توقيت القاهرة المحلي 02:33:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى عين كل أعمى!

  مصر اليوم -

فى عين كل أعمى

سليمان جودة

أظن أن كل مصرى محب لبلده تمنى لو أن المتحدث العسكرى قد اختار صيغة أخرى، بخلاف الصيغة التى صدر بها تصريحه، مساء أمس الأول، عن محمد مرسى، فالمتحدث كان ينفى ما تردد عن وجود مفاوضات للإفراج عن الرئيس الإخوانى المعزول! صيغة بهذا الشكل تبدو من حيث ظاهرها، وكأن التفاوض حول مسألة كهذه أمر وارد، مع أنه، كما يفهم كل عاقل من سياق الأحداث، منذ ثورة 30 يونيو، إلى اليوم، حكاية مستحيلة تماماً. لماذا؟!.. لأن «مرسى» الذى يتكلم عنه الإخوان رجل محبوس بقرار من النيابة العامة المصرية، وليس معتقلاً، ولا محتجزاً، ولا مختطفاً، ولا.. ولا.. إلى آخر مثل هذا الكلام الفارغ الذى تردده جماعته، فى تبجح، ودون حياء، ولا خجل! «المعزول»، لمَنْ لا يريد أن يرى، شخص متهم فى قضايا جنائية، لا سياسية على الإطلاق، وبالتالى، فإن كل واحد يتكلم عن الإفراج عنه، إنما هو ــ أولاً ــ أعمى لا يرى، ثم إنه ــ ثانياً ــ يتجرأ على مقام السلطة القضائية المصرية، التى فى يدها أمره من أوله لآخره، بما لا يجوز ولا يليق أبداً. «مرسى»، لمَنْ يتعامى، ولا يريد أن يرى، إنما هو متهم فى المسؤولية عن قتل 4 آلاف متظاهر، أحصاهم زميلنا جمال غيطاس، فى دراسة دقيقة، ومنشورة، فى «الوطن» على صفحتين كاملتين.. نعم أربعة آلاف مصرى سقطوا قتلى فى مظاهرات، على مدى عام أسود حكم فيه «مرسى»، ولذلك فهو إن لم يكن قد شارك فى قتلهم، بشكل مباشر، فهو مسؤول عنهم مسؤولية كاملة بشكل غير مباشر، فكيف يمكن، والحال هكذا، أن نفهم مطالب غوغائية، تصدر عن أعمياء، داخل البلد، وخارجه، بالإفراج عن رجل هذه هى حدود اتهامات تطوِّق رقبته من كل اتجاه؟! ليس هذا فقط، وإنما هو أيضاً متهم فى قضايا تخابر مع دول، لغير صالح بلده، الذى كان يحكمه لمدة 12 شهراً، فى غفلة من الزمان، وهو، للمرة الثالثة، متهم فى قضية سجن وادى النطرون الشهيرة، التى حقق فيها المستشار خالد محجوب، رئيس محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، فى أثناء وجوده فى السلطة، مع وضع مائة خط بجميع الألوان، تحت عبارة «فى أثناء وجوده فى السلطة»، لأنها تعنى لهؤلاء المتعامين أن القضية لم يتم تلفيقها له، بعد أن ترك الكرسى، ولكن حقق فيها قاضيها الطبيعى، فى أيام كان المتهم فيها داخل قصر الرئاسة، وكان تقدير المستشار «محجوب»، فى كلام منشور له، أن عقوبة الرئيس السابق فيها تبدأ من السجن ثلاث سنوات، وتمر بالمؤبد، وتصل إلى الإعدام. فما المعنى؟!.. المعنى أن مثل هذه الأرقام والحقائق والمعلومات يجب أن تؤخذ، ثم توضع فى عين كل مَنْ يتجاسر، ويطالب بالإفراج عن شخص هذا هو وضعه القانونى المجرد! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى عين كل أعمى فى عين كل أعمى



GMT 02:33 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

«متعلّمة»

GMT 02:31 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه

GMT 02:28 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عقارات بني أسد... وهمسات التاريخ

GMT 02:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

إيران واستراتيجياتها وموقع فلسطين

GMT 01:49 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الصدر والحكيم والهوية المُركبة

GMT 01:43 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأردن بين إيران وإسرائيل

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

معركة الاتحاد غير العادلة

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المخادعون

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon