توقيت القاهرة المحلي 22:58:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شىء من عرفة نريده لنا

  مصر اليوم -

شىء من عرفة نريده لنا

سليمان جودة

أريد أن أضعك اليوم فى أجواء جبل عرفة، الذى وقف عليه أمس نحو ثلاثة ملايين حاج، ولكن من منظور مختلف.. وهذا المنظور الذى أريد أن أضعك فيه، وأن أضع المسؤولين عن الأمن فى بلدنا بشكل خاص، فى أعماقه، هو مدى القدرة التى سوف تكون متاحة أمامهم لتحقيق هدفهم، من حيث إقرار الأمان للناس، لو أن هؤلاء المسؤولين أخذوا بوسائل الأمن والتأمين الحديثة، التى لا مفر لنا فى الأحوال كلها من الأخذ بها. ذلك أنك لو كنت بين الملايين الثلاثة، طوال نهار أمس، الاثنين، ولو كنت بين غيرهم، بامتداد سنوات مضت، فسوف تلاحظ فى الحالتين، أن هناك طائرات هليكوبتر تحوم وتحلق فوق جبل عرفة، ثم تروح وتجىء، على مدى ساعات النهار، وسوف تتساءل حتماً بينك وبين نفسك، عن الهدف الذى تطير من أجله هذه الطائرات، فلا تتوقف فى جولات لا تنقطع، وفى كل الاتجاهات. من ناحيتى سوف أجيب عن سؤالك، نيابة عنك، من خلال عنوان نشرته صحيفة «الوطن» السعودية فى صدر صفحتها الأولى صباح أمس الأول، وكان العنوان يقول الآتى: صور جوية «توثِّق» تحركات المتسللين. أما الصور الجوية فهى مأخوذة من عرفة، ومن مكة المكرمة عموماً، وأما الكاميرات التى تلتقطها فهى موجودة فى تلك الطائرات التى تملأ سماء المكان، وأما «توثيق» الصور فإنه يتم من خلال مراكز مختصة موجودة على الأرض تتلقى الصور أولاً بأول. والقصة تجرى كالتالى: تستطيع كاميرات الهليكوبتر مسح مكة كلها، وكأنها - أقصد الكاميرات - عين مفتوحة على مدينة مكة بكل أطرافها، ولأنها كاميرات حديثة للغاية، فإنها تلتقط كل تفصيلة فى أرجاء المكان، ويمكنها بالتالى أن تحدد مكان أى مخالف، أو متسلل، وترسل صورته فى اللحظة ذاتها إلى تلك المراكز الأمنية المختصة التى تقوم بدورها بضبط كل المخالفين والمتسللين بسرعة، وبقدرة عالية جداً فى الأداء، وفى الحركة، وفى التصرف! وعلينا أن ننتبه هنا إلى أن مجرد إحساس المتواجدين فى مكة، أو فى غيرها، بأن أدوات الأمن الحديثة هذه ترصد حركتهم، وتراقبها، فإن هذا وحده، فى حد ذاته، يمثل رادعاً يجعل نصف الذين يفكرون فى المخالفة، أو فى ارتكاب جريمة، يتراجع من تلقاء نفسه، لتتكفل «الصور الموثقة» بالنصف الباقى، الذى لم يردعه مجرد الإحساس. وإذا كان قد قيل إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، أى أن السلطان، أياً كان شكله، قادر على ردع المجرم، بأكثر من قدرة أوامر القرآن، فإن سلطان هذا العصر الذى نعيشه إزاء كل المجرمين والمتجاوزين فى حق المجتمع، والمعتدين على حياة الناس، والمهددين لأمنهم، إنما هو هذه الطائرات، وتلك الكاميرات، ولا شىء غيرها، فمتى نراها فى سمائنا؟! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شىء من عرفة نريده لنا شىء من عرفة نريده لنا



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon