شارعها، ومدت يدها لترفع غطاءه المحكم برفق، وتضع ما جاءت به فيه، ثم تغلقه، وتعيده إلى أصله، وتنصرف فى هدوء. وفى لحظة، خطر لى أن هذه السيدة بدرجة مواطنة فى بلدها، وأن هذه الصفة لها مقتضيات عند كل مواطن يحملها بالضرورة، وأن هذه امرأة تعرف معنى أن يكون وطنها نظيفاً، وهى فقط لا تعرف هذا، وإنما تشارك فى تحقيق نظافته، وتصنعها بيديها. فى المقابل، أرجو أن تتطلع أنت إلى الكتابات القبيحة للإخوان على الجدران، فى أغلب شوارعنا، وأرجو فى الوقت نفسه أن تحكم أنت بأمانة، ما إذا كان مرتكبو فعل كهذا «إخوان» فعلاً، وإذا كانوا «إخوان» فهل هم «مسلمون»، أم أنهم كما قال عنهم حسن البنا بلسانه ذات يوم: ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين؟! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلسان حسن البنا بلسان حسن البنا



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon