توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو حضر الرسول لجنة الخمسين

  مصر اليوم -

لو حضر الرسول لجنة الخمسين

سليمان جودة

إذا لم يكن فى دستور ما بعد الإخوان المسمى دستور 2013 سوى هذه المادة، التى تجعل الحق فى التعليم مقترناً بجودته وفق المعايير الدولية فهذا يكفيه جداً، وهذا أيضاً مما يجعلنا نطمئن إلى أنه كدستور يخاطب من خلال هذه المادة تحديداً المستقبل، ولا يعيدنا إلى الماضى، كما كان الإخوان يريدون، ويخططون فى دستورهم الذى أسقطته ثورة 30 يونيو. وكنت قد قرأت للأستاذ محمد سلماوى، المتحدث باسم لجنة الخمسين، التى تضع دستور ما بعد الإخوان، أن الدستور الجديد يُلزم الدولة بتخصيص ما لا يقل عن 6٪ من إجمالى الناتج القومى للتعليم بمراحله المختلفة. ولابد أن هذا، فى حد ذاته، شىء ممتاز، كما أنه شىء يبعث على التفاؤل إلى حد بعيد، غير أن الأهم من تخصيص نسبة كهذه من الدخل القومى للبلد من أجل التعليم هو أن نعرف مسبقاً ماذا سوف نصنع بالمبلغ الذى ستوفره النسبة لنا ولتعليمنا من دخلنا القومى.. وإلا.. فإننا نذكر جميعاً أن وزارة التربية والتعليم كانت قبل ثورة 25 يناير قد أعادت إلى خزانة الدولة مبالغ فائضة من ميزانيتها، وهو خبر كان منشوراً فى الصفحات الأولى من الجرائد، وكان الأمر برمته مثيراً للدهشة والحيرة فى حينه، إذ كيف نشكو فى كل ساعة من تدهور أحوال تعليمنا، ومن عجزنا عن توفير الإنفاق اللازم له، ثم ترد الوزارة المسؤولة جزءاً من ميزانيتها، فاض عن إنفاقها؟! نحن إذن، وقبل تخصيص الـ6٪، فى حاجة إلى أن نحدد بالضبط ماذا نريد من تعليمنا، وكيف نطوعه لتحقيق ما نريده. وليس من الممكن أن نعرف ما نريده من تعليمنا، فى ظل وضع له حالياً يؤدى إلى تغذية حياتنا العامة بمتطرفين جدد كل يوم، وفى ظل وضع يميز فيه التعليم بين هذا الطالب، لأنه ينتمى إلى دين معين، وبين ذاك الطالب الذى ينتمى إلى دين آخر، ويجلسان، رغم ذلك، على مقعد واحد. ولذلك فإذا كان لى، أو لغيرى، رجاء عند لجنة الخمسين، فهو أن تأخذ بنص جرى تداوله ودراسته فى داخلها، ويقول: مناهج ووسائل التعليم تحترم القيم العامة والإنسانية التى تشملها وتنص عليها كل الأديان، دون تركيز على دين بعينه، أو إهمال لحقبة تاريخية دون أخرى أو تبنى أيديولوجية سياسية محددة ماعدا المعاهد الدينية بالنسبة لأمور العقيدة. التعليم ليس إنفاقاً، وفقط.. صحيح أن الإنفاق عليه ركن مهم من أركان توفير تعليم يليق بالبلد، ولكن هناك - إلى جانب الإنفاق - مسألة أخرى، لابد أن تتوازى معه فى اللحظة ذاتها، وهى «الرؤية» التى تؤسس، حين تكون حاضرة وواضحة، لتعليم عصرى صحيح. ولا يمكن - مثلاً - أن يتقرر على الطلاب حديث شريف يقول «المرء على دين خليله، فلينظر المرء من يخالل» دون أن نشرح لطلابنا أن الحديث لا يعنى مطلقاً أن تتجنب كطالب مسلم مصادقة زميلك القبطى.. فلو كان الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، حياً بيننا لنهى الذين يقررون حديثه على التلاميذ دون أن يشرحوا معناه عما يفعلون، ولقال لهم بأوضح لسان إن القصد هو حسن اختيار الصديق لا إقصاؤه، على أساس دينه أبداً. التعليم: ثم التعليم: ثم التعليم، ولا شىء سواه. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو حضر الرسول لجنة الخمسين لو حضر الرسول لجنة الخمسين



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon