توقيت القاهرة المحلي 05:03:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتبهوا إلى ساعة البرادعى

  مصر اليوم -

انتبهوا إلى ساعة البرادعى

سليمان جودة

عندما يصاب الدكتور محمد البرادعى بالخرس الكامل، على مدى شهر ونصف الشهر، منذ غادر القاهرة فى 18 أغسطس الماضى، ثم تنفك عقدة لسانه فجأة، أمس، أى قبل 24 ساعة فقط من زيارة المدعوة أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى، للقاهرة، فهذا ليس له إلا معنى واحد، بل وحيد، هو أننا أمام رجل يضبط ساعته على «شىء ما» فى أوروبا، لا علاقة له مطلقاً بالمصلحة الوطنية المصرية المجردة! لقد أحس ملايين المصريين براحة نفسية لا حدود لها حين استقال هذا الرجل من منصب نائب رئيس الجمهورية، وهرب كالعادة من المسؤولية، ثم قرر أن يذهب ليتفسح فى النمسا، بينما المواطنون فى البلد يصطلون بالعنف الذى يمارسه أصدقاؤه الإخوان ضدهم.. ثم إذا به يأتى، الآن، وبعد صمت طويل، لينطق كفراً، ويتهم جهة سيادية بأنها تعوق التوافق الوطنى فى البلد. كنا نتمنى لو امتلك الشجاعة الكافية لتسمية هذه الجهة السيادية، حتى يمكنها عندئذ، أن تضع إصبعها فى عينه، ليفيق من غيبوبته ويدرك أنه لا هذه الجهة السيادية، ولا غيرها من الجهات التى تعرف جيداً معنى الوطن، وقيمته، ومكانته، لم يحدث أن وقفت فى وجه توافق وطنى من أى نوع، ولا عطلته فى أى وقت، وإنما كانت تفعل العكس دائماً، بأن تدعو دون توقف إلى توافق كامل، وإلى أن الوطن للجميع، دون استثناء، ودون إقصاء لأحد، بشرط أن يقف الذين تورطوا فى عنف، أو حرضوا عليه أمام العدالة.. لا أكثر من هذا ولا أقل. هل سمع البرادعى، وهو يضبط ساعته على زيارة أشتون تحديداً، أن جنديين مصريين بريئين قد لقيا حتفهما أمس، بالقرب من قسم ثالث العريش، وأصيب ثالث، لا ذنب له فى شىء سوى أنه مع زميليه المغدورين كانوا يقفون على خط النار، لحماية كيان الدولة المصرية؟!.. هل سمع البرادعى عنهم؟!.. وهل أدرك أن ذنب الثلاثة فى رقبة الذين يرى البرادعى أنهم يجب أن يكونوا مدعوين إلى التوافق الوطنى دون أن يدعوهم، من جانبه، إلى احترام إرادة المصريين التى تجلت فى ثورة 30 يونيو؟! لقد كان البرادعى نفسه حاضراً فى صياغة خريطة الطريق التى أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسى يوم 3 يوليو الماضى، ويعلم البرادعى تماماً أن الخريطة لم تستبعد أحداً منذ لحظتها الأولى، وأنها دعت الجميع إلى أن يكونوا حاضرين، ومشاركين، وفاعلين فى صنع مستقبل وطنهم، لولا أن هناك من أبعد نفسه عن المشهد، وخرج على المصريين، وراح يروعهم، ويرهبهم، ويخوفهم، فى كل يوم، رغم النصائح المتوالية لهذا الطرف بأن ما يفعله لن يؤدى إلى شىء، لأنه لا يمكن لجماعة، مهما كانت، أن تهزم شعباً كشف عجزها، وفشلها، وقلة حيلتها، واستخفافها المطلق بالوطن، وتخطيطها لبيعه بالقطاعى! د. برادعى.. استقالتك من موقع نائب الرئيس كانت - من حيث توقيتها - طعنة غادرة فى ظهر بلدك، وأظن أن هذا البلد العظيم لن يسمح لك، تحت أى ظرف، بأن تطعنه مرة أخرى، ولابد أن أفضل خدمة يمكن أن تقدمها لنا اليوم هى أن تبتعد وتسكت. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتبهوا إلى ساعة البرادعى انتبهوا إلى ساعة البرادعى



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon