توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفلاح اللواء!

  مصر اليوم -

الفلاح اللواء

سليمان جودة

لا أحد يعرف ما هو السبب على وجه الدقة، الذى جعل ممدوح حمادة، ممثل الفلاحين فى لجنة الخمسين، المكلفة بوضع دستور ما بعد الإخوان، يقيم الدنيا ولا يقعدها، وكذلك فعل زميله أحمد خيرى، ممثل العمال، احتجاجاً على خطوة جريئة، قررت بها اللجنة إلغاء نسبة العمال والفلاحين، التى ظلت لازمة غير مفهومة من لوازم برلمانات مصر، منذ أن أدخلتها ثورة يوليو 52 على نظامنا البرلمانى إلى اليوم. فكلاهما يعرف قطعاً أن عمالنا وفلاحينا ليسوا فقط لم يستفيدوا شيئاً، أى شىء، من النسبة إياها، منذ جرى وضعها، وإنما جرى استغلالهم باسمها، وتحت شعارها البراق أسوأ استغلال! وكلاهما يعرف عن يقين أنه إذا كان هناك هدف لدى اللجنة من الإلغاء، فهو وضع حد لاستغلال العمال والفلاحين تحت ستار هذه النسبة، على مدى برلمانات عديدة مضت، وقد كان الاستغلال للفئتين الكبيرتين يجرى أمام أعيننا علناً، عندما كنا نرى جميعاً أن ضباطاً ومهندسين ومتعلمين فى الجامعة كباراً، كانوا يدخلون البرلمان تحت مُسمى أن كل واحد منهم إما عامل وإما فلاح، ولم تكن هناك فى الحقيقة أدنى صلة بينهم كلهم وبين العمال والفلاحين على أى مستوى. وكلاهما أيضاً، ممدوح وخيرى، يعرف أن دولة على الأرض لم تسبقنا إلى هذه البدعة البرلمانية، سوى تركيا، التى كانت قد عملت بها ذات يوم فى برلمانها، ثم اكتشفت زيفها، فامتلكت الشجاعة الكافية لإلغائها، ولم تشأ أن تواصل خداع نفسها، ولا خداع عمالها وفلاحيها. وقد كنت أتمنى لو أن كليهما أدرك أن عبدالناصر حين أدخل نسبة كهذه، فإن هدفه كان نبيلاً، كما أنه كان ينظر إليها باعتبارها وسيلة، لا أكثر، من أجل تحقيق مقصد أعلى، وأهم، هو مصلحة كل عامل، وكل فلاح، كان عبدالناصر يريد أن يرتقى بمستوى معيشته. ولا أشك فى أن ممدوح حمادة وأحمد خيرى، سوف يوافقاننى تماماً، فى أن التجربة قد أثبتت فيما يخص هذه النسبة، على مدى عشرات السنين، أن الوسيلة شىء، وأن المقصد الذى يتحقق على الأرض من ورائها يمكن أن يكون شيئاً آخر كلياً، وأن هذه النسبة تحديداً قد ثبت أنها ليست هى أبداً الوسيلة التى يمكن بها أن تتحقق مصلحة لعامل أو لفلاح! بل أكثر من هذا، فإننى كنت أتصور أن يكون الاثنان هما أول مَنْ يطالب بإلغائها فى اللجنة، وأن يُطلقا معاً، بالتالى، صيحة مدوية، تقول: كفى خداعاً للعمال والفلاحين، وكفى استغلالاً لهم، وكفى ضحكاً عليهم وعلينا تحت شعار الـ50٪! وإذا كان هناك درس لنا فى هذا الأمر، فهو أن المقاصد يمكن أن تكون حسنة جداً، ثم تنحرف الوسائل بها إلى حيث لا نتوقع ولا نتحسب، بحيث يدخل الرجل من بيننا إلى مجلس الشعب، مثلاً، على أنه عامل، فنكتشف عند الجد أنه لواء! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلاح اللواء الفلاح اللواء



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon