توقيت القاهرة المحلي 13:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلاج قبل المصالحة

  مصر اليوم -

العلاج قبل المصالحة

سليمان جودة

ما أفهمه أن دعوات المصالحة التى تنطلق من وقت إلى آخر، لإعادة جماعة الإخوان إلى طريق الصواب، لن تؤدى إلى شىء حقيقى نلمسه على الأرض، ليس لسوء نية الذى يقومون بها طبعاً، ولا لأن الدولة ليست مرحبة بعودة السلميين من الجماعة إلى الجماعة الأكبر، التى هى مصر، ولا لأن الرافضين لمبدأ المصالحة ذاته يتزايدون بيننا، يوماً بعد يوم، بسبب حماقات الإخوان وغبائهم فى الممارسة اليومية منذ 3 يوليو الماضى، ولا.. ولا.. إلى آخر ما يمكن أن يطوف بالذهن فى هذا الاتجاه.السبب الذى يجعل دعوات المصالحة غير مجدية فى ظنى، هو أن الإخوان، خصوصاً القيادات فيهم، والذين يمارسون عنفاً ضد المجتمع، أو يحرضون عليه، أحوج الناس إلى العلاج قبل المصالحة.إننى أتكلم جاداً، وليس فيما أقوله أى رغبة فى الاستهزاء بهم، ولا فى الحط من شأنهم، باعتبارهم بنى آدميين فى النهاية، وإنما تقديرى أنهم أثبتوا عجزاً فريداً فى التعامل مع مجتمعهم، فى كل مرة أتيح لهم فيها أن يتعاملوا معه خلالها، وكانوا فى كل مرة يتعاملون مع المجتمع بقدر كبير من الشك مرة، ثم من التكفير مرات!وأرجو ألا يقال هنا إن عجزهم عن التعامل مع المجتمع بشكل طبيعى راجع فى أساسه إلى فترات السجن التى كان لها تأثير سلبى من نوع ما على هذا المستوى.. لا.. يجب ألا يقال هذا، لأن كثيرين قبلهم دخلوا السجن، وخرجوا منه أسوياء تماماً، بل ربما دخل المرء السجن مريضاً فى نفسيته، ثم خرج معافى، وليس أدل على ذلك إلا حالة «مانديلا»، فى جنوب أفريقيا، الذى غادر سجنه وهو راغب، ليس فقط فى التصالح مع الناس كافة، وإنما مع خصومه وأعدائه أنفسهم!وإذا كانوا هم فى حاجة إلى علاج حقيقى، فالمرض الذى يعانى منه كل واحد فيهم ليس بالمناسبة مرضاً عضوياً، بقدر ما هو مرض نفسى فى جوهره، ولا علاقة كما نعرف بين المرض النفسى والعقلى.. فهذا شىء وذاك شىء آخر.فإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك حقاً لمن يتدبره ويتأمله طويلاً، فلابد أنهم فى أشد الحاجة إلى أن يخضعوا لدورات علاج من هذا النوع، قبل أن ينخرطوا فى المجتمع، وعندها سوف لا يجدون تناقضاً بينهم وبين سائر الناس فى هذا البلد.والعلاج هنا سوف يكون أقرب إلى التأهيل، أو إعادة التأهيل، منه إلى أى شىء آخر، وسوف يكون الهدف منه إفهامهم بأوضح لغة أن المطلوب أن يقتربوا هم من مجتمعهم، لا أن يقترب هو منهم، لأنهم هم الذين خرجوا عليه، وابتعدوا عنه، ولم يحدث شىء من ذلك إزاءهم من ناحيته هو أبداً.عالجوهم نفسياً، وأعيدوا تأهيلهم قبل أن تذهبوا إلى مصالحة لن تكون، والحال كذلك، مجدية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاج قبل المصالحة العلاج قبل المصالحة



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon